هل حان الوقت للتخلي عن شركة لوسيد؟

موتورز موشن – مع انهيار شركة فيسكر، يتساءل العديد من المستثمرين عن الشركة التي قد تسقط بعد ذلك، وبدأ العنوان يطرح نفسه هل حان الوقت للتخلي عن شركة لوسيد؟

لقد كان الأمر صعبًا بالنسبة للشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية (EV) مؤخرًا، بما في ذلك شركة لوسيد موتورز. لقد خفضت الشركة توقعات الإنتاج عدة مرات، وخفضت أسعار سيارتها الوحيدة، وأعلنت عن خسارة صافية متزايدة خلال الربع الرابع من العام الماضي، وبالكاد سلمت 6000 مركبة في عام 2023.

https://www.instagram.com/reel/C5a_VblrEr5/?utm_source=ig_web_copy_link&igsh=MzRlODBiNWFlZA==

وبدمج هذه العوامل مع بيئة الاقتصاد الكلي التي تتسم بارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية، سنحصل على انهيار شركة ناشئة للسيارات الكهربائية مثل فيسكر. ولكن هل حان الوقت أيضًا للتخلي عن شركة لوسيد، أم يجب على المستثمرين التمسك بها خلال هذه الفترة العصيبة؟

بغض النظر عن الاتجاه الذي تتجه إليه لوسيد، فإنها تواجه تحديات. في البداية تسببت سلسلة التوريد الخاصة بالشركة في حدوث اضطرابات في الإنتاج، وبعد تصحيح هذه المشاكل، تباطأ الطلب وأثر على عمليات التسليم.

بلغ صافي خسارة لوسيد في الربع الأخير من عام 2023 نحو 654 مليون دولار، وهو أكبر من خسارة العام السابق البالغة 474 مليون دولار، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 9000 سيارة فقط في عام 2024 بعد أن وصل إلى حوالي 8500 في عام 2023 – وبالتأكيد ليس نموًا محيرًا.

إقرأ ايضاً: لماذا تخلت جيب عن العلامة الفرعية التجارية واجونير؟

الصورة الملفتة بقوة تتمثل ببلوغ إجمالي صافي خسائر شركة لوسيد لعام 2023 نحو 2.8 مليار دولار مقارنة بخسارة عام 2022 البالغة 1.3 مليار دولار، بحيث بلغ إجمالي السيولة لبدء تشغيل السيارات الكهربائية 4.78 مليار دولار في نهاية عام 2023.

وراقب المستثمرون مدى السرعة التي يمكن أن تتجه بها الأمور مع شركة فيسكر، حيث انخفض سعر سهمها بنسبة 99٪ منذ بداية العام حتى الآن، كما قامت بورصة نيويورك بشطب السهم. ومع ذلك، من المحتمل أن تمتلك شركة لوسيد السيولة اللازمة للبقاء على قيد الحياة لمدة عام أو أكثر قبل أن تسوء الأمور مثل فيسكر، نظرًا لأن الأخيرة لم تتمكن حتى من تغطية الحسابات المستحقة الدفع مؤخرًا.

علاوة على ذلك، تقترب الصناعة من النقطة التي ستصبح فيها المركبات الكهربائية أكثر تنافسية من حيث الأسعار مع المركبات التي تعمل بالبنزين. في الواقع، قال بيدرو باتشيكو، نائب رئيس الأبحاث في شركة جارتنر لتحليل التكنولوجيا، إنه من المتوقع أن يكون بناء المركبات الكهربائية أقل تكلفة من سيارات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2027، وذلك بفضل تقنيات التصنيع المبتكرة وانخفاض تكاليف البطاريات.

سبب آخر لعدم التخلي عن شركة Lucid حتى الآن يتمثل بخط الإنتاج، حيث يمكن للمرء أن يجادل بأن أكبر عقبة أمام شركة لوسيد حتى الآن هي بيع سيارتها الوحيدة، وهي Lucid Air. من المؤكد أن جزءًا من صعوبة بيع السيارة هو سعرها المبدئي الذي يبلغ حوالي 170 ألف دولار. يضع هذا السعر منتج Lucid الوحيد القابل للبيع في سوق متخصصة عالية الجودة، وهو سوق تم تشبعه بسرعة.

لكن في وقت لاحق من عام 2024، من المقرر أن تطلق الشركة سيارتها الثانية، Gravity كروسوفر بسعر يبدأ بأقل من 80 ألف دولار، مما يتيح للشركة الوصول إلى قاعدة أوسع من المستهلكين. ومع ذلك، فمن العدل أن نلاحظ أن هذا لا يزال سعرًا مرتفعًا إلى حد ما، وقد لا يولد الطلب المطلوب في الوقت الذي تحاول فيه شركات السيارات الكهربائية الأخرى خفض الأسعار إلى نطاق 30 ألف دولار.

إقرأ ايضاً: ما هي السيارة المثالية للأمهات العصريات؟

علاوة على ذلك، بعد أن تطلق الشركة سيارة جرافيتي، فإنها تخطط للغوص في سوق فاخرة أكثر انتشارًا بمركبات أقل تكلفة. تستهدف المنصة متوسطة الحجم سعرًا يبلغ حوالي 50 ألف دولار، ويُعتقد أن السيارة الأولى على المنصة ستكون عبارة عن سيارة كروس أوفر مصممة للتنافس مع طراز Y من تيسلا. ولا ينبغي للمستثمرين أن يتوقعوا أن تصل مركبة المنصة التالية هذه إلى مرآب المستهلكين قبل أوائل عام 2026، لكنه يمثل المستقبل الذي يمكن لشركة لوسيد بيعه للمستثمرين عاجلاً وليس آجلاً.

في نهاية المطاف، من المقرر أن يكون عام 2024 عامًا مليئًا بالمطبات بالنسبة للشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، بما في ذلك شركة لوسيد. إذن يعنبر إطلاق Gravity القادم محطة مهمة للشركة لأن ذلك سيؤثر بشكل كبير على شعور المستثمرين تجاه قدرة الشركة على الوصول إلى رؤيتها طويلة المدى كلاعب كبير في مجال السيارات الكهربائية.

لذلك، من المؤكد أنه ليس الوقت المناسب للتخلي عن شركة لوسيد، ووضعها أقل خطورة بكثير من وضع فيسكر، لكن المستثمرين الراغبين في تحمل مخاطر كبيرة بامتلاك شركة EV ناشئة في هذه البيئة الكلية يجب أن يدركوا أنها شديدة المضاربة والتقلب.