بنتلي فلاينغ سبير ٢٠٢٠: جيل ثالث يَعرف طريقه جيدًا نحو قلوب النخبة

أقصى ما توصل إليه قطاع السيارات النخبوية البريطانية من تطور وتقنيات مبتكرة

أزاحت بنتلي الستار قبل شهور عن الجيل الثالث الأحدث من موديلها السيدان عالي الفخامة “فلاينغ سبير” لعام ٢٠٢٠، بوصفه نسخة رباعية الأبواب من الشقيق الكوبيه كونتيننتال GT.

كانت العلامة البريطانية العريقة قدّمت موديلها الليموزين الفخم للمرة الأولى في عام ٢٠٠٥، قبل أن تُلحقه بجيل ثانٍ في عام ٢٠١٣، وها هو الجيل الثالث يتسلّم شارة النجاحات من الجيلين السابقين، ويُجسّد أقصى ما توصّل إليه قطاع السيارات النخبوية البريطانية من تطوّر وتقنيات مُبتكَرة.

تحمل فلاينغ سبير الأحدث العديد من التقنيات المتطوّرة في جعبتها، منها الاستعانة بنظام توجيه إلكتروني للعجلات الأربع للمرة الأولى، وهو يعمل بالتنسيق مع نظام الدفع الرباعي النشط ونظام التعليق الديناميكي الهوائي لبنتلي، إلى جانب الهيكل المصنوع بالكامل من الألومنيوم، وكذلك الدعامات النشطة المانعة للتمايل الجانبي (٤٨ فولت).

لم يَسلم المحرك السابق فئة W12 المزوّد بشاحني هواء “توربو” سعة ٦ لترات من التعديلات؛ إذ بات يولّد قوة أعلى تقدّر بـ٦٢٦ حصانًا، وعزم أكبر يصل إلى ٩٠٠ نيوتن/متر، وهو ما كان له أبلغ الأثر على مستويات التّسارع التي بلغت آفاقًا غير مسبوقة.

وبالنسبة إلى الفئة السعرية وميعاد طرح السيارة في الأسواق، فلم تفصح عنهما الشركة الإنكليزية بعد، لكن على الأرجح سيتم الطرح الأوروبي للسيارة في نهاية عام ٢٠١٩ الجاري، على أن تنافس موديلات بحجم رولزرويس غوست ومرسيدس-مايباخ S650 وأستون مارتن لاغوندا تاراف.

تحسينات خارجية محدودة عنوانها الفخامة

تصميميًّا، لم تتغير فلاينغ سبير الجديدة كثيرًا، لكنها بدت تمثّل تطورًا للتصميم السابق، كما تكشف النظرة المتعمّقة عن بعض اللمسات المستوحاة من كونتيننتال GT الأحدث والتي تشترك معها في المنصة الهيكلية والمكونات الميكانيكية. وفي هذا السياق، جاء شبك التهوئة الأمامي بشفرات عمودية عوضًا عن الفتحات المصفوفية سابقًا، كما جرى إعادة رسم الصادم الأمامي ليتضمّن بأسفله مصابيح ضباب دائرية لافتة، ناهيك باعتماد مصابيح رئيسية فئة Matrix LED ضمن التجهيزات القياسية. تستعين اللموزين الفخمة الأحدث بعجلات قياس ٢١ أو ٢٢ بوصة، علمًا بأنه حتى الأخيرة لا تبدو ضخمة، انطلاقًا من أبعاد السيارة الكبيرة بوجه عام

مقصورة مُترفة للغاية لم تتخلَّ عن الطابع العصري

وبالانتقال إلى المقصورة الداخلية، وبخلاف العمل الحرفي المُتقن من خلال تناغم الجلود مع القشور الخشبية المصقولة والمكوّنات المُترفة عالية الجودة، نجد أن تصميم فلاينغ سبير الأحدث لم يختلف عن تصميم مقصورة الطراز الشقيق كونتيننتال GT لعام ٢٠٢٠، بما في ذلك لوحة العدّادات الرقمية مع توافر شاشة بنتلي ذات الأوضاع الثلاث، والتي تُظهر إما شاشة مركزية عاملة باللمس قياس ١٢.٣ بوصات أو ثلاثة عدّادات تناظرية أو لا شيء على الإطلاق سوى تكملة لتصميم لوحة القيادة!

ولا يُمكن غضّ الطرف عن خيارات الجلود (١٥ خيارًا) مع إمكانية توافر تطريزات مبطّنة جذّابة. وفوق رؤوس الركّاب هناك سقف زجاجي بانورامي جديد يمتدّ من الزجاج الأمامي وحتى الزجاج الخلفي، كما يُمكن فتح القسم الأمامي منه وتوافر شمسيّات بتحكّم كهربائي مصنوعة من جلود ألكانترا.

جاءت فلاينغ سبير الجديدة كليًّا بنظام للرؤية الليلية وشاشة تعكس المعلومات على زجاجها الأمامي قبالة السائق، بخلاف “كاميرا الرؤية العلوية” والتي “توفّر رؤية للسيارة من أعلى وما يُحيط بها، فضلًا عن نظامَي التحذير من السيارات في الجهة الخلفية والرَّكن الذاتي.”

وبالنسبة إلى مُحبّي الاستماع إلى الموسيقى والأغاني بصوت عالي النقاء، وفّرت بنتلي بسيارتها الجديدة نظامًا صوتيًّا قياسيًّا مكوّنًا من ١٠ سمّاعات بقدرة ٦٥٠ واطًا. ويمكن للزبائن اختيار نظام صوتي فئة “بانغ آند أولوفسون” من ١٦ سمّاعة وبقوة ١٥٠٠ واط. وفوق هذا وذاك يمكن اختيار النظام السمعي الأعلى والأفخم فئة “نعيم” المكوّن من ١٩ سمّاعة وبقوة ٢٢٠٠ واط.

محرك W12 أقوى بقوة ٦٢٦ حصانًا

على الصعيد الميكانيكي، تستفيد فلاينغ سبير الأحدث لعام ٢٠٢٠ من واحدٍ من أقوى المحركات الممهورة بتوقيع بنتلي وهو من فئة W12 مزوَّد بشاحنَي هواء “توربو” أو نظام شحن توربيني مزدوج، علمًا بأنه جاء بسعة ٦ لترات ويولد طاقة تُقدَّر بـ٦٢٦ حصانًا، مع أقصى عزم دوران يبلغ ٩٠٠ نيوتن/متر.

يتصل هذا المحرك القوي بعلبة تروس مزدوجة القابض الفاصل من ثماني نسب. ويُمكن للسيارة اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون ٣.٨ ثوانٍ قبل الوصول إلى سرعة قصوى مقدارها ٣٣٣ كلم/ساعة.

مع قُدرات التّسارُع هذه باتت الليموزين الفخمة ندًّا قويًّا للموديلين مرسيدس-بنز GT S AMG لعام ٢٠١٥ (تصل إلى سرعة ١٠٠ كلم/ساعة في غضون ٣.٤ ثوانٍ) وكذلك أستون مارتن وان-٧٧ لعام ٢٠١١ (تخترق الحاجز المئوي في زمن ٣.٣ ثوانٍ)، كما أن السرعة القصوى تُعدّ عالية أيضًا بالنسبة إلى سيارة سيدان، وهي قد تكون أيضًا من أسرع سيارات السيدان المطروحة في الأسواق، وهي تقترب من سرعة بنتلي كونتيننتال سوبرسبورت لعام ٢٠١٧ (نسخة خاصة بسرعة قصوى معزّزة).

وفوق هذا وذاك، فإن قدرات التَّسارُع لفلاينغ سبير تُعدّ استثنائية كذلك، انطلاقًا من وزن السيارة الذي يصل إلى ٢.٤٣٧ كلغ، بل أن الشركة البريطانية ذَهبت إلى أبعد من ذلك بالقول إن السلوك الديناميكي للقيادة بات أفضل مع الجيل الثالث، ويعود الفضل في ذلك إلى الاستعانة بنظام دفع رباعي دائم جديد، وهو ما عزّز من سهولة اجتياز المنعطفات الحادة والصعبة، حتى مع السرعات العالية.

سابقًا، تميّزت فلاينغ سبير بتوزيع العزم بنسبة ٦٠٪ في الأمام و٤٠٪ في الخلف، في حين أن الجيل الثالث الأحدث يعمل على توفير نظام دفع خلفي للسيارة في معظم الأوقات، مع البدء في إرسال عزم إضافي إلى العجلات الأمامية عند الحاجة أو رصد أي انزلاق بها. ومع الوضعية “كومفورت” يتيح نظام الدفع الرباعي الدائم الجديد إرسال حتى ٤٨٠ نيوتن/متر من عزم الدوران للعجلات الخلفية، في حين يصل هذا العزم إلى ٢٨٠ نيوتن/متر مع الوضعية “سبورت”.

أمَّا عن أنظمة الكبح فجاءت فعّالة للغاية من خلال الاستعانة بأقراص كبح مهوّأة للعجلات الأربع، الأمامية منها بقطر ٤٢٠ ملم.

ومثلما هو الحال سابقًا، استعانت فلاينغ سبير الجديدة بنظام تعليق مكوّن من نوابض هوائية مع مخمّدات متأقلمة، لكن جرى إخضاع النوابض الهوائية ثلاثية الغرف لتعديلات ملموسة وخيارات أوسع للضبط والتعديل من الأنعم إلى الأكثر قساوة. وبالمثل، جرى توافر نظام كهربائي (٤٨ فولت) يتحكّم في العوارض النشطة المانعة للتمايل الجانبي للتصدّي إلى ميلان الجسد عند المنعطفات، وهو نظام سبق وأن جرى تدعيمه أوَّلًا في بينتايغا ثم كونتيننتال GT الأحدث.

بنتلي فلاينغ سبير ٢٠٢٠.. ما لها وما عليها:

لفترة طويلة، احتاجت تلك السيدان الكبيرة الممهورة بتوقيع بنتلي لتحسينات شاملة؛ إذ ظلّ تحت جِلدها منصّة فولكسفاغن الهيكلية أمامية الدفع لسنوات. لذا، ومن أجل منافسة تلك الليموزين شديدة التَّرف على فئة سيارات السيدان التي يزيد سعرها على حاجز الـ٢٠٠.٠٠٠ دولار أمريكي، خَرج الجيل الثالث إلى النور بتقنيات مبتكرة جديدة ومنصّة هيكلية معاصرة، بالإضافة إلى محرك معدّل أقوى، وقدرات تسارُع لافتة تضعه جنبًا إلى جنب مع سيارات السوبر-كار رياضية الأداء الأخرى المتوافرة في الأسواق، وهو ما جعل بنتلي تصف تلك الليموزين الجديدة “بالسيدان غراند تورينغ الرياضية الفخمة الأكثر تطوّرًا في العالم”، كأنها تريد أن تقول إن سيارتها تتضمَّن خصائص كل فئات السيارات!

لكن، ما يَعيب فلاينغ سبير الأحدث فقط هو الاحتفاظ بالهيئة الخارجية نفسها، اللهمّ إلا من بعض التحديثات المحدودة هنا وهناك، ويبدو أن الصانع الإنكليزي رأى اتّباع المثل القائل “لا تبدّل أبدًا جوادًا رابحًا”!

 

قد يعجبك ايضا