هيونداي فينيو ٢٠٢٠: أصغر أعضاء الصانع الكوري من فئة الكروسوفر وأكثر

الهدف هو الفئة الفتيّة الشابة من الزبائن

ليس سرًّا القول إن عروض الكروسوفر هي الأعلى نموًّا والأكثر طلبًا بين كل فئات السيارات خلال الوقت الراهن؛ فجميع الصانعين يبحثون عن موطئ لقدم في كلّ فئات وتصنيفات هذه الموديلات، وبالطبع لن نستثني فئة الكروسوفر المُدمجة التي باتت تحظى بشعبية هائلة مؤخرًا، ومتوافر منها في الأسواق العديد من الموديلات الجذّابة التي تُناسب ميزانية كل أسرة وتلائم كل الاحتياجات والأغراض، مثل نيسان جوك وتويوتا C-HR وهوندا HR-V ورينو داستر وجيب رينيغايد وفيات 500X وغيرها.

أما بالنسبة إلى العلامة هيونداي تحديدًا، كانت قدّمت العام الماضي أحدث عروضها في هذه الفئة المميّزة، وهو الطراز كونا الذي استهدف في الأساس الفئة الفتيّة الشابة من الزبائن الذين تستهويهم أسلوب الحياة العصرية ذات الإيقاع السريع المفعم بالحيوية والنشاط!

ويبدو أن الصانع الكوري الجنوبي لم يَكتفِ بالموديل كونا، لذا قام مؤخرًا بإزاحة الستار عن أصغر كروسوفر في تاريخه وأرخصها سعرًا كذلك، وهو الطراز فينيو!

تُصنّف فينيو التي قُدمت للمرة الأولى في معرض نيويورك للسيارات ٢٠١٩ في مرتبة أدنى على صعيد الحجم من الشقيق كونا، لكنها تستعين بالتصميم الصندوقي نفسه المستوحى من الشقيق الأكبر حجمًا باليسايد لعام ٢٠٢٠.

نسخة مصغّرة من باليسايد!

رغم أنها تُصنّف في مرتبة أدنى من كونا فإن فينيو تبدو أكبر حجمًا من الأخيرة، ويعود هذا إلى الهيئة الصندوقية للكروسوفر الأصغر التي تبدو كأنها نسخة مصغّرة من الـSUV كبيرة الحجم باليسايد. ولا تقف أوجه التشابه بين أصغر وأكبر عروض هيونداي من فئة الكروسوفر عند هذا الحدّ؛ إذ استعارت فينيو شبك التهوئة الأمامي من باليسايد والتصميم نفسه للمصابيح الرئيسية، وغيرها من نقاط التشابه. وتأتي رفارف فينيو نافرة مع خصر مفتول العضلات وعجلات رياضية يتراوح قياسها بين ١٥ و١٧ بوصة، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بطلاء من لونين متناقضين جذّابين للجسد الخارجي.

مقصورة عصرية عنوانها البساطة

جاءت المقصورة الداخلية لفينيو الجديدة لعام ٢٠٢٠ تشترك في العديد من عناصرها مع مقصورة الطراز الشقيق الأكبر حجمًا كونا، لا سيما مع تطابق تصميم القسم السفلي من تابلوه الأدوات الوسطية وفتحات المكيّف والمقوّد ثلاثي الأذرع متعدّد الاستخدامات.

تبدأ مظاهر التفرّد بين فينيو وكونا مع تصميم لوحة القيادة وعتلات التحكّم في المكيّف والنظام المعلوماتي الترفيهي، لا سيما لجهة الشاشة ذات البوصات الثمانية التي تبدو كأنها مثبّتة فوق فتحات المكيّف الرئيسية! وتتوافق الشاشة مع نظامَي “أندرويد أوتو” و”آبل كار بلاي”.

ولا تبدو لوحة القيادة داخل فينيو فخمة أو جذّابة، كما أن هناك قِسمًا لتخزين الأغراض أمام الراكب الأمامي لا يبدو عصريًّا ويظهر كأنه انبعاج بسيط فوق صندوق القفّازات. ربما تَكمن الحسنة الوحيدة في لوحة القيادة في الاستعانة بمواد بلاستيكية مسامية لا تبدو رخيصة مثلما تدل الفئة السعرية للسيارة!

ولم يختلف المقوّد أو لوحة العدّادات عن تلك التي رأيناها مع الشقيق كونا، بما في ذلك الشاشة الصغيرة التي تستقر بين العدّادين التناظريين. ألواح الأبواب تبدو مختلفة، لكن ما زالت مألوفة بفضل السمّاعات وأزرار التحكّم وأيضًا المقابض الداخلية.

في المجمل، يُمكن تلخيص مقصورة الطراز فينيو في كلمتين: البساطة والوضوح.

ومن ضمن التجهيزات الأخرى المعتمدة في فينيو يُمكن ذكر تقنية البلوتوث لإجراء المكالمات الهاتفية لاسلكيًّا ومخرجين لوصلات الناقل العام USB، مع إمكانية الاتصال بأنظمة بلو لينك وأمازون أليكسا وغوغل أسيستانت.

وتأتي الكسوة القماشية للمقصورة قياسية مع فينيو، لكن يُمكن الاستعانة بتلبيسات جلدية، فضلًا عن الاختيار ما بين لونين للمقصورة الداخلية: الرمادي والأسود.

وعن سعة صندوق التحميل فنجدها تبلغ 530 لترًا، ويُمكن زيادتها لتصل إلى ٩٠٣ لترات مع طيّ قِسم المقاعد الخلفية.

وبالحديث عن تجهيزات السلامة والأمان، نجد أن فينيو تُعد واحدةً من آمن السيارات في فئتها؛ إذ تستعين بالعديد من الأنظمة الإلكترونية المتطورة شأن مساعد تجنّب الحوادث الأمامية وذلك للمساعدة على الحفاظ على المسار ونظام لتنبيه السائق إذا ما تعرّض لغفوة أو تشتيت لذهنه، ناهيك بنظام رصد الزوايا غير المرئية والتحكّم الإلكتروني بالثبات ESP، وأيضًا مانع الانغلاق الكبحي ABS ومساعد قوى الكبح عند الطوارئ EBD، كما تتوافر أيضًا وسادات هوائية متنوّعة وغيرها.

 

محرك عادي السّحب بقوة ١٢١ حصانًا

في الوقت الذي تستفيد فيهمحرك نفي الوقت في كونا مِن محرك بنزيني مِن أربع أسطوانات سعة ١.٦ لترات مزوّد بشاحن هواء “توربو” يولد ١٧٥ حصانًا، إلى جانب محرك عادي السّحب سعة لترين فإن فينيو لا تتوافر سوى بمحرك سعة ١.٦ لترات فقط، ومن دون شاحن هواء “توربو”!

يولّد محرك فينيو رباعي الأسطوانات ١٢١ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ١٥٤ نيوتن/متر، وهو أقل قوّة بمقدار ٥٤ حصانًا و١١١ نيوتن/متر من النسخة التوربو المدعّمة بالكروسوفر كونا. وما زال محرك فينيو بطبيعة الحال أقل قوّة من المحرك سعة لترين المجهّز بالموديل كونا، والقادر على توليد ١٤٧ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ١٧٩ نيوتن/متر.

ولا يعني هذا أن محرك فينيو “ضعيف” أو غير قادر على المنافسة؛ إذ إن الطراز نيسان كيكس، على سبيل المثال، يأتي مجهّزًا بمحرك سعة ١.٦ لترات بقوة ١٢٥ حصانًا و١٥٥ نيوتن/متر من عزم الدوران، أي أقوى بمقدار ٤ أحصنة و١ نيوتن/متر فقط مقارنة بمحرك أصغر عروض هيونداي من فئة الكروسوفر، وهو ما يعني أن هذا فارق لا يُذكر بالمرة! وفي المقابل تستعين فورد إيكوسبورت بمحرك مُدعّم بشاحن هواء “توربو” من ثلاث أسطوانات سعة لتر واحد يولد ١٢٣ حصانًا و١٧٠ نيوتن/متر من عزم الدوران. لكن، تستعين كروسوفر فورد بخيار أقوى من المحركات سعة لترين بقدرة ١٦٦ حصانًا و٢٠٢ نيوتن/متر. باختصار، محرك فينيو الوحيد يبدو ملائمًا بالنسبة إلى سيارة بهذا الحجم وتُصنّف في فئة كهذه.

ويتصل محرك فينيو الوحيد بعلبة تروس يدوية سداسية النسب ضمن التجهيزات القياسية، لكن يُمكن الاستعانة بعلبة التروس المتغيّرة الذكية IVT ضمن التجهيزات الإضافية.

هيونداي فينيو.. ما لها وما عليها

لا جدال على أن فينيو تُمثّل مشروعًا مثيرًا للاهتمام لهيونداي، بوصف الصانع الكوري الجنوبي أبلى بلاءً حسنًا في فئة السيارات المُدمجة أو صغيرة الحجم جدًّا، لكن لا تبدو كونا كافية لهيونداي على الأرجح، لذا أرادت أن تُنافس في فئة أقل حجمًا من الأخيرة!

وربما أرادت هيونداي أن تطرح خيارًا بديلًا للموديل سول الذي تُقدّمه شركتها الشقيقة، أو قضم حصّة من مبيعات الطرازين المنافسين نيسان كيكس وفورد إيكوسبورت. على أي حال فإن عروض الكروسوفر الصندوقية نادرة في فئات السيارات الصغيرة جدًّا، وهناك المزيد من الزبائن الذين يتوقون للحصول على كروسوفر “كبيرة” في حجم صغير!

وإذا ما كُنت مثلنا يستهويك تصميم هيونداي باليسايد الجريء، ها هي هيونداي وفّرت لنا “بيبي باليسايد”، إذا جاز التعبير! من نقاط القوة لدى فينيو تصميمها الشبابي الجذّاب ومقصورتها العصرية وأيضًا خيار محركها الاقتصادي في استهلاك الوقود، وبالطبع سعرها الرخيص.

لكن، في الجهة المقابلة ستواجه فينيو منافسة شرسة في هذا القطاع المُتخم بالعروض المميّزة، كما أنها تفتقد إلى خيار محرك أكبر حجمًا والاستعانة بنظام دفع رباعي للعجلات، ناهيك بأن صندوق أمتعتها جاء صغيرًا ومحدودًا.

 

قد يعجبك ايضا