مرسيدس-بنز GLS الجديدة لعام ٢٠٢٠: جيل ثالث وجرأة معبّرة مع أداء ممتع على كل الطرقات

تعديلات واضحة لمنافسة شرسة

بمجرد إطلاق الجيل الأول من الطراز GLS في عام ٢٠٠٦، والذي عُرف وقتذاك باسم الفئة GL، لم يعد عالم السيارات الترفيهية الرياضية مُتعدّدة الاستخدامات SUV كما كان سابقًا؛ فسرعان ما حازت أكبر عروض ماركة شتوتغارت الكروسوفر ثقة زبائنها في كل أنحاء العالم، والفضل يعود بطبيعة الحال إلى عملانيتها الكبيرة وقدراتها العالية مع باقة مميزة من التقنيات المتطورة والتجهيزات الغنية.

وفي عام ٢٠١٢، قدّمت مرسيدس-بنز الجيل الثاني من الفئة GL، وبعدها بثلاثة أعوام تقريبًا أخضعت تلك الـSUV كبيرة الحجم التي تضمّ ثلاثة صفوف من المقاعد لتحسينات محدودة داخليًّا وخارجيًّا، كما استفادت من اسم جديد وهو GLS.

ومن نافذة معرض نيويورك الدولي للسيارات ٢٠١٩ أطلّ علينا الجيل الثالث من GLS الذي بات يستفيد من مساحات أكبر وراحة معزّزة وأيضًا مستويات فخامة أعلى، وإن لم تتغيّر كثيرًا على صعيد الخطوط الخارجية، تحديدًا على مستوى المقدّم!

جاءت GLS الأحدث لعام ٢٠٢٠ لتنافس مباشرة موديلات بحجم بي إم دبليو X7 ولينكولن نافيغاتور وأيضًا كاديلاك إسكاليد.

 

خطوط خارجية مألوفة لم تتخلَّ عن الهيئة “الصندوقية”!

بوجه عام، جاءت التحديثات الجديدة على الخطوط الخارجية متمثّلة في شبك التهوئة الأمامي الجديد الذي يتضمّن حاليًّا شفرات أفقية أضخم، مع عدم الاستعانة بتحسينات ثورية مقارنة بالطراز السابق “صندوقي” الهيئة بدوره. جاءت المصابيح الرئيسية أنحف مع تصميم مربّع مثل الذي رأيناه مع GLE الشقيقة. أبرز التغييرات جاءت على المؤخّر، لا سيما مع التخلي عن المصابيح الطويلة لصالح وحدات ضوئية أنحف تمتدّ لتصل إلى الباب الخلفي. وعلى صعيد مستويات الانسيابية انخفضت معدّلات الجرّ من ٠.٣٥ إلى ٠.٣٢ درجة على مقياس “سي إكس”، وهذا معدّل رائع بالنسبة إلى SUV  كبيرة الحجم.

كل الراحة والتّرف لسبعة ركاب

وبالانتقال إلى المقصورة الداخلية للطراز GLS الأحدث، نجدها مغايرة تمامًا لمقصورة الجيل السابق. ورغم أن المقصورة الجديدة استعارت بعض لمسات الفئة S السيدان الحالية التي قُدّمت في عام ٢٠١٣ فإنها تتضمّن كذلك خصائص ولمسات متفرّدة.

وفي هذا السياق، جاءت فتحات المكيّف في تابلوه الأدوات الوسطية وأيضًا أمام الراكب الأمامي مستطيلة عوضًا عن الدائرية مع الفئة S. وشأنها شأن أي SUV كبيرة الحجم جاءت المقصورة الداخلية لـGLS الأحدث تستعين بتابلوه أدوات وسطية عريض، كما جاءت لوحة القيادة عريضة أيضًا، في حين جاءت الشاشتان المثبّتتان بلوحة القيادة قياس ١٢.٣ بوصات لكل منهما، تتطابقان مع الشاشتين التي رأيناهما مع الفئة S.

ومِن البديهي القول إن GLS هي سيارة SUV فخمة للغاية؛ فمعظم الأسطح مكسوّة بالجلود الفاخرة وهناك قشور خشبية طبيعية على ألواح الأبواب وخيوط مطرّزة في الأجزاء السفلية من لوحة القيادة والكونسول الوسطي وألواح الأبواب. ويُمكن للزبائن اختيار ما يفضّلونه من الألوان المتاحة والمكوّنات العديدة المتوافرة، بما في ذلك جلود ألكانترا.

وجاءت GLS الجديدة لعام ٢٠٢٠ بمقوّد أحدث مع أزرار حسّاسة للمس يُمكنها قراءة حركة اليد أفقيًّا أو رأسيًّا، تمامًا مثلما هو الحال في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية. وتتضمّن المقصورة أضواء داخلية هادئة محدودة بـ٦٤ لونًا تطلّ من محيط الكونسول الوسطي والعديد من المواضع الأخرى، وهناك كذلك مقاعد محسّنة يُمكن ضبط وضعيتها كهربائيًّا أكثر راحة من ذي قبل.

ومن خلال الاستعانة بقاعدة عجلات أطول نسبيًّا، تُرجم ذلك إلى الحصول على المزيد من المساحات لمنطقة الأرجل في الصف الثاني من المقاعد، وللمرة الأولى يُمكن اختيار مقعدين كبيرين مريحين للغاية في الصف الثاني عوضًا عن المقاعد الثلاثة التقليدية. ومع الصف الثالث يُمكن اختيار مقاعد بخاصية التدفئة، علمًا بأن المكيّف الذي يُمكن برمجة خياراته أوتوماتيكيًّا يمكن فصل درجة حرارته في أربع مناطقة مختلفة.

ومثلها مثل باقي سيارات مرسيدس-بنز جاءت GLS الجديدة تتضمّن النظام المعلوماتي الترفيهي الأحدث MBUX الذي يعرض المعلومات على الشاشتين الكبيرتين.

خيارات مُحرّكات نشطة فئة V6 وV8

على الصعيد الميكانيكي، وبصورة مبدئية، هناك خياران لمحركات الجيل الثالث من GLS. وفي هذا السياق، وللمرة الأولى، ربطت مرسيدس-بنز محركها فئة V8 سعة ٤ لترات المزوّد بشاحنَي هواء “توربو” بنظام كهربائي (٤٨ فولت) من خلال نظام “المُولّد الكهربائي-بادئ التشغيل” المُدمج. وباتت المحصّلة النهائية الحصول على نظام هجين معتدل. ويولد هذا المحرك القوي ٤٨٣ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٧٠٠ نيوتن/متر.

أما النظام الكهربائي، والذي يُدعى EQ Boost، فيُضيف ٢١ حصانًا و٢٥٠ نيوتن/متر من عزم الدوران، لتبلغ الطاقة الإجمالية ٥٠٤ أحصنة و٩٥٠ نيوتن/متر من عزم الدوران، علمًا بأن هذه الطاقة القصوى لا تتوافر إلا لفترة زمنية محدودة.

يأتي المحرك السابق مدعمًا بالطراز GLS580 الذي يَخلف الطراز GLS550. أما الطراز الثاني، أي GLS450، فيستفيد بدوره من النظام EQ Boost. ويأتي هذا الموديل مجهّزًا بمحرك فئة V6 سعة ٣ لترات يولد ٣٦٢ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٥٠٠ نيوتن/متر. ويُضيف النظام الكهربائي ٢١ حصانًا مع عزم دوران يبلغ ٢٥٠ نيوتن/متر، لتصل الطاقة الإجمالية إلى ٣٨٣ حصانًا و٧٥٠ نيوتن/متر من عزم الدوران!

ويتّصل المحركان بعلبة تروس أوتوماتيكية من تسع نسب تنقل عزم الدوران لنظام دفع رباعي دائم. وبالإضافة إلى الاستعانة بقابض فاصل متعدد الصفائح وخاصية “العزم عند الطلب” فإن GLS الجديدة تستعين كذلك بنسب تروس منخفضة للقيادة الوعورية.

وتأتي GLS كذلك مدعّمة بنظام التعليق الهوائي المتأقلم “آيرماتيك”، مع خاصية التخميد المتأقلمة ضمن التجهيزات القياسية.

مرسيدس-بنز الفئة GLS الجديدة… ما لها وما عليها:

بوجه عام، حظي الجيل الثاني من GLS بنجاح لافت، لكن لم تَسِر الأمور على ما يرام بعد أن أطلقت لينكولن موديلها نافيغاتور الأحدث وقدّمت بي إم دابليو طرازها الجديد كليًّا X7. لقد باتت GLS السابقة قديمة وعفا عليها الزمن مقارنة بالمنافسين الأحدث.

لذا، أتى الجيل الثالث ليعالج هذه الثغرة الواضحة، من خلال الاستعانة بتقنيات متطوّرة للغاية ومكوّنات أحدث ومحركات ذات أداء عالٍ. وقد لا تكون GLS الأحدث جذّابة خارجيًّا بشكل يخطف الأبصار مثل X7، لكنها تستعين بأفضل مقصورة في فئتها، كما أنها الوحيدة التي تستعين بنظام دفع هجين معتدل مع محركيْها فئة V6 وV8!

أما عن مواطن الضعف -إذا جاز التعبير- فتكمن أبرزها في عدم إخضاع الشكل الخارجي لتحسينات جذرية ملحوظة مقارنة بالجيل السابق والاحتفاظ مجددًا بالهيئة “الصندوقية” نفسها للجيلين الأول والثاني، وهو ما قد يفقد الوافد الجديد بعضًا من رونقه، لا سيما مع المنافسة الضارية من العروض الممهورة بتوقيع كاديلاك وبي إم دابليو، على وجه الخصوص.

 

GLSLuxuryMercedesSUVاس يو فيجي ال اسفخمةمرسيدس