السائق العُماني الرواحي يتطلّع للتتويج بطلاً للشرق الأوسط للراليات لعام 2023

تُشير أنظمة الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" إلى أنه في حالة التعادل بالنقاط بين سائقين أو أكثر عند نهاية الموسم فإن اللقب يستقر في جعبة السائق الذي حقق أكبر عدد من الانتصارات

موتورز موشن – يتجه السائق العُماني عبد الله بن سليمان الرواحي إلى رالي قبرص الدولي، الجولة الأخيرة من بطولة الشرق الأوسط للراليات لعام 2023، متصدرا الترتيب العام الموقت لبطولة السائقين بواقع 84 نقطة، وبفارق 6 نقاط فقط على بطل الشرق الأوسط للراليات 18 مرة السائق القطري ناصر بن صالح العطية، حيث لديه الفرصة للتتويج باللقب أول مرةٍ في مسيرته، والأول لسائقٍ عُماني، وكسر احتكار السائق القطري للقب منذ عام 2011، حيث كان يحسم اللقب في معظم المواسم في وقتٍ مبكر.

وواصل عبد الله وملّاحه الأردني عطا الحُمود تحضيراتهما لخوض الجولة الأخيرة على متن سيارة سكودا “فابيا رالي 2 إيفو”، من نواحي التدريب البدني والذهني وتدوين الملاحظات، والأهم من ذلك الحفاظ على معنويات عالية لحسم اللقب في مصلحته، خاصةً مع الخبرة الكبيرة لناصر والإمكانيات والميزانية المرصودة  إذ يُدرك العُماني الشاب بأن المُنافسة مع ناصر ليست بالهيِّنَة، حيث من المؤكد أنه لن يستسلم وسيبذل المُستحيل للحفاظ على لقبه.

هذه المرة الأولى منذ موسم 2014 نرى فيها المُنافسة على لقب بُطولة الشرق الأوسط للراليات حتى الرمق الأخير، حينها حُسِمَ اللقب في ظروفٍ مثيرةٍ للجدل في الجولة الأخيرة، رالي دبي الدولي، حيث فازَ بلقبه مبدئيًا السائق الإماراتي الشيخ خالد بن فيصل القاسمي، لكن كان هنالك اعتراضات على النتائج على أساس أنه لم يلتزم بالمسار المحدد في إحدى المراحل، وفُرِضَت عليه غرامة زمنية إلى توقيته، وهكذا خسر الفوز بالرالي ومعها لقب البُطولة، الذي آلَ إلى ناصر.

كما إنها ليست المرة الأولى التي نصل فيها إلى نُقطة عدم تحديد هوية الفائز بين سائقين حتى الجولة الأخيرة، إذ ظل حسم لقب موسم 2010 مُعلّقًا إلى الجولة الختامية  بين السائقين القطريين مِسفر المرّي ( رحمه اللـه)، وناصر العطية، وحسمَ مسفر اللقب لمصلحته. في وقت انتهى موسم 1993 بالتعادل بالنقاط بين السائقين القطريين الشيخ حمد بن عيد آل ثاني (رحمه اللـه)، ومواطنه ناصر بن خليفة العطية، كما تعادلا بعدد الانتصارات التي أحرزها كل واحدٍ منهما، لذا حُسم اللقب لمن فازَ بلقب الرالي الأطول مسافةً، وكان حينها رالي الأرْدُنّ الدولي الذي فازَ به الشيخ حمد، وهكذا ذهب اللقب لجُعبته.

وتُشير أنظمة الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” إلى أنه في حالة التعادل بالنقاط بين سائقين أو أكثر عند نهاية الموسم فإن اللقب يستقر في جعبة السائق الذي حقق أكبر عدد من الانتصارات، فإذا تساوى السائقان بعدد الانتصارات فإن اللقب يذهب لمن حقق المركز الثاني أكثر، فإن كانا مُتعادلين فإنهم ينظرون فيمن حقق المركز الثالث أكثر، وهكذا دواليك، وإذا استمرت حالة التعادل فإنهم يحتكمون لتحديد الفائز باللقب لمن حقق أسرع الأوقات بأكبر عددٍ من المراحل الخاصة.

ولقد بدأ عبدالله الموسم من الجولة الأولى، رالي عُمان صُحار الدولي، الذي أُقيم في كانون الثاني الفائت، حيث بدأ الموسم بأفضل طريقة مع فوزه بلقب رالي بلاده، ومن ثم شارك في الجولة الثانية، رالي قطر الدولي، الذي أُقيم في الشهر التالي، واتسمت المشاركة بالصعوبة، بوجود ناصر على أرضه إلى جانب مشاركة عدد من السائقين العالميين، ووجدَ عبداللـه فيها فرصةً لمعرفة مستواه الحقيقي واكتساب الخبرة والتنافسية، لكنه اضطر للانسحاب بعض أن تعرض سيارته لانثقابٍ في الإطار الأمامي، إذا واصل المرحلة، ما أدى ما أدى لتضرر السيارة، كان هذا درسًا تعلمه بالطريقة الصعبة، خصوصًا بفوز ناصر بلقب الرالي في سيارته فولكس واغن “بولو جي تي آي – آر 5”.

واستعاد عبدالله تألقه في رالي الأردن الدولي، الذي أُقيم في شهر أيار الفائت حيث تحمّل الضغط الذي مارسه ناصر طيلة مراحل الرالي، وقادَ بانضباط دون أن ينجر للتهوُّر إلى أن فازَ بلقب الرالي، مُبديًا نديةً عالية وتحديدًا في اليوم الثاني.

وشارك عبداللـه في الجولة الرابعة، رالي لبنان الدولي، الذي أُقيم في أيلول الجاري حيث كان تجربةً مختلفةً على جميع الصُعُد، إذ يُقام الرالي على مسارات إسفلتية جبلية ملتوية تحيط بها الغابات وتتناثر على مساراتها القرى، مع مشاركة عدد كبير من السائقين اللبنانيين ذوي الخبرة والمشاركات المتكررة على أرضهم، فازَ السائق اللبناني روجيه فغالي باللقب، وأنهى عبداللـه الرالي في مركز الوصافة، حيث واصل طيلة مراحل الرالي تحسين أوقاته ومهاراته، في المُقابل، انسحب ناصر من هذا الرالي.

إنه الموسم الخامس من بُطولة الشرق الأوسط للراليات الذي يُشارك فيه السائق العُماني عبد الله الرواحي، حققت سلطنة عُمان خمسة انتصارات في البُطولة، أربعة منها على يد عبداللـه، وواحدٌ حققه نزار الشنفري.

وكان من المُقرر إقامة رالي الكويت الدولي في شهر تشرين الثاني المقبل، إنما أعلن منظمو الرالي عن إلغائه، ما جعل الجولة الخامسة، رالي قُبرص الدولي، الجولة الأخيرة والحاسمة من موسم 2023، حيث سيُقام في المُدة ما بين السادس والثامن من تشرين الأول المقبل ما سيزيد من حرارة المُنافسة إذ ستصل الأمور ذروتها هناك، ولن تقتصر المنافسة مع ناصر، إذ ستدخل عوامل جديدة قد تُعيد خلط الأوراق، خصوصًا من السائقين المُسجلين لحصد نِقَاط البُطولة حتى لو لم يكونوا من غير المُنافسين على اللقب أو لم يُشاركوا في الجولات السابقة. يتميّز رالي قُبرص بمساراته التُرابية الجبلية الوعرة والمُلتوية، التي تتطلب مهارات قيادية رفيعة وتركيزاً كبيراً ودقة في ملاحظات الطريق.

قد يعجبك ايضا