عالم غريب

حدثان مهمان لفتا انتباهي هذا الشهر، أولهما استحواذ نيسان على حصة مسيطرة قدرها 34% من أسهم شركة ميتسوبيشي موتورز، وثانيهما استمرار المنافسة الشرسة على لقب بطولة العالم في الفورمولا واحد بين الزميلين اللدودين في فريق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون والألماني نيكو روزبيرغ.

ميتسوبيشي بوضع متأزم، نيسان تدخل على الخط وتشتري حصة مسيطرة من الشركة اليابانية. “كارلوس غصن”، الرئيس التنفيذي لتحالف نيسان-رينو، يُعيّن في منصب رئيس مجلس إدارة ميتسوبيشي موتورز، وسط توقعات بأن يسجل الصانع الياباني المتأزم خسائر كبيرة بنهاية العام الجاري بسبب فضيحة التلاعب في أرقام معدلات استهلاك الوقود لنحو 620,000 مركبة على الأقل لبعض عروض ميتسوبيشي المخصصة للسوق اليابانية.

وفي التفاصيل، كانت ميتسوبيشي موتورز بحاجة للخروج من مأزقها، لذلك اتجهت صوب نيسان لتوفير طوق النجاة لها مطلع العام الجاري، الأمر الذي حدا بالأخيرة إلى الإعلان عن استحواذ نيسان على حصة مسيطرة قدرها 34 في المئة من أسهم شركة ميتسوبيشي موتورز. وبمجرد دفع قيمة الصفقة كاملة، والتي تبلغ 237 مليار ين ياباني (2,2 مليار دولار أميركي)، عيّنت نيسان “غصن” في منصب رئيس مجلس إدارة ميتسوبيشي موتورز، وقد أصرّ هذا الأخير على إحتفاظ “أوسامو ماسوكو”، بمنصب المدير التنفيذي إنطلاقاً من أن التغيير سيحصل على يد ميتسوبيشي وليس نيسان كما أكد غصن الذي شدد أيضاً على أن ميتسوبيشي ستبقى ميتسوبيشي ولن تكون شركة فرعية لنيسان.

هذه التغييرات السريعة أدت الى ارتفاع ملحوظ في أسهم ميتسوبيشي موتورز بمقدار 7.9 في المئة، وهو أعلى معدل إغلاق ببورصة طوكيو منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي.

ورغم ذلك، فإن الشركة اليابانية الصغيرة تتوقع أن تسجل خسائر صافية تقدّر بـ240 مليار ين ياباني (2.3 مليار دولار) بانتهاء السنة المالية الحالية في أذار (مارس) 2017، ما يعني زيادة الأمور سوءًا؛ إذ كانت قد توقعت مبدئيًّا بتسجيل خسائر قدرها 145 مليار ين ياباني فقط. وفي الوقت نفسه، تتوقع ميتسوبيشي موتورز أن تسجل خسائر تشغيل سنوية للمرة الأولى خلال الأعوام الـ12 الماضية، وذلك بسبب التيار المتراجع والمتباطئ لاقتصاديات الأسواق الناشئة، جنبًا إلى جنب مع تعزيز قوة الين الياباني أمام العملات الرئيسية والخسائر الواسعة التي مُنيت بها من جراء فضيحة التلاعب بأرقام معدلات استهلاك الوقود.

وفي حقيقة الأمر، فإن تعيين السيد “غصن” لم يكن مفاجأة، بل كان متوقعًا، لا سيما أن نيسان قد صرحت في أيار (مايو) الماضي بأنها ستقوم بترشيحه لرئاسة مجلس إدارة ميتسوبيشي موتورز الى جانب عدد كبير من مديري الشركة.

ويرى المستثمرون أن تأكيد اضطلاع السيد “غصن” بدور رئيسي في ميتسوبيشي يعد أمرًا إيجابياً، ولا أريد أن أؤكد ما إذا كان “كارلوس غصن”، سيصادف النجاح ذاته الذي حققه مع نيسان قبل 17 عامًا، مع شركة ميتسوبيشي موتورز من عدمه، ولكن المؤكد أنه لن يألو جهدًا في سبيل استعادة الشركة اليابانية المتأزمة لمكانتها العريقة مرة أخرى، وإن الزمن وحده كفيل بالرد على هذه التساؤلات المشروعة.

على صعيد آخر، وبما أنني أعشق رياضة السيارات، تابعت في الفترة المنصرمة وقائع بطولة العالم للفورمولا واحد وشاهدت فوز هاميلتون في السباق الأميركي والمكسيكي، الأمر الذي أشعل المنافسة من جديد في البطولة التي كان متجهاً الألماني لحسمها قبل نهاية الموسم مع تبقي سباقين في البرازيل وأبوظبي. السيناريوهات كثيرة لكن المؤكد بأن فوز روزبرغ في حال حصل هذا الموسم، لن يكون سهلاً كما كان الجميع يتوقع.

أخيراً، أحزن على مغادرة فريق فولكسفاغن بطولة العالم للراليات بعدما كان سيطر عليها في السنوات الأربع الأخيرة، وقد طوّر سيارة العام 2017 التي باتت جاهزة للمنافسة. وأخشى على انسحاب آودي من بطولة العالم للتحمل بعد خروج فولكسفاغن من البطولة الأجمل.

قد يعجبك ايضا