مرسيدس-بنز Generation EQ الاختبارية: جيل مقبل من سيارات الـSUV الكهربائية

رغم أن دورة هذا العام من معرض باريس الدولي للسيارات التي أقيمت في أيلول (سبتمبر) الماضي حظيت بمشاركات مميزة على الصعيد الاختباري، منها النماذج التصورية رينو تريزور وليكزس UX وفولكسفاغن I.D. على سبيل المثال، الا أن الجوهرة الحقيقية في المعرض في ما يتعلق بالسيارات الاختبارية كانت تلك الـSUV الكهربائية التجريبية التي تُدعى Generation EQ العائدة إلى مرسيدس-بنز والتي تكمن أهميتها كونها تحمل بين طياتها عائلة جديدة من السيارات الكهربائية تحت العلامة الجديدة EQ.

وتؤكد ماركة شتوتغارت على أن سيارتها الاختبارية الجديدة ليست مدعمة بنظام دفع رباعي للعجلات فحسب، وإنما تم إعداد هذا النظام للإنتاج بشكل كبير، ما يعني أن النسخة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع قد نراها في الغد القريب المنظور.

وإذا ما تعلمنا شيئًا من العروض الاختبارية التي يتم إطلاقها على مدار الأعوام السابقة، فإنه يمكن القول إن سيارات المستقبل ستكون “جنونية” بشكل لافت، كما أن المقصورات الداخلية ستكون أشبه بتلك التي نراها في أفلام الخيال العلمي مقارنةً بما تعودنا عليه. ولكن، ورغم أن هذه السيارة مُعدّة للإنتاج فإن هذا لا يعني بالضرورة الاحتفاظ بمستوى “الخيال العلمي” نفسه داخل مقصورة Generation EQ مع النسخة التجارية، وإن ستكون مقصورة الفئة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع جامحة نسبيًا مع التأكيد على مستويات العملانية أيضًا.

تصميم ديناميكي آسر… مع صبغة عصرية متطورة

على صعيد الخطوط الخارجية، تستعين Generation EQ الكهربائية الاختبارية بخطوط ديناميكية واضحة من مختلف الجوانب، علمًا بأن أبرز ما في التصميم الخارجي هو شبك التهوئة الأمامي الذي يتضمن شعار مرسيدس مضاء بلون أبيض والعديد من الخطوط الأفقية المضاءة بلون أزرق.

ومن المؤكد أن السيارات الكهربائية لا تحتاج إلى شبك تهوئة بالمعنى الحرفي، إذ ينتفي الحاجة إلى الاستعانة بممرات هوائية، لذا قامت مرسيدس-بنز بابتكار شبك تهوئة يتضمن شرائط ضوئية من فئة LED، يحاكي شبك التهوئة الفعلي الذي نراه على السيارات التي تسير على الطرقات حاليًا، والهدف يتمثل في اعتماد مقدم عصري بعيد على الملل. وبالمثل، جاء المصباحان الرئيسيان مدمجين بكل زاوية علوية من زوايا المقدم، كما يبرز شريط LED طويل يحيط بحواف وجوانب شبك التهوئة، ما يجعل من مقدم Generation EQ واحدًا من أفضل مقدمات العروض الاختبارية الكهربائية بالكامل خلال الآونة الأخيرة.

كذلك يلفت نظرك ذلك التصميم المقعّر للأسطح على الأجزاء السفلية من الصادم الأمامي، مع فتحتين صغيرتين مجوّفتين على كل زاوية. ومن غير المعلوم إذا ما كانت هذه الفتحات تعمل على تبريد الكبح من عدمه، ولكنها ذات تصميم رياضي جذاب في المطلق. أيضًا، جاء كل من الغطاء الأمامي والسقف مزينًا بلمسات سوداء براقة تحاكي لون الأجزاء المحيطة بشبك التهوئة الأمامي.

وبالانتقال إلى الجوانب، من الملاحظ أن تلك السيارة الاختبارية مصممة حول قواعد سيارة SUV صغيرة أو كروسوفر مدمجة؛ إذ جاءت أبعادها القياسية مألوفة كما يميل خط السقف إلى الخلف باتجاه المؤخر. وفي منتصف السقف، نجد لمسات سوداء براقة بينما يزيّن حوافه الجانبية لون فضي جذاب، لتتمة الطابع الرياضي بوجه عام. ويمكن القول إن تصميم النوافذ الجانبية وكذلك الربع الزجاجي الخلفي، لم يختلف عن ذلك المعتمد في عروض مرسيدس-بنز الحالية. أما الشفرات الجانبية، فيزيّنها الشريط الضوئي الأزرق نفسه فئة LED الذي سبق ورأيناه على المقدم، في حين لا تتوافر مقابض أبواب خارجية تقليدية. كما تم الاستغناء عن المرايا الجانبية التقليدية لصالح كاميرات صغيرة تعرض صورها على شاشات خاصة داخل المقصورة.

ولا يمكن إغفال الطابع الجذاب للجهة الخلفية، والذي يتضمن كل ما يحتاج إليه الزبائن من سيارة SUV رياضية. وفي هذا الإطار، جاء اللوح الزجاجي الخلفي قصيرًا وعريضًا، شأنه شأن المؤخر نفسه، فضلاً عن عدم غض الطرف عن المصابيح الخلفية فئة LED والتي يحيط بها الشريط الضوئي الأزرق فئة LED ذاته! وترتبط هذه المصابيح بحواشٍ سوداء براقة يتوسطها شعار مرسيدس-بنز.

مقصورة مستقبلية حالمة

تتضمن المقصورة أربعة مقاعد مستقلة، مُدمج في مساند الرأس الخاصة بها سماعات لتجربة صوتية استثنائية. وهناك كذلك شاشة كبيرة مستطيلة خلف المقود، إلى جانب شاشات أخرى مدمجة بمساند الرأس للمقاعد الأمامية.

لذا، فإن مقصورة Generation EQ الجديدة تجمع بين التصميم المستقبلي الحالم والتقنيات المتطورة. وفي هذا السياق، جاء الصف العلوي من لوحة القيادة مكسوًا بجلد بني داكن اللون يحيط بالمنطقة العلوية بالأبواب الجانبية كذلك. وهناك شريط ضوئي أزرق اللون فئة LED يفصل المنطقة العلوية من لوحة القيادة عن تلك السفلية.

وعلى كل جانب من جوانب لوحة القيادة، هناك فواصل أو قواطع غريبة تبدو وكأنه يخرج منها إسقاط ضوئي هولوغرامي أزرق اللون. وخلف المقود الدائري ذات النهايات المسطحة، تقبع لوحة عدادات مستطيلة الهيئة بقياس 24 بوصة تبدو كأنها تعمل عمل شاشة النظام المعلوماتي الترفيهي وأيضًا النظام الملاحي.

أما المقود، فقد جاء بلونين أبيض وفضي مع ثلاثة أذرع: ذراعان جانبيان يتضمنان أزرارًا عاملة باللمس، بينما يستقر شعار مرسيدس-بنز في مركز المقود ويحيط به شريطًا ضوئيًا أزرق فئة LED. وبالمثل، يطل من محيط الأبواب أضواء LED تضفي شعورًا بالانشراح على الركاب، كما تتوافر مقابض أبواب داخلية تقليدية، وكذلك أزرار وعتلات تحكم حساسة للمس خاصة بالنوافذ.

ولبس الكونسول الوسطي مظهرًا طافيًا في منتصف المقصورة، كما تراصت عليه أزرار وعتلات تحكم جميعها حساسة للمس. وفي الجهة الأمامية من الكونسول الوسطي، هناك شاشة تتيح للسائق التحكم في وظائف مختلفة من ضمنها المكيف الأوتوماتيكي، على سبيل المثال لا الحصر.

وجاءت المقاعد الأربعة مستقلة وغُطيت وسائدها الجانبية بجلد أبيض مع ثقوب صغيرة تضفي طابعًا جذابًا، مقابل جلود بنية داكنة للأجزاء الوسطية. وبمجرد دخول السائق إلى السيارة، تستقبله “أجواء مرحبة” خاصة من خلال أضواء زرقاء كهربائية تنبعث من أنحاء عدة، كما تنبعث أضواء أخرى من محيط الثقوب الصغيرة في الأبواب والمقاعد سرعان ما تخبو تدريجيًا، بينما تتوهج لوحة العدادات تدريجيًا.

نظام دفع كهربائي بالكامل

تستفيد Generation EQ الاختبارية من زوج من المحركات الكهربائية تنتج 402 أحصنة مع أقصى عزم دوران يبلغ 700 نيوتن متر، والفضل في ذلك يعود إلى مكونات البطارية القابلة للتوسع والتي تبلغ قدرتها أكثر من 70 كيلوواط، كما يُنقل عزم الدوران إلى العجلات الأربع بصورة دائمة. وحسب ماركة شتوتغارت، فإن مدى المسافة المقطوع لهذه السيارة التصورية الجديدة يصل إلى 500 كلم قبل الحاجة إلى إعادة الشحن مجددًا. ويكفل المحركان الكهربائيان اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 5 ثوانٍ تقريبًا.

وبطبيعة الحال فإن هذه الأرقام هي أقصى كفاءة لهذه البطارية والمحركات الكهربائية المعتمدة، ما يعني عدم ترجيح رؤية أي منها بالنسخة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع.

وسنرى ما إذا كانت مرسيدس-بنز ستفي بوعودها الطموحة التي قطعتها على نفسها في ما يتعلق بتلك السيارة الخضراء الكهربائية والتي تنحصر أغلبها في قدرة سيارتها Generation EQ على قطع مسافة 500 كلم، أم إن موديلها المنتظر سيصبح خيارًا كهربائيًا متواضعًا آخر ينضم إلى عروض بحجم نيسان ليف التي تقطع حتى 172 كلم وبي إم في i3 التي تقطع حتى 290 كلم. وحده الوقت كفيل بالرد على هذا التساؤل.

قد يعجبك ايضا