بي إم دبليو X7 لعام ٢٠١٩: كروسوفر جذابة تجمع بين فخامة رولزرويس وحجم كاديلاك إسكاليد

أطلقت بي إم دبليو مؤخرًا أحدث وأكبر عروضها الترفيهية الرياضية متعددة الاستخدامات SUV، والحديث هنا موجّه للكروسوفر كبيرة الحجم X7 لعام ٢٠١٩، والتي تصنّف في مرتبة أعلى على صعيد الحجم من الشقيق X5، لتنافس مباشرة موديلات بحجم مرسيدس-بنز GLS وكاديلاك إسكاليد ولاندروفر رانج روفر!

بانضمام X7 إلى الرّكب، باتت ماركة ميونيخ توفّر ٧ موديلات مختلفة الأشكال والأحجام مِن عروض الكروسوفر/SUV، بداية من الفئات المُدمجة وصولًا إلى كبيرة الحجم!

ويُمكن القول إنه عندما انضم الصانع البافاري لقطاع الـSUV بموديله الشهير X5 في عام ١٩٩٩، لم يتوقّع أحد أن تكون بي إم دبليو لاعبًا أساسيًّا في هذا القطاع الحيوي من العروض بمرور الوقت؛ فبعد عقد تقريبًا من الزمان، أطلقت ماركة ميونخ ٤ موديلات كروسوفر متنوّعة. وبعد نحو ٢٠ عامًا من إطلاق أول عروضها الكروسوفر، ها هي بي إم دبليو تُزيح الستار عن الوافد السابع في هذه الفئة الهامة والحيوية التي بات يفضّلها الزبائن على ما عداها في السنوات الأخيرة الماضية!

وليس سرًّا القول إن X7 هو خامس موديلات الصانع البافاري الذي يتم إنتاجه في مصنع الشركة في ولاية “ساوث كارولينا” الأمريكية، جنبًا إلى جانب مع عروض X3 وX4 وX5 وX6.

حجم كبير وخطوط مستوحاة من X5

مثلما هو متوقّع، استعارت X7 بعض اللمسات التصميمية من الشقيق الأصغر X5، مع العديد من اللمسات المتفرّدة الأخرى، أبرزها شبك التهوئة الأمامي الكرومي الضخم، والمصابيح الرئيسية المتأقلمة فئة LED، والعجلات قياس ٢١ بوصة، وأيضًا خط السقف المسطّح، والمصابيح الخلفية النحيفة، مع باب خلفي يُفتح ويُغلق بتحكّم كهربائي. وبطبيعة الحال، استفادت X7 من قاعدة عجلات طويلة قياس ٣١٠٣ ملم. ويعني هذا أنها أطول بمقدار ٢٢٨ ملم، وأكثر ارتفاعًا بمقدار ٥٣ ملم مقارنة بالـX5 الأحدث.

مقصورة فخمة رحبة مريحة و.. متخمة بالتقنيات المتطوّرة!

رغم أن الخطوط الخارجية للطراز X7 تحمل العديد من اللمسات المتفرّدة مقارنة بباقي عروض بي إم دبليو الكروسوفر فإن المقصورة الداخلية جاءت متطابقة إلى حد بعيد مع تلك المعتمدة بالشقيق الأصغر X5. ويبدو أن هذا الأمر مزعج ومخيّب للآمال في آن واحد، فكنا نودّ أن نرى شيئًا جديدًا يخطف الأبصار ويشدّ الانتباه.

على أي حال، جاءت المقصورة الداخلية أنيقة وعصرية، وبالطبع فخمة للغاية، مع ملاحظة تداخل الجلود الفخمة والقشور الخشبية الطبيعية والمعادن البرّاقة. كما يجلس السائق خلف لوحة عدّادات رقمية قياس ١٢.٣ بوصات تستقر بجانب شاشة عرض مركزية أخرى قياس ١٢.٣ بوصات مثبّتة بأعلى الكونسول الوسطي المكتنز.

وفي هذا السياق، جاء الكونسول الوسطي متطابقًا مع ما رأيناه مع X5، وإن تراص نظام iDrive Controller وذراع ناقل الحركة وزرّ تشغيل وإبطال المحرك، وعتلات التحكّم في نظام Experience Control وأيضًا زر مكابح اليد الإلكترونية وأزرار التحكّم في نظام التعليق الهوائي وأنماط القيادة الوعورية الإضافية، معًا بطريقة عصرية مريحة للعين.

وإذا ما أراد الزبائن إضفاء لمسة شخصية على مقصورة X7، يمكن اختيار لوحة قيادة مكسوة بالجلد وأسطح ذات ملمس زجاجي لزرّ تشغيل وإبطال المحرك وللنظام المعلوماتي الترفيهي iDrive وأيضًا لعتلات التحكم بأضواء LED للسقف الزجاجي البانورامي في أثناء الليل (هناك أكثر من ١٥.٠٠٠ نمط غرافيكي جذّاب، علمًا بأن هذه الخاصية قد رأيناها من قبل مع رولزرويس فانتوم).

ومن ضمن التجهيزات المدعمة قياسيًّا بـX7، يمكن ذكر المكيف الذي يُمكن برمجة خياراته أوتوماتيكيًّا (فصل درجة الحرارة في أربع مناطق مختلفة)، والنظام الصوتي عالي النقاء الذي يتصل بـ١٠ سمّاعات، وسقف بانورامي زجاجي من ثلاثة ألواح، وشاحن لاسلكي للهواتف الذكية، ونقطة “واي فاي” ساخنة للاتصال بالإنترنت.

أما التجهيزات الإضافية، فتتضمّن نظامًا صوتيًّا فئة “باورز آند ويلكينز” من ٢٠ سمّاعة، ونظامًا ترفيهيًّا من نصيب الركّاب في قسم المقاعد الخلفية، مع شاشات عاملة باللمس قياس ١٠.٢ بوصة، ومقاعد مجهّزة بخاصية التدفئة ونظام عرض المعلومات منعكسة على الزجاج الأمامي قبالة السائق، ومكيف يتم فصل درجة حرارته في خمس مناطق مختلفة، ونظام تدفئة لمساند أذرع المقعد الأمامي والمقوّد ثلاثي الأذرع، وغيرها.

وعلى الصعيد العملاني، يُمكن طي الصف الثاني من المقاعد، مع إمكانية اختيار الزبائن لمقاعد مستقلة تُشبه تلك التي نراها في مقاعد رجال الأعمال في خطوط الطيران الفخمة. أما صف المقاعد الثالث؛ فيتضمّن مقعدين بالحجم التقليدي؛ مما يعني إمكانية استيعاب أشخاص بالغين بكل سهولة وراحة حتى مع الرحلات الطويلة.

واستفادت X7 الأحدث من سعة تحميل ١٣٧٦ لترًا خلف الصف الثالث من المقاعد، وتصل إلى ٢٥٥٩ لترًا مع طي الصفين الثاني والثالث من المقاعد، وهذه سعة تحميل مميّزة للغاية وتتفوّق على ما توفّره مرسيدس-بنز GLS (مِن ٦٨٠ إلى ٢٢٩٩ ملم). وحدها كاديلاك إسكاليد التي تتفوّق على الجميع (مِن ١٤٦١ إلى ٢٦٦٧ لترًا).

وتتوافر الكروسوفر كبيرة الحجم بنظام المساعد الشخصي لبي إم دبليو الذي سبق وقُدم للمرة الأولى مع الفئة الثالثة الجديدة، علمًا بأن هذا النظام يساعد السائق على الوصول إلى المعلومات وإجراء المكالمات الهاتفية من خلال التحدث معه. ويُتيح كذلك نظام “تحديث البرامج عن بُعد” تحديث كل برمجيات السيارة من خلال تطبيق BMW Connected عند الاتصال بشبكة واي فاي.

محركان من ست وثماني أسطوانات.. وأنظمة إلكترونية رائدة

على الصعيد الميكانيكي، تستفيد X7 الجديدة من خيارين من المحركات البنزينية. وفي هذا السياق، هناك محرك الطراز X7 xDrive40i بسعة ٣ لترات مع شاحن هواء “توربو” من ست أسطوانات. يولد هذا المحرك ٣٣٥ حصانًا، مع أقصى عزم دوران يبلغ ٤٤٦ نيوتن/متر. ويتصل هذا المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية ثمانية النسب تنقل عزم الدوران لنظام دفع رباعي دائم.

يمكن للسيارة المدعمة بهذا المحرك اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون ٥.٩ ثوانٍ، وتسجيل سرعة قصوى مقدارها ٢٤٥ كلم/ساعة.

أما المحرك الأكبر، فنجده مدعمًا بالطراز X7 xDrive50i، وهو من فئة V8 سعة ٤.٤ لترات مع شاحنيْ هواء “توربو”، ويولد ٤٥٦ حصانًا و٦٤٨ نيوتن/متر من عزم الدوران. يمكن لهذا المحرك دفع السيارة للوصول إلى سرعة ١٠٠ كلم/ساعة من السكون في غضون ٥.٣ ثوانٍ وتسجيل سرعة قصوى مقدارها ٢٥٠ كلم/ساعة. وشأنه شأن المحرك السابق، فإنه يتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تنقل عزم الدوران لنظام دفع رباعي للعجلات.

وينحاز نظام الدفع الرباعي إلى الخلف بمجرد الضغط بشدّة على دوّاسة الوقود مِن أجل الحصول على نَفَس رياضي بامتياز. ويتوافر ضمن التجهيزات الإضافية ترس تفاضلي خلفي يعود إلى الفرع الرياضي M لسلوك ديناميكي معزّز، ولكنه متوافر فقط مع النسخة xDrive50i. وبالمثل، هناك نظام توجيه رباعي العجلات، وهو ما يعني إمكانية توجيه العجلات الخلفية إما في اتجاه العجلات الأمامية نفسه لتحسين الاستقرار والثبات عند القيام بمناورات على السرعات العالية أو في الاتجاه المعاكس.

وبالنسبة إلى نظام التعليق، فنجده يتضمّن شوكة مزدوجة في الأمام ومحور خماسي الوصلات في الخلف. وأضافت بي إم دبليو كذلك نظام التحكّم الديناميكي بالمخمّدات قياسيًّا مع نظام التعليق الهوائي.

ومن ضمن الأنظمة الإلكترونية الحصرية المدعمة بـ X7 الجديدة، يُمكن ذكر أنظمة رصد الزوايا غير المرئية والتحذير من تخطي المسار وأيضًا التحذير من التصادمات الخلفية والأمامية، ناهيك بنظام التحذير عند رصد المشاة ونظام الحدّ من وطأة التصادم في المُدُن وذلك لعرض المعلومات المتعلّقة بلوحات تحديد السرعة على الطرقات.

ومع النسخة xDrive50i، يمكن الاستعانة بباقة Parking Assistance Plus المساعدة على ركن واصطفاف السيارة، وهي تتضمّن تقنية الرؤية العلوية المرتفعة والبانورامية وثلاثية الأبعاد. ويتوافر بهذه النسخة كذلك نظام المساعدة الإضافية في أثناء الاختناقات المرورية، وهو يستعين بكاميرا أمام وجه السائق مثبتة بلوحة العدّادات تراقب وترصد عين السائق وحركة أنفه للتأكد من أنه يركّز على الطريق قبالته!

وهناك كذلك تقنية “المساعدة على المراوغة”، وهي تسهم في تجنّب الاصطدام بسيارة أو بالمشاة الذين يظهرون فجأة في طريق X7! ولا يمكن غض الطرف عن الاستعانة بأنظمة مانع الانغلاق الكبحي ABS، والتحكم الإلكتروني بالثبات DSC لضبط دوران الإطارات على نفسها، ونظام التحكم بنزول المنحدرات HDC الذي يقوم بتخفيف سرعة السيارة عبر تفعيل المكابح عند نزولها من المنحدرات الوعرة، فضلًا عن نظام تحكم المكابح بالانعطاف CBC، وأيضًا نظام مانع الانزلاق الدفعي DTC، الذي يسهم في تخفيف سرعة دوران العجلة الشاردة وتصحيح مسارها عند الانطلاق بالأرضيات الزلقة، وغيرها من الأنظمة الأخرى.

بي إم في X7.. ما لها وما عليها:

دون شك، فإن X7 طال انتظارها، لكن يُمكننا أن نتفهّم عدم إسراع الألمان في إنتاج هذه الكروسوفر كبيرة الحجم؛ فالمنافسة مع عروض بحجم مرسيدس-بنز GLS ورانج روفر وأيضًا كاديلاك إسكاليد، تحتاج إلى مقوّمات معينة. ورغم أن بي إم دبليو لها باع طويل في قطاع السيارات النخبوية فإن X7 تمثّل منطقة غير مأهولة لماركة ميونخ!

لكن، هذه الكروسوفر كبيرة الحجم لم تأتِ فقط لقضم حصّة من مبيعات المنافسين في هذا القطاع من السيارات، وإنما للتفوّق على كل العروض المنافسة في كل شيء؛ فهي ذات تصميم مألوف جذّاب، كما تتمتّع بمستويات رحابة مميّزة داخل مقصورتها ولمسات ترف وفخامة غير مسبوقة، مع تقنيات متطوّرة مِن الغد القريب!

وبطبيعة الحال، فإن X7 ليست رحبة للغاية مثل كاديلاك إسكاليد، لكن في ما يتعلّق بمستويات الأداء والديناميكية والتقنيات وأيضًا أنظمة الاتصال، فلا تنافسها مركبة من الفئة نفسها عليها! وحتى تطلق مرسيدس-بنز الجيل الجديد من GLS، ستظل X7 الكروسوفر الأكثر تطوّرًا في فئتها!

تكمن نقاط الضعف الوحيدة -إذا جاز لنا أن نقول هذا- في عدم التأكيد على إطلاق النسخة الرياضية الممهورة بالفرع الرياضي M؛ فلا نعرف إذا كانت بي إم دبليو ستطلق نسخة عالية الأداء أم لا من X7، بالإضافة إلى تطابق مقصورتي الموديلين X7 وX5 بشكل كبير!