هيونداي سانتافي ٢٠١٩ الجديدة كليًّا

من قال إن تصميم عروض الـSUV مملًّا؟!

على مدار ما يقرب من ١٨ عامًا، ظلّت هيونداي تنتج موديلها الترفيهي الرياضي متعدد الاستخدامات (SUV) سانتافي الذي حقّق نجاحات كبيرة في أسواق عديدة حول العالم، منها أسواق الشرق الأوسط، كما نما حجمه ليصنّف حاليًّا ضمن عروض الكروسوفر متوسطة الحجم، بعد أن كان محصورًا في قطاع العروض المدمجة سابقًا!

كان الصانع الكوري الجنوبي أطلق ثلاثة أجيال من سانتافي؛ الأول في عام ٢٠٠٠، أعقبه الكشف عن جيل ثانٍ في عام ٢٠٠٦ من خلال معرض ديترويت الدولي للسيارات، قبل إزاحة الستار عن الجيل الثالث من نافذة معرض نيويورك للسيارات ٢٠١٢. وحاليًّا، قدّمت هيونداي جيلًا رابعًا مطلع العام الحالي، لا يشبه أيًّا مِن الأجيال السابقة؛ إذ استفاد من طلّة خارجية جريئة وديناميكية للغاية، وتصميم فخم داخل المقصورة، فضلًا عن مساحات أرحب للركّاب على متنه، والاستعانة بعلبة تروس أوتوماتيكية جديدة من ثماني نسب!

ورغم ذلك الزخم من العروض المنافسة في تلك الفئة المتخمة بالموديلات لا تبدو هيونداي مكترثة أو مشغولة الذهن بهذا الأمر؛ فالجيل الأحدث لعام ٢٠١٩ من سانتافي يحمل بين طيّاته ما يكفيه من المميّزات والتجهيزات الجديدة التي تجعله يسير واثق الخُطى غير عابئ بالمنافسة، كما أنه يعول على السمعة الكبيرة التي تتمتّع بها الأجيال السابقة منه، بوصفه واحدًا من أنجح عروض هيونداي وأكثرها مبيعًا في العديد من الأسواق، منها السوق الأمريكية الكبيرة.

وتستفيد سانتافي الأحدث من خيارين من المحركات البنزينية، أحدهما سعة لترين مع شاحن هواء “توربو” بقدرة ٢٣٢ حصانًا، والآخر عادي السّحب سعة ٢.٤ لترات يولد ١٨٥ حصانًا، كما تتوافر تلك الـSUV الجذّابة إمّا بنظام دفع أمامي أو رباعي للعجلات.

التشبّه بالعروض الاختبارية!

 إذا ما كنت تَظن أن النسخ المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع تختلف كثيرًا تصميميًّا عن النماذج التصوّرية التي تخرج من عباءتها، ستحتاج إلى أن تُعيد النظر في هذا المفهوم؛ فخطوط سانتافي الخارجية الأحدث باتت مستوحاة بشكل كبير من النموذج التصوري “إنترادو” الذي سبق ورأيناه في عام ٢٠١٤، وكذلك من الموديل الاختباري “نيكست” الذي قُدم مطلع العام الجاري. نجد ذلك واضحًا جليًّا في شبك التهوئة الأمامي والمصابيح الرئيسية النحيفة والخطوط المموّجة بغطاء المحرك وأيضًا في أضواء LED المتوهّجة والأبعاد القياسية الكبيرة!

مقصورة فخمة غنية بتجهيزاتها وتقنياتها المُتطوّرة

بفضل الاستعانة بأبعاد خارجية أكبر مقارنة بالجيل السابق، باتت سانتافي الأحدث لعام ٢٠١٩ توفّر مساحات أرحب داخل مقصورتها. وتصف هيونداي مقصورة سانتافي الجديدة بأنها “مخصّصة وموجّهة للعائلات”، وهي تتّسع لخمسة مقاعد في منطقة الشرق الأوسط، بينما تتوافر نسخة سباعية المقاعد تحت الاسم “سانتافي XL” في بعض الأسواق الأخرى.

وتستفيد مقصورة سانتافي الجديدة من العديد من الخطوط الانسيابية والأسطح المحدبة والمقعرة صعودًا وهبوطًا على العديد من المواضع، علمًا بأن لوحة القيادة جاءت أنيقة وتبرز من قسمها العلوي شاشة كبيرة للنظام المعلوماتي الترفيهي، كما تتوافر لوحة عدادات ثلاثية الأبعاد سهلة القراءة، بينما الكسوة الجلدية للمقاعد ومواضع أخرى جاءت تزيّنها خطوط مطرّزة بلون متناقض مختلف لطلّة فخمة معززة.

وشأنها شأن باقي عروض الـSUV العصرية، جاءت سانتافي الجديدة لعام ٢٠١٩ متخمة بالتقنيات المتطورة والأنظمة المساعدة للسائق، أبرزها مثبت السرعة الذكي، ونظام المساعدة على تجنب الاصطدامات الأمامية، وذلك للتحذير من تخطي المسار، بالإضافة إلى نظام رصد الزوايا غير المرئية الذي يستعين برادار لرصد العوائق مع إمكانية تفعيل الكبح عند الحاجة. ولهؤلاء الذين يتنقّلون مع أطفالهم الصغار، هناك نظام جديد يعمل على تنبيه السائق بوجود ركّاب في قسم المقاعد الخلفية. يمكن لهذه التقنية الجديدة رصد الأطفال أو حتى الحيوانات الأليفة في قسم المقاعد الخلفية، ثم إظهار رسالة تذكيرية للسائق على شاشة المعلومات المركزية بلوحة العدادات. وإذا ما رصد هذا النظام حركة ما في المقاعد الخلفية بعد مغادرة السائق للسيارة، يتم على الفور تشغيل الأبواق والأضواء المتقطّعة إلى جانب إرسال رسالة للهاتف الذكي الخاص بالسائق!

وتوفّر هيونداي كذلك أحدث أنظمة الملاحة بسانتافي الجديدة AVN 5.0 في الفئات الأعلى تجهيزًا، بينما تنال الفئة القياسية شاشة عاملة باللمس قياس ٧ بوصات. ويتوافر كذلك أنظمة “أندرويد أوتو” و”آبل كار بلاي” ونظام للشحن اللاسلكي، ضمن باقة التجهيزات الإضافية.

ويمكن للزبائن اختيار نظام صوتي عالي النقاء فئة “إنفينيتي” يولد ٦٣٠ واطًا من خلال ١٢ سماعة. ويستعين النظام الصوتي كذلك بآلية تحكم تلقائي في الصوت حسّاسة للسرعات العالية، تعمل على رفع الصوت عند السير بسرعات عالية وفتح النوافذ! وهناك كذلك نظام لعرض المعلومات الحيوية منعكسة على الزجاج الأمامي قبالة السائق، وهو ضمن التجهيزات الإضافية.

محركان نشطان وعلبة تروس أوتوماتيكية جديدة من ٨ سرعات

 على الصعيد الميكانيكي، تستفيد سانتافي الجديدة كليًّا لعام ٢٠١٩ من محركين بنزينيين، أحدهما عادي السحب سعة 2.4 لترات بقوة ١٨٥ حصانًا عند ٦٠٠٠ د.د، مع أقصى عزم دوران يبلغ ٢٤١ نيوتن/متر عند ٤٠٠٠ د.د. أما المحرك الآخر فجاء سعة لترين مع شاحن هواء “توربو” بقوة ٢٣٢ حصانًا عند ٦٠٠٠ د.د، مع أقصى عزم دوران يبلغ ٣٥٢ نيوتن/متر عند عدد دورات يتراوح ما بين ١٤٥٠ و٣٥٠٠ د.د.

يُشار إلى أن المحركين يستفيدان من علبة تروس أوتوماتيكية جديدة ثمانية النسب، مع إمكانية تعيير نسبها يدويًّا من خلال العتلات المثبّتة بالمقود (تتوافر ضمن التجهيزات الإضافية). وتُعد علبة التروس الجديدة أخفّ من تلك سداسية النسب سابقًا، وهي أهدأ وأكثر خفضًا في استهلاك الوقود كذلك. ويمكن الاختيار أيضًا ما بين نظام دفع أمامي أو رباعي للعجلات؛ إذ تستعين سانتافي بنظام الدفع الرباعي HTRAC وهو يستفيد من العديد من الأنماط والأوضاع التي تتضمّن قابضًا فاصلًا يمكنه التحكّم في توزيع العزم إلكترونيًّا بين المحورين الأمامي والخلفي. وتتضمن أنماطه التالي: نمط القيادة العادية والرياضية والذكية، علمًا بأن نمط القيادة الذكي يرسل مزيدًا من عزم الدوران للعجلات الخلفية من أجل سلوك ديناميكي “عصبي” الأداء!

وبالنسبة إلى تجهيزات السلامة والأمان، استفادت سانتافي من باقة مميزة من تجهيزات السلامة، منها اعتماد وسادات هوائية بما في ذلك الوسادات الجانبية-علوية (الستائر)، بالإضافة إلى مجموعة من الوسادات الجانبية لحماية الرأس والجسد في أثناء الاصطدامات الجانبية، كما تستفيد جميع المقاعد من أحزمة أمان ثلاثية نقاط التثبيت، ومساند رأس يمكن تعديل وضعيتها، فضلًا عن مساند رأس نشطة وغيرها.

أما عن وسائل الحماية النشطة، فجرى تدعيم سانتافي بنظام منع الانغلاق الكبحي ABS ونظام مضاعفة قوى الكبح عند الطوارئ BA، وأيضًا نظام التوزيع الإلكتروني لقوى الكبح EBD، وهناك أيضًا نظام التحكم الإلكتروني بالثبات والاستقرار ESC الذي يقوم بتعزيز قدرات الاستجابة للسيارة عند الحاجة، عبر تفعيل المكابح، أو خفض قوى المحرك لتصحيح المسار عند ميل الهيكل بالمقدم أو المؤخر.

هيونداي سانتافي الأحدث لعام ٢٠١٩.. ما لها وما عليها:

مع الهيمنة المستمرة حاليًّا لقطاع عروض الكروسوفر على المبيعات في العديد من الأسواق حول العالم، فإن سانتافي الأحدث ستمثّل إضافة كبيرة دون شك للصانع الكوري الجنوبي. ويمكن القول إن هيونداي عالجت بالتحديثات الجديدة نقاط الضعف الواضحة للجيل السابق. أيضًا، جاءت الخطوط الخارجية أكثر جاذبية وشدًّا للانتباه وخطف الأبصار عن أي وقت مضى، بينما جاءت المقصورة الداخلية أفضل على كل الأصعد. ولا يمكن غض الطرف كذلك عن التقنيات المعتمدة والأنظمة المتطوّرة الوفيرة التي تجعل من سانتافي الأفضل في فئتها، كما أن رحابة المساحات الداخلية أمر يستحق الإشادة! وميكانيكيًّا، ورغم الاستعانة بالمحركين السابقين فإن علبة التروس الأوتوماتيكية الجديدة ثمانية النسب تُضيف بريقًا ملحوظًا على أداء سانتافي، ولو على صعيد استهلاك الوقود!

تتبقى الإشارة إلى نقاط الضعف في تلك الكروسوفر الجذّابة الجديدة، وهي تتعلّق بثقل وزنها (يتراوح ما بين ١٦٥٠ و١٧٥٠ كلغ) وهو ما ينعكس على قدرات التسارع، كما كنا نأمل الاستعانة بنسخة هجين موفّرة للوقود، مثلما هو الحال مع تويوتا راف٤!

قد يعجبك ايضا