ميتسوبيشي L200 الجديدة كليًا لعام ٢٠١٩: بيك آب مملة.. لكل الدروب والطرقات

خطوط تقليدية غير جذابة

لطالما تميّزت ميتسوبيشي بإنتاج الشاحنات الخفيفة متوسطة الحجم منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، تحديدًا مع الموديل تريتون الذي يُعرف حاليًّا باسم L200، والذي يُنافس مباشرة عروضًا بحجم نيسان نافارا وفورد رانجر وتويوتا هايلكس وأيضًا فولكسفاغن أماروك.

الجيل الخامس الحالي من L200 يعود إلى عام ٢٠١٤، قبل أن ينال تحسينات لافتة مؤخرًا لعام ٢٠١٩، علمًا بأن الشركة اليابانية حريصة على تقديمه في ١٥٠ سوقًا حول العالم كما تستهدف بيع ١٨٠.٠٠٠ وحدة منه سنويًّا. وبالطبع، فإن تلك البيك آب محورية بالنسبة إلى ميتسوبيشي وخططها التسويقية، وهو ما جعلها تولي أهمية كبيرة لتطويره وتحسينه وتقديم موديل مميّز لعام ٢٠١٩!

خطوط عصرية جذّابة.. بطابع هجومي

رغم أن الطراز السابق من L200 أو تريتون لم يكن رتيبًا أو مملًّا فإن ميستوبيشي رأت الاستعانة باللغة التصميمية العصرية الجذّابة التي سبق أن رأيناها مع مونتيرو سبورت وإيكليبس، والتي تحمل الاسم “الدّرع الديناميكي” (Dynamic Shield).

ومقارنة بالطراز السابق، فإن L200 الأحدث استفادت من مقدّم جديد كليًّا، كما قام المصمّمون بإعادة رسم الرفارف الأمامية والمصابيح الخلفية، بل وحتى الزوايا والانحناءات الأساسية على الأجناب، مع الاستعانة بشبك تهوئة أمامي ضخم وعريض. وكل هذه اللمسات قد يراها البعض أكثر من مجرّد “تحسينات منتصف العمر” لتلك البيك آب المميّزة.

في المجمل، جاءت الخطوط الخارجية هجومية الطابع وجريئة، بل وديناميكية مقارنة بأي شاحنة خفيفة أخرى في الأسواق، كما تتمتّع بخلوص أرضي مرتفع ورفارف مكتنزة. الغريب في الأمر أن الصندوق الخلفي لم يتغيّر على الإطلاق.

وبالنسبة إلى الأبعاد القياسية ما زال الطول الإجمالي لـL200 يبلغ ٥٢١٠ ملم، والعرض العام يبلغ ١٨٢٠ ملم، بينما يبلغ الارتفاع ١٧٨٠ ملم، أما قاعدة العجلات فتأتي بطول يبلغ ٣٠٠٠ ملم.

 

مقصورة أنيقة وعملانية

بخلاف الخطوط الخارجية التي نالت تقريبًا تصميمًا جديدًا بالكامل فإن المقصورة الداخلية لتريتون الأحدث لم تأتِ بتغييرات ثورية أو راديكالية مقارنة بمقصورة الطراز السابق. لكن، جرى تحسين المكوّنات المعتمدة؛ إذ جرى الاستعانة حاليًّا بأسطح ومكوّنات ناعمة الملمس بالكونسول الوسطي ومسند الأذرع، وأيضًا على مقبض مكابح اليد، وإن لم يتم التخلّص نهائيًّا من المواد البلاستيكية رخيصة الثمن التي يمكن تتبّعها على بعض المواضع.

أيضًا، جرى الاستعانة بنظام معلوماتي ترفيهي أفضل من سابقه، مع العديد من تجهيزات الراحة والترف المعزّزة، شأن المقاعد التي يمكن ضبط ارتفاعها كهربائيًّا. ومع الفئات الأعلى تجهيزًا هناك مكيّف يمكن التحكم في خياراته أوتوماتيكيًّا، ونظام صوتي مع قارئ للأسطوانات المدمجة، وخيوط مطرّزة على ألواح الأبواب والمقاعد مسند الأذرع، ومقوّد متعدّد الاستخدامات رباعي الأذرع مكسو بالجلد، وغيرها.

وما زالت لوحة القيادة والكونسول الوسطي بتصميمها السابق لكن مع بعض الأزرار وعتلات التحكّم الجديدة. وبالنسبة إلى مستويات العملانية جرى الاحتفاظ بمعدّلات الرحابة نفسها للطراز السابق، مع اتّساع المقصورة حتى خمسة ركّاب، مع الفئة رباعية الأبواب، على أقل تقدير.

مُحرّكان نشطان بقدرة ١٣٦ و١٤٥ حصانًا

على الصعيد الميكانيكي، لم يطرأ تغيير على المحركات المعتمدة بـL200 لعام ٢٠١٩؛ إذ ما زال يتوافر المحرك البنزيني رباعي الأسطوانات سعة ٢.٤ لترات الذي يولد ١٤٥ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٢١٩ نيوتن/متر. ويمكن لهذا المحرك جعل البيك آب تخترق الحاجز المئوي من السكون في غضون ١١ ثانية وتسجيل سرعة قصوى مقدارها ١٨٠ كلم/ساعة. يتصل المحرك بعلبة تروس يدوية خماسية النّسب تنقل عزم الدوران للعجلات الخلفية.

وهناك مُحرّك توربو ديزل سعة ٢.٥ لتر من 4 أسطوانات أيضًا، يولد ١٣٦ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٣١٤ نيوتن/متر. تصل تلك البيك آب إلى سرعة ١٠٠ كلم/ساعة من السكون في غضون من ١٤ ثانية تقريبًا، قبل تسجيل سرعة قصوى مقدارها ١٦٧ كلم/ساعة. ويتصل هذا المحرك بدوره بعلبة تروس يدوية خماسية النّسب تنقل عزم الدوران إمّا للعجلات الخلفية أو للعجلات الأربع.

الجديد هذه المرّة الاستعانة بإعدادين جديدين لنظام الدفع الرباعي: الأول يحمل الاسم “سوبر سيلكت” والثاني “إيزي سيلكت”، علمًا بأنّ هذين الإعدادين يعملان مع أنماط قيادة جديدة لتحدّي الطرقات المليئة بـ”الحصى” و”الطين” والطرقات “الجليدية” الزلقة و”الرملية” وأخيرًا “الصخرية”.

وتبعًا إلى النمط المختار يُمكن تغيير حساسية الخانق وتحديد سلوك علبة التروس، ومِن ثمّ تعزيز الأداء في كل لحظة. ومِن ضمن التغييرات الجديدة الأخرى الاستعانة بمخمّدات تعليق جديدة وإعداد مختلف لنظام التعليق، فضلًا عن مكابح أحدث تتضمّن أقراص كبح أكبر وآليات فكّية أضخم لتحسين مُعدّلات الكبح.

ولا يمكن إغفال كذلك مستويات السلامة والأمان، والتي تم تعزيزها من خلال باقة جديدة من الأنظمة الإلكترونية المتطوّرة، أبرزها الاستعانة بنظام رصد الزوايا غير المرئية والكاميرات التي توفّر صورًا حتى ٣٦٠ درجة، ونظام التحكّم في الهبوط من المرتفعات القاسية ومساعد الكبح، ناهيك بنظام رصد التصادمات الأمامية وذلك للتحذير من مرور سيارات بالجهة الخلفية في أثناء الخروج مِن أماكن الاصطفاف والرّكن.

ويُكمّل هذه الأنظمة دعائم التمتين الفولاذية بالهيكل والألواح القابلة للالتواء بهدف امتصاص الصدمات وإبعادها قدر الإمكان عن ركاب المقصورة فور وقوع الحوادث، وأيضًا أنظمة مانع الانغلاق الكبحي ABS وموزع قوى الكبح عند الطوارئ EBD، وغيرها.

 

ميتسوبيشي L200 الأحدث.. ما لها وما عليها:

مع أكثر من ٢٤٠٠ تغيير جديد، لا تبدو L200 أو تريتون كأنها نسخة محسّنة من الشاحنة الخفيفة المتوافرة حاليًّا في الأسواق. وعوضًا عن هذا، تبدو كأنها جيل جديد كليًّا يسعى إلى استمالة زبائن جُدد لهذه الفئة من العروض. وفي المجمل، ستظلّ L200 واحدة من أرخص عروض البيك آب في فئتها بالأسواق، وأكثرها جاذبية على صعيد التصميم. وستتوافر في منطقتنا العربية تمامًا مثلما هو الحال سابقًا، بنسختين: إحداهما بمقصورة تقليدية وأخرى مزدوجة، كما تبلغ قدرات القطر والسّحب بها حتى ٣٦٢٨ كلغ.

لكن، ما زال يعيب L200 الجديدة قدرات التسارع المتواضعة لديها، فضلًا عن توافرها فقط بعلبة تروس يدوية، وكان الأوْلى تجهيزها بعلبة تروس أوتوماتيكية، ولو ضمن التجهيزات الإضافية بالفئات الأعلى!

 

قد يعجبك ايضا