ليكزس UX الاختبارية: للراديكالية تعريف واحد…
منذ أن قامت ليكزس بالكشف عن بعض الصور المجتزأة أو تلك غير واضحة المعالم لنموذجها التصوري الجديد UX قبيل افتتاح دورة هذا العام من معرض باريس الدولي للسيارات في أيلول (سبتمبر) الماضي، تأكد الكثيرون بأن الصانع الياباني النخبوي بصدد إطلاق موديل كروسوفر جديد لا يشبه أيًا مِن عروضه الحالية، بل إنه لا يشبه أيًا من عروض تلك الفئة التي تسير على الطرقات في الوقت الراهن.
ومع إزاحة الستار رسميًا في المعرض الفرنسي، تأكدت تلك التوقعات؛ فهذه الكروسوفر المدمجة الجديدة التي تحمل بين طياتها لمحة لسيارة SUV مدمجة في المستقبل، جاءت لتستعرض “تقنيات خيالية لتجربة قيادة استثنائية، في الوقت الذي تمزج فيه المقصورة الداخلية بين الحرفية اليدوية التقليدية وأساليب التصنيع عالية التقنية،” على حد قول البيان الصحفي لليكزس.
نص
قد يكون الجزء الأول من الفقرة السابقة صحيحًا، ولكن بعد إلقاء نظرة على المقصورة الداخلية نجد أنها تفتقد لكل ما هو “تقليدي” في ما يتعلق بالحرفية اليدوية؛ فـUX الاختبارية الجديدة تعد بحق النموذج التصوري الأكثر راديكالية وجنوحًا عن الواقع مقارنة بالعروض التجريبية التي جرى إطلاقها للصانعين خلال السنوات الأخيرة.
وعند ذكر “الراديكالية” أو “مستقبلية الطابع”، لا نتحدث هنا عن التقنيات فحسب؛ فرغم أنها عديدة كما يتضمن ذلك النموذج التصوري بعض الشاشات الهولوغرامية بالداخل فإن التصميم العام للمقصورة الداخلية نفسها يجعلها تبدو كأنها ليست من هذا العالم؛ فهي تبدو مزيجًا بين كبسولة الفضاء وسيارة سباق مستقبلية في سيارة واحدة.
خطوط خارجية جريئة للغاية ومفتولة العضلات
من الوهلة الأولى، يمكن القول إن الخطوط الخارجية للكروسوفر الاختبارية UX الجديدة تستعير بعض الجينات الوراثية من الطراز الشقيق NX، وإن جاءت اللمسات المعتمدة بالنموذج التصوري بطابع راديكالي ثوري مبالغ فيه إلى حد كبير. وفي هذا السياق، تهيمن على الجوانب أقواس عجلات عريضة، بينما يحمل الربع الخلفي طابعًا مفتول العضلات للغاية. أيضًا، جاءت العجلات ضخمة بشكل ملحوظ وهو ما يعني صعوبة رؤيتها في أي وقت قريب على صعيد استهلاكي تجاري واسع.
وفي سياق متصل، تضفي الأمواج، التي يمكن رؤيتها بوضوح على كل أجزاء الجسد الخارجي، انطباعًا بالحركة حتى والسيارة في وضعية السكون. أما الأبواب الأمامية، فجاءت بحجم طبيعي، في حين جاءت الأبواب الجانبية الخلفية أصغر حجمًا نسبيًا وتبدو كأنها تفتقد إلى مقابض أبواب مناسبة. ولكن، بنظرة أكثر تفحصًا، تبدو الأبواب الخلفية تعتمد على مقابض تتلاقى في المنتصف.
ويمكن القول إن الكروسوفر UX التجريبية جاءت بخط سقف منحنٍ بطريقة مثيرة؛ فالسيارة تبدو كأنها من فئة “فاستباك” ذات الباب الخلفي المنحدر، كما أن الباب الخلفي نفسه جاء صغيرًا بطريقة ملحوظة وينتهي ببضعة ملليمترات أسفل الزجاج الخلفي.
وفي الإجمال، جاء المؤخر بتصميم عصري أنيق كما يدعم تقنيات LED المتوهجة في أجزائه العلوية، من خلال تصميم على هيئة زعنفة أو جنيح للمصابيح الخلفية ثلاثية الأبعاد التي تمتد بعرض مؤخر السيارة. وفي الأجزاء السفلية للمؤخر، هناك مخارج عادم مستطيلة الشكل.
وبطبيعة الحال، جاء المقدّم بمصابيح رئيسية نحيفة وشبك تهوئة أمامي مغزلي الهيئة محاط بلمسات كرومية جذابة، يضفي هيئة ثلاثية الأبعاد، فضلاً عن فتحات تهوئة حادة كبيرة بالصادم الأمامي واعتماد مصابيح ضباب LED صغيرة نسبيًا، وغيرها من اللمسات التقليدية الأخرى ولكن بطلة أكثر راديكالية من أي وقت مضى.
أشير الى أن الطول الإجمالي للاختبارية UX يبلغ 4399 ملم، العرض العام 1899 ملم، والارتفاع 1518 ملم، مقابل 2639 لطول قاعدة العجلات.
مقصورة مستقبلية الطابع
على الرغم من أن المقصورة الداخلية يتم وصفها بأنها تحمل لمسات مميزة من الحرفية اليدوية التقليدية، فإن الواقع لا يمت بصلة لتلك الكلمات التي صاغها البيان الصحفي للسيارة؛ إذ جاءت UX الاختبارية بطابع مستقبلي جذاب تعززه أسطح طافية، إلى جانب الاستعانة بكونسول وسطي يتضمن بنية هيكلية من الكريستال تقبع بداخلها شاشة عرض هولوغرامية للتحكم في المكيف الأوتوماتيكي والأنظمة المعلوماتية الترفيهية. وتظهر الحروف المنحوتة على تلك البنية الهيكلية الكريستالية عتلات وأزرار تحكم عاملة باللمس للتحكم في بعض الوظائف الخاصة بالأنظمة السابق ذكرها.
وبالمثل، هناك الكرة الهولوغرامية التي تشكل لوحة العدادات، وهي تعرض مزيجًا من المعلومات الرقمية والتناظرية مع الاستعانة بواجهة استخدام مثيرة للاهتمام. وفي شأن متصل، هناك شاشة تقليدية في منتصف لوحة القيادة، يضفي تصميمها هيئة ثلاثية الأبعاد كذلك.
ولا جدال على أن UX الاختبارية جاءت بمقود هو الأكثر راديكالية في صناعة السيارات حتى الآن؛ فمركزه الوسطي صغير ويزينه شعار العلامة اليابانية النخبوية L. وتخرج من ذلك المركز الوسطي أشكال هندسية منحنية تشكل أربعة أذرع لافتة. أيضًا، فإن المقود ليس دائريًا بالكامل، فهو أقرب إلى الهيئة المستطيلة أو البيضاوية مقارنةً بالمقود التقليدي الذي نراه في معظم السيارات الحالية.
وبالانتقال إلى لوحة القيادة، نجدها جاءت بتصميم مزدوج مكسوٍّ في الأساس بالجلود مع بروز شاشة العرض المعلوماتية الترفيهية بشكل منحسر في المنتصف، وهو شكل غريب للغاية وغير مألوف بالمرة للوحة قيادة أي سيارة، لا سيما من ناحية الراكب الأمامي؛ إذ تأتي على هيئة ألواح ذات شكل مثلثي مكدّسة خلف بعضها البعض. وعلى كل زاوية من زوايا لوحة القيادة، هناك شاشة عرض تعرض لقطات فيديو حية مستقاة من الكاميرات الخارجية الجانبية التي تعمل عمل المرايا الجانبية التقليدية.
ويبدو الكونسول الوسطي مغطّى بالكامل بالجلود الفاخرة، لكن هناك بعض الأجزاء المكسوة بجلود ألكانترا مع وجود ثلاث مناطق عالية تعمل عمل مسند الأذرع بشكل ما. والشكل نفسه لمسند الأذرع يمكن أن نجده على ألواح الأبواب الداخلية، تمامًا خلف آليات وعتلات التحكم في النوافذ. ورغم طبيعتها المستقبلية فإن السيارة تعتمد على مقابض أبواب داخلية تقليدية.
وأخيرًا، هناك المقاعد التي بالكاد نلاحظ اعتمادها على وسائد؛ فالمقاعد تبدو أقرب إلى هيكل مغطّى بأشرطة جلدية سوداء سميكة.
نظام دفع مجهول
على الصعيد الميكانيكي، لم تفصح ليكزس عن أي معلومات تتعلق بالشق الميكانيكي أو أنظمة الدفع المعتمدة تحت الغطاء الأمامي. ومع الاستعانة بمخارج للعادم، فعلى الأرجح هناك محرك احتراق داخلي تقليدي يختبئ خلف الجسد المعدني.
وانطلاقًا من أن الكروسوفر UX الاختبارية ما هي إلا طراز أكثر راديكالية من موديل NX الحالي، فمن المرجح الاستعانة بالمحرك رباعي الأسطوانات سعة ليترين المعتمد بالطراز الأخير، والذي يولد 235 حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ 350 نيوتن متر. ومع طراز NX، يكفل هذا المحرك اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 7.2 ثوان فقط، كما تسفر عنه معدلات استهلاك من الوقود تبلغ غالونًا واحدًا لكل ٢٥ ميلاً مقطوعة.
أيضًا، ومع الطابع المستقبلي للنموذج الاختباري UX، فقد تتم الاستعانة بنظام دفع هجين مكون من محرك بنزيني تقليدي سعة 2.5 ليترات إلى جانب محرك كهربائي. ومع نظام الدفع الأخير، على الأرجح توليد 194 حصانًا والوصول إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 9.1 ثوان.
تجدر الاشارة اخيراً الى ان تلك السيارة الاختبارية قد لا تكون عاملة أو تسير فعليًا، وهو ما يعزز من فرضية عدم الاستعانة بأي نظام دفع تحت الغطاء الأمامي.