فيراري لافيراري آبيرتا المكشوفة: كل المتعة والأداء الخارق.. في الهواء الطلق

أطلت فيراري لافيراري للمرة الأولى في معرض جنيف الدولي للسيارات عام 2013، بوصفها خليفة الأيقونة التي سُميت تيمنًا باسم مؤسس الشركة: إنزو. واستهدفت السيارة التي يشير اسمها إلى اسم صانعها عروض ماكلارين P1 ولامبورغيني فينينو في المقام الأول، مدفوعة بكونها أسرع وأقوى عروض ماركة “الحصان الجامح” على الإطلاق، فضلاً عن أنها أول سوبر-كار ممهورة بتوقيع فيراري يتم تجهيزها بنظام دفع هجين. كذلك باتت لافيراري أول طراز لعلامة “مارانيللو” لا يحمل بصمات مكتب التصميم الإيطالي العريق “بينينفارينا” منذ عام 1973.

كل تلك المقومات، بالإضافة إلى إنتاج 499 سيارة فقط منها بسعر 1.7 ملايين دولار للنسخة الواحدة، أسهمت في تعزيز الطلب على لافيراري الجديدة، وهو ما جعل كل الوحدات تُباع في زمن قياسي، بالإضافة إلى نفاد وبيع كل الوحدات المُنتجة من النسخة FXX K المخصصة للسير حصريًا على حلبات السباقات.

ورغبة في استثمار تلك النجاحات المميزة، قامت فيراري بإطلاق النسخة آبيرتا المكشوفة من لافيراري لعام 2017 من خلال معرض باريس الدولي للسيارات في دورته للعام الحالي.

وتتوافر هذه النسخة المكشوفة إما بسقف صلب مصنوع من الكربون قابل للطي كهربائيًا أو بسقف قماشي ليّن قابل للنزع، بينما ستشترك في المكونات الميكانيكية مع النسخة لافيراري ذات السقف الثابت، ما يعني أن لافيراري آبيرتا زودت بنظام دفع تصل قدرته إلى 950 حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ 900 نيوتن متر.

ولم يفصح الصانع الإيطالي النخبوي بعد عن الفئة السعرية لنسخته المكشوفة من لافيراري، وإن أكدت العديد من التقارير أنها ستكون أكثر حصرية وفرادة من الفئة ذات السقف الثابت؛ إذ سيتم تحديد الإنتاج عند أقل من 100 وحدة، مع ترجيح فئة سعرية توازي ضعف ثمن النسخة لافيراري الكوبيه، أي في حدود الـ3.4 ملايين دولار أميركي تقريبًا.

خطوط رياضية جذابة للغاية

كما هو متوقع، جاءت النسخة آبيرتا متطابقة تمامًا مع النسخة الكوبيه في ما تحت الخصر، كما تتبنى الخطوط الجريئة هجومية الطابع نفسها التي جعلت من لافيراري التقليدية موديلاً مميزًا ليس فقط بين كل عروض الصانع الإيطالي الأخرى، ولكن مقارنة بالموديلات السوبر-كار العصرية الأخرى ايضاً.

وكما هو الحال مع العروض المكشوفة، فإن هناك بضع خصائص ولمسات محدودة تجعل من النسخة آبيرتا أكثر تمايزًا عن شقيقتها الكوبيه، أبرزها على الإطلاق السقف الجديد الذي يمكن اختياره قماشيًا ليّنًا أو صلبًا مصنوعًا من الكربون وقابلاً للطي كهربائيًا بدوره، علمًا بأن الخيار الأخير يتوافر ضمن التجهيزات الإضافية.

واستعانت النسخة المكشوفة بالمقدم نفسه للنسخة الكوبيه، لا سيما مع خطوطه حادة التصميم والمنحدرة للأسفل، إلى جانب غطاء المحرك المنخفض بشدة مع فتحات تهوئة عديدة لتتمة الطابع مفتول العضلات، وهي تعيد إلى الأذهان عروض فيراري الاختبارية في حقبة الستينيات من القرن الماضي.

كذلك تستفيد آبيرتا الجديدة من مظهر أكثر ديناميكية وانسيابية، لا سيما من الجوانب بفضل اختفاء السقف.

وأكدت فيراري أن هيكل النسخة المكشوفة قد أخضع لبعض التحسينات والتعديلات حتى يوفر مستويات الصلابة الالتوائية نفسها المعهودة لدى النسخة لافيراري التقليدية. أيضًا، جرى إضافة بعض اللمسات الأيرودينامية المعززة بالجسد الخارجي حتى توفّر آبيرتا معدلات مقاومة الهواء نفسها عندما يتم السير والسقف منحسر، الأمر الذي يعني عدم ملاحظة أي فروقات في الأداء العام للسيارة سواء مع السير والسقف مغلق أو مفتوح.

ومن ضمن اللمسات الأيرودينامية الجديدة، يمكن ذكر القلابين الصغيرين المتخذين هيئة حرف L المثبتين على الزوايا العلوية للوح الزجاج الأمامي، وهما يعملان، في غياب السقف الثابت، على توجيه الهواء بطريقة تعزز من الضغط العمودي على السرعات العالية، فضلاً عن إجراء تعديلات بسيطة على نظام دوران الأبواب الجانبية؛ فرغم أن آبيرتا تستفيد من الأبواب المجنحة نفسها المعتمدة بالنسخة الكوبيه، ولكن عند فتحهما للأعلى، فإنهما يستقران بزاوية مختلفة، وهو ما استلزم إجراء تعديلات على هندسة وتصميم كل من أقواس العجلات والرفاريف الجانبية مع إضافة زوائد من ألياف الكربون تتيح دوران الأبواب.

مقصورة راقية وآمنة وتكنولوجيا متطورة

يمكن القول بأن مقصورة النسخة آبيرتا جاءت متطابقة تمامًا مع النسخة لافيراري التقليدية، لا سيما على صعيد التصميم والتجهيزات، وتمزج ما بين فخامة فيراري المعهودة والطابع الرياضي المستوحى من عالم سباقات السيارات. وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال المقود الرياضي ثلاثي الأذرع الذي جاء بهيئة أقرب إلى المربعة عن الدائرية التقليدية، والمثبت عليه معظم أزرار وعتلات التحكم بالوظائف الحيوية، فضلاً عن عتلات تعيير النسب خلف المقود التي جاءت أكبر حجمًا من السابق، وأكثر سهولة في تعييرها. أيضًا، جاء الكونسول الوسطي بتصميم واضح مع كساء كل الأسطح تقريبًا إما بجلد إيطالي ناعم أو بجلود ألكانترا الغنية عن التعريف، ناهيك عن تسجيل تداخل الجلود المطرزة وزوائد الألمنيوم الجذابة وأيضًا ألياف الكربون على لوحة القيادة وألواح الأبواب والمقاعد.

ويوفر السقف القابل للنزع تجربة مميزة للسائق للاستمتاع بالهواء الطلق وبالمساحات اللانهائية للرؤوس وبهدير مسموع يُطرب الآذان العاشقة للنفس الرياضي المعزز المتأتى من المحرك القوي فئة V12.

وبالانتقال إلى تجهيزات الراحة والترف، نجد أن لائحة التجهيزات القياسية تضم نظامًا سمعيًا متطورًا ومكيفًا فعالاً يمكن التحكم بخياراته أوتوماتيكيًا، وغيرها من آليات الترف.

أما النسبة لوسائل الحماية والأمان، فقد تم الاستعانة بوسائد هوائية متنوعة، وأحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت مزودة بخواص الشد المسبق والارتخاء التدريجي، وغيرها من وسائل الحماية الراكدة. ومن ضمن تجهيزات الحماية النشطة، يمكن ذكر نظام منع انغلاق المكابح ABS، إضافة إلى نظام التحكم الديناميكي بالثبات ESC، وترس تفاضلي وسطي، ونظام مانع الانزلاق الدفعي مستوحى من الفورمولا واحد ومدمج بنظام الدفع الهجين EF1-Trac، وغيرها من الأنظمة الإلكترونية الرائدة وأنظمة الكبح التي باتت تتضمن أحدث أجيال أقراص الكبح فئة “بريمبو” المصنوعة من الكربون والخزف الفخاري “السيراميك”، بقطر 398 ملم في الأمام و380 ملم في الخلف.

نظام دفع هجين مستعار من النسخة الكوبيه

على الصعيد الميكانيكي، استعانت آبيرتا بنظام الدفع نفسه المعتمد بالنسخة الكوبيه الشقيقة، والذي يحمل الاسم HY-KERS، ويتكون من محرك فئة V12 سعة 6.3 ليترات يولد 789 حصانًا عند 9000 د.د مع أقصى عزم دوران يبلغ 700 نيوتن متر، جنبًا إلى جنب مع محرك كهربائي يوفر 161 حصانًا إضافيًا مع أقصى عزم دوران يبلغ 200 نيوتن متر، لتصل معهما الطاقة المجمعة إلى 950 حصانًا و900 نيوتن متر من عزم الدوران، عندما يعمل المحركان معًا.

الخبر الجيد يتمثل في أداء النسخة المكشوفة الذي يماثل ذلك الذي توفره النسخة الكوبيه، والفضل يعود في الأساس إلى مستويات الأيرودينامية المعززة من خلال إضافة العديد من اللمسات الجديدة السابق ذكرها. وفي هذا السياق، يمكن لآبيرتا الانطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون أقل من 3 ثوانٍ والوصول لسرعة ٢٠٠ كلم/س في 7.1 ثوان، قبل الوصول لسرعة قصوى تقدر بـ350 كلم/س. أما عن توزيع الوزن، فما زال منحازًا للخلف بنسبة 59 في المئة مقارنة بـ41 في المئة للأمام.

 

حصرية للغاية

وعلى الرغم أنها تعتمد على بطارية من أيونات الليثيوم ونظام استعادة طاقة الكبح المهدرة، فإن لافيراري آبيرتا ليس لديها مدى يمكن أن تقطعه بالوضعية الكهربائية وحدها، على الأقل رسميًا؛ فمن المعلوم أنه يمكنها أن تسير بالطاقة الكهربائية وحدها، ولكن الصانع الإيطالي، لسبب غير معلن، لم يفصح عن الأرقام الخاصة بذلك.

وعلى الصعيد التقني، يمكن القول إن المحرك الكهربائي KERS، يوفر طاقة إضافية لمحرك الاحتراق الداخلي، علمًا بأن تأثيره يشبه تأثير شاحن الهواء “توربو” إلى حد بعيد. ويمكن شحن البطاريات الكهربائية التي تزن فقط 60 كلغ بطريقتين مختلفتين: إما عبر الكبح -مع الكبح الشديد وتفعيل نظام منع انغلاق المكابح ABS- أو مع كل مرة يولد فيها محرك الـV12 عزمًا إضافيًّا عن الحاجة، شأن عند الانعطاف مثلاً. لذا، في هذه الحالة، عوضًا عن إرسال العزم إلى العجلات، يتم تحويل العزم الإضافي إلى طاقة تُخزّن في البطاريات.

اشارة ايضاً أن لافيراري آبيرتا ليست إلا وسيلة أخرى ذكية تمكن فيراري من جني أرباح هائلة مع كل نسخة تبيعها من ذلك الموديل الحصري. وكل ما فعلته الشركة الإيطالية يتمثل في أنها انتظرت حتى ينفد كل الوحدات المنتجة من نسختها الكوبيه التقليدية، ثم تطلق نسخة أخرى مكشوفة لا تختلف عن شقيقتها الكوبيه سوى في الاستعانة بسقف قابل للنزع أو الطي، حتى تعود إلى دائرة الأضواء مجددًا. وهذا هو حال معظم صانعي السيارات الآن، الذين يعتمدون على بعض الموديلات الحصرية للغاية لجني الأرباح.

وفي الإجمال، فإن أبرز نقاط القوة بآبيرتا يتمثل في الأداء القوي والخارق المتأتي من نظام الدفع الهجين HY-KERS، فضلاً عن الشعور المتزايد بالانشراح وبمساحات لا متناهية فوق رؤوس السائق أو الراكب الأمامي، وأخيرًا في مستويات الفرادة والحصرية الاستثنائية؛ إذ لن يتجاوز عدد الوحدات المنتجة من تلك النسخة حاجز الـ100 سيارة ولكن بسعر باهظ بل غال جدًا، والذي قد يصل إلى 3.4 ملايين دولار أميركي، وعلى الأرجح فإن النسخ المخصصة للإنتاج قد تكون نفدت وبيعت بالكامل رغم كل شيء؛ إذ إن آبيرتا ستتوافر فقط لنخبة مختارة من زبائن فيراري حول العالم.

قد يعجبك ايضا