أستون مارتن DB11 الجديدة كليًا: إستعدوا للثورة الجديدة

يمكن القول إن السبب الرئيسي الذي يجعل الزبائن يقدمون على شراء موديل لأستون مارتن، هو إنه سيارة العميل السري البريطاني “جيمس بوند”؛ إذ لم تجسد أي سيارات أخرى معاني القوة والتقنيات المتطورة مثلما مثلت عروض أستون مارتن في أفلام الجاسوسية الأشهر في العالم، علمًا بأن الطراز DB11 هو الأحدث المنضم لسلسة عروض أستون مارتن، كما أنه قد طُرح بالأسواق في خريف عام ٢٠١٦ الماضي.

وفي المجمل، فإن DB11 ما هي إلا سيارة غراند تورر كوبيه تَخلُف الموديل السابق DB9 الذي جرى إيقاف إنتاجه في عام ٢٠١٦، بعد ١٢ عامًا من الإنتاج المتواصل! ولم تختلف DB11 كثيرًا عن الطراز الذي خَلفته، على الأقل تصميميًا، ولكن جرى الاستعانة ببنية هيكلية جديدة أخف وزنًا مصنوعة من الألمنيوم، تتضمن مكونات خرجت من مصانع الفرع الرياضي AMG العائد لمرسيدس-بنز.

وفوق هذا وذاك، استعانت DB11 بمحرك جديد فئة V12 مع شاحني هواء “توربو” بسعة 5.2 لترات، قادر على توليد ما يقرب من 600 حصان. وبمعزل عن الأداء القوي، فإن الشركة الإنكليزية النخبوية ترى أن سيارتها الجديدة تستفيد من وضعية جلوس ٢+٢، ما يعني نظريًا توافر مقعدين لراكبين في الخلف. ولكن، عمليًا، فإن المقاعد الخلفية صغيرة للغاية ولن تستوعب راكبين بالغين بأي حال من الأحوال!

ويبدو أن تلك السيارة التي تجسّد نبيلاً إنكليزيًا أرستقراطيًا لا تحتاج فقط إلا لمقعد آخر بخلاف مقعد السائق، وهو مقعد مزدان بالكامل بالتلبيسات الجلدية الفاخرة والخيوط المطرزة الجذابة، ويحيط به مقصورة داخلية تحمل بين طياتها أسمى معاني الترف والأبهة!

وبالانتقال إلى الفئة السعرية للطراز DB11 لعام ٢٠١٧، نجدها تبدأ اعتبارًا من ٢١١.٩٩٥ دولارا أمريكيًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أن جديدة الصانع البريطاني أغلى سعرًا بمقدار ١٢ في المئة مقارنة بالموديل DB9 السابق.

تصميم جذّاب للغاية لم يغفل الطابع رياضي النَفَس

تستفيد DB11 من تصميم يداعب الحواس، يمثل لوحة فنية في حد ذاته؛ إذ جرى الاستعانة بمصابيح رئيسية تُضفي لمحة هجومية لافتة وتميل للهيئة الدائرية نسبيًا، إلى جانب شبك تهوئة أمامي كبير يغلب عليه الدعامات الأفقية المتوازية، علمًا بأن شبك التهوئة الأمامي يُشبه ذلك المعتمد بالطراز DB10 الذي ظهر بفيلم Spectre الأخير للعميل السري البريطاني.

وتستعين DB11 بغطاء محرك كلاسيكي طويل به خطوط مموجة وفتحات تهوئة ذات طابع مفتول العضلات، في حين جاءت الأجناب يغلب عليها الطابع الديناميكي، لاسيما مع خط السقف المنحني بشدة باتجاه المؤخر وفتحات التهوئة الجانبية على الرفارف الأمامية، وكذا العجلات الكبيرة متعددة الأذرع.

ومن أبرز الخصائص التصميمية الأخرى بالطراز DB11، لا يمكن غض الطرف عن “الشفرة الأيرودينامية” AeroBlade وهي عبارة عن جنيح افتراضي يتم تغذيته عبر فتحات تهوئة مثبتة على قاعدة كل عمود من أعمدة C؛ فتقوم “الشفرة الأيرودينامية” بإعادة توجيه الهواء عبر جسد السيارة قبيل خروجه من تجويف خاص بغطاء صندوق الأمتعة الخلفي. وتُحسن تلك الشفرات الأيرودينامية من معدلات الضغط العمودي على السرعات العالية وينتفي معها الحاجة إلى اعتماد جناح تقليدي للسيارة.

وبالنسبة إلى القياسات العامة نجد أن الطول الإجمالي لـDB11 يبلغ 4739 ملم والعرض العام يبلغ 2060 ملم، بينما يبلغ الارتفاع 1279 ملم، أما عن قاعدة العجلات فجاءت بطول 2808 ملم.

 

 

مقصورة بمكونات عالية الجودة وطلة أنيقة

مقارنة بالطراز DB9 السابق، فإن مقصورة الغراند تورر DB11 تستعين بتصميم أنيق وبسيط للغاية، بعيدًا عن أي تعقيدات مثل التي نراها في العديد من الموديلات الأخرى الحديثة المطروحة بالأسواق، كما جاء الكونسول الوسطي عريض مع فتحتي مكيف مستطيلتين تقعان بين شاشة النظام المعلوماتي الترفيهي وأزرار التحكم بها.

وخلف المقود ثلاثي الأذرع متعدد الاستخدامات، تقبع لوحة عدادات مستوحاة من العروض المخصصة للسباقات، تضم شاشة فئة TFT قياس 12 بوصة، فضلاً عن توافر شاشة أخرى للنظام المعلوماتي الترفيهي بأعلى لوحة القيادة من ثماني بوصات تستفيد من زر دوار للتحكم بها ولوحة عاملة باللمس يمكنها التعرف على الأحرف كما تدعم الإيماءات واللمسات المتعددة، وهي متوافرة ضمن التجهيزات الإضافية.

ولم تغفل أستون مارتن تدعيم جديدتها بنظام ملاحة متطور، وكذا نظام صوتي عالي النقاء، لتتمة الطابع العصري المتطور في المقام الأول. وعلى الصعيد العملاني، تحسنت مستويات الرحابة بالمقصورة الداخلية للطراز DB11، خصوصًا المساحات المخصصة لرؤوس وأرجل الركاب في الخلف. أيضًا، بات صندوق الأمتعة أكبر حجمًا ويكفي لاستيعاب حقيبتي سفر كبيرتين وأخرى صغيرة.

وبالانتقال إلى جودة التجميع النهائي، جرى الاستعانة في مقصورة الموديل DB11 بالعديد من المكونات عالية الجودة ناعمة الملمس على غير صعيد، لاسيما لجهة الاستعانة بكسوات جلدية فاخرة تتضمن جلود ألكانترا على بعض المواضع وخيوطا مطرزة متناقضة في تناغم تام، وأيضًا لا يمكن إغفال التصميم المبطّن الفريد من نوعه لتلك الكسوات، وغيرها من آليات الترف.

محرك نشط بقدرة ٦٠٠ حصانًا

 

خلف الغطاء الأمامي للموديل DB11 لعام ٢٠١٧، يستقر محرك جديد سعة ٥.٢ لترات من فئة V12، مزود بشاحني هواء “توربو”. ويولد المحرك المذكور ٦٠٠ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٧٠٠ نيوتن-متر. ويعني هذا أن ذلك المحرك أقوى بمقدار ٩٧ حصانًا و٨٠ نيوتن-متر مقارنة بمحرك الطراز السابق DB9، رغم أن الأخير أكبر سعة (٦ لترات) ولكنه عادي السحب!

ويتصل محرك DB11 بعلبة التروس التقليدية الأوتوماتيكية فئة ZF من ثماني نسب، وهي قادرة مع المحرك على دفع السيارة للوصول لسرعة ١٠٠ كلم/ساعة في غضون 3.9 ثانية، وتسجيل سرعة قصوى مقدارها 322 كلم/ساعة، أي أن DB11 باتت أسرع بمقدار 0.7 ثانية مقارنة بالوصول للسرعة ذاتها (١٠٠ كلم/ساعة) وأيضًا أسرع بمقدار ٢٧ كلم/ساعة (في ما يتعلق بالسرعة القصوى) مقارنة بـ DB9!

وليس هذا كل شيء؛ إذ إن DB11 تعد أكثر ديناميكية مقارنة بالطراز الذي خلفته، وذلك بفضل الاستعانة بالجيل الأحدث من أنظمة التعليق والهيكل والتوجيه وكذا الأنظمة الإلكترونية. وفي هذا السياق، يتيح اختيار السائق لوضعيات قيادة متعددة، منها GT وSport وSport Plus، الحصول على أداء مختلف كل مرة!

ولم تنس الشركة الإنكليزية تعزيز مستويات الكفاءة بطرازها الجديد؛ إذ جرى الاستعانة في المحرك الجديد بتقنيات التشغيل والإبطال الآليين، ما ينعكس إيجابًا على معدلات استهلاك الوقود ومستوى الانبعاثات الكربونية.

 

أستون مارتن DB11… مسلسل النجاح تابع ولكن 

يمتلك الطراز DB11 الجديد العديد من مقومات النجاح التي تجعل منه لاعبًا أساسيًا وخيارًا محببًا في فئة عروض الكوبيه الغراند تورر رياضية النَفَس بامتياز؛ إذ إنه يعتمد على محرك قوي فئة V12، جنبًا إلى جنب مع تصميم مثير للحواس ديناميكي إلى أبعد الحدود، ناهيك عن باقة الخيارات الإضافية والعديد من التجهيزات التي يمكن اختيارها وفقًا لأذواق الزبائن كل على حدة!

أيضًا، وبخلاف الطراز DB9، سيتوافر الموديل DB11 بمحرك من ثماني أسطوانات V8 سيتم إطلاقه قريبًا، وقد يُستعار على الأرجح من الفرع الرياضي AMG. وإذا ما تم اعتماده سيكون إضافة كبيرة لهذا الطراز عالي الأداء.

وعلى صعيد الأداء، فإن المنافسين المباشرين لـ DB11 هما مازيراتي غران توريسمو وبي إم في M6، ولكن طراز مازيراتي مدعم مع الفئة غران توريسمو MC بمحرك V8 سعة ٤.٧ لترات ويولد ٤٥٤ أحصنة، في حين يخترق الحاجز المئوي من السكون في غضون ٤.٩ ثانية. أما الطراز M6، فمدعم بمحرك V8 سعة ٤.٤ لترات بقدرة ٥٦٠ حصانًا، ويصل لسرعة ١٠٠ كلم/ساعة من السكون في غضون ٤.٢ ثانية. وفي كلتا الحالتين، فإن DB11 يتفوق على غران توريسمو وM6 في ما يتعلق بأداء المحرك ومستويات التسارع!

وبالانتقال إلى بعض مواضع الضعف، نجدها تنحصر مع الوافد الجديد في المقاعد الخلفية الصغيرة للغاية والتي لا تستوعب راكبين بالغين بأي حال من الأحوال، ولا نعرف استخدام لها تحديدًا. أيضًا، تفتقر DB11 إلى العديد من الأنظمة الإلكترونية المتطورة غير التقليدية التي تساعد السائق، لاسيما في ما يتعلق بشق السلامة والأمان!

قد يعجبك ايضا