فولكسفاغن T-Cross Breeze الاختبارية: متعة القيادة في الهواء الطلق

لا شك بأن معرض جنيف الدولي للسيارات 2016 يُعد واحدًا من أهم معارض السيارات للصانع الألماني فولكسفاغن؛ إذ تحاول ماركة شتوتغارت التعافي من أثر فضيحة “ديزلجيت” أو “انبعاثات الديزل” التي ألمّت بها منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، وذلك عبر إطلاق عدد من العروض المهمة التي قد تسهم في إعادة تعريف الزبائن بفولكسفاغن في ثوبها الجديد.

ويعتبر النموذج التصوري T-Cross Breeze واحدًا من هذه السيارات الجديدة، كونه يحمل بين طياته لمحة مستقبلية لموديل كروسوفر مصنف في مرتبة أدنى على صعيد الحجم من الشقيق تيغوان، وذلك ضمن عروض الشركة من فئات الـSUV.

جاءت تلك الاختبارية المميزة بحلة مكشوفة في المعرض السويسري الأخير، على غرار نيسان مورانو كروس كابريوليه ورانج روفر إيفوك المكشوفة، مع تأكيد ماركة شتوتغارت أن الغرض من إطلاق T-Cross Breeze الاختبارية يكمن في الكشف عن سيارة مرحة ومثيرة وبسعر في متناول الجميع وتلائم القيادة اليومية التقليدية.

وفوق هذا وذاك، يوفر المحرك المتاح للنموذج التصوري الجديد أيضًا لمحة عن خيارات المحركات المستقبلية للصانع الألماني؛ إذ جرى تدعيم T-Cross Breeze الجديدة بمحرك بنزيني سعة ليتر واحد مع شاحن هواء “توربو” يولد 110 أحصنة. وبفضل وزنها الخفيف الذي يصل إلى 1250 كلغ، يمكن لتلك الاختبارية اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 10.3 ثواني فقط.

تصميم ديناميكي لافت

تعكس أبعاد الاختبارية T-Cross Breeze انتماءها إلى فئات العروض الترفيهية الرياضية متعددة الاستخدامات SUV من الحجم المدمج؛ إذ يبلغ الطول الإجمالي 4132 ملم، العرض العام بقياس 1798 ملم، أما الارتفاع فيبلغ 1562 ملم مع غلق السقف، وطول قاعدة العجلات 2565 ملم، وهو ما يكشف عن مساحات فائضة قصيرة أمام المحاور الأمامية والخلفية تجسد الطابع الرياضي المعزز.

وبوجه عام، وعلى صعيد الخطوط الخارجية، يمكن تسجيل ذلك التشابه الملحوظ بين T-Cross Breeze والنموذج التصوري T-Roc الذي قدمته فولكسفاغن بمعرض جنيف نفسه عام 2014؛ فهناك تطابق يصعب إغفاله على صعيد شبك التهوئة الأمامي العريض والمصابيح الرئيسية النحيفة. ومع T-Cross Breeze، بات الصادم الأمامي أكثر رقيًا بينما تتخذ مصابيح الضباب هيئة مربعة جذابة، خلافًا للهيئة الدائرية لمصابيح ضباب طراز T-Roc. أيضًا، تميزت T-Cross Breeze بدعامات حماية سفلية من الألمنيوم في الأمام.

ومن الجوانب، يهيمن خطان جانبيان على T-Cross Breeze التصورية، بما في ذلك الخط الذي ينساب من أقواس العجلات الأمامية مرورًا بمقابض الأبواب ووصولاً للمصابيح الخلفية. أيضًا، هناك عتب جانبي مصنوع من الألمنيوم وعجلات ذات تصميم مميز قياس 19 بوصة مصنوعة من خلائط الألمنيوم.

من الخلف، تستفيد اختبارية فولكسفاغن من غطاء عريض لصندوق الأمتعة يتضمن مصابيح خلفية فئة LED مدمجة. أيضًا، يمكن تتبع دعامات الحماية السفلية المصنوعة من الألمنيوم في الخلف، والطلاء الخارجي الجذاب بلون أخضر صيفي معدني، بينما يضيف اللون الأسود للسقف القماشي اللين تناقضًا متناغمًا على السيارة.

مقصورة مستقبلية الطابع لا ينقصها الترف

عادة ما يحمل تصميم مقصورات العروض التصورية نزعة راديكالية بوصفه ورقة رابحة دائمًا ما يلعب عليه الصانعون لاستمالة زوار المعارض وانتزاع آهات الإعجاب منهم دون أي تقيد بالاعتبارات التقنية التي تحكم عالم سيارات اليوم. ولم تختلف مقصورة T-Cross Breeze عن التوجه السابق. وعلى الرغم من وجود بعض العناصر شأن النظام الصوتي عالي النقاء فئة “بيتس” بقدرة 300 واط مع مضخم صوت مدمج بالكونسول الوسطي، وهي عناصر مدعمة بعروض فولكسفاغن الحالية، فإن هناك العديد من اللمسات والعناصر الأخرى التي تنتمي دون شك لعالم الغد.

وفي هذا السياق، يمكن تتبع المقاعد الأربعة المستقلة ذات الطلة الرياضية التي لم نعهدها مع أي من عروض فولكسفاغن سابقًا، كما أن الصانع الألماني أكد أنه تم الاستعانة بمكونات مميزة منسوجة جيدًا بتلك المقاعد تشبه تلك التي نراها مع الأحذية الرياضية لعلامات “أديداس” و”نايكي”.

تقنيات أكثر من متطورة

على الجانب الآخر، فإن قرار مصممي السيارة بالاستعانة بشاشة معلومات نشطة Active Info Display للوحة العدادات الرقمية، يعيد إلى الأذهان ما فعلته فولكسفاغن مع النموذج التصوري BUDD-e الذي قدم بمعرض إلكترونيات المستهلك في كانون الثاني (يناير) الماضي؛ إذ جرى وصف واجهة التفاعل على أنها جزء لا يتجزأ من الجيل المقبل لعروض فولكسفاغن، كما أن تلك النسخة المدعمة بـT-Cross Breeze تعد أقل راديكالية من تلك التي رأيناها مع BUDD-e؛ والتي ما زالت تتضمن تصميم الشاشتين ولكن لم تتبن تصميمًا مبهرجًا يشد الانتباه مقارنة بالتصميم ذاته لواجهة التفاعل مع اختبارية معرض إلكترونيات المستهلك.

ومما لا شك فيه، فإن غياب أزرار وعتلات التحكم المختلفة يتفق مع هدف ماركة شتوتغارت في إنتاج سيارات تعتمد بشكل كبير على واجهة تفاعل جديدة يتم التحكم فيها بالإيماءات. وفي مطلق الأحوال فإن T-Cross Breeze تمثل حقل التجارب لدى فولكسفاغن؛ إذ ما زالت مقصورتها تتضمن بعض أزرار وعتلات التحكم القليلة، بما في ذلك أزرار التحكم الكهربائية بالنوافذ والسقف. وتأمل فولكسفاغن في القريب العاجل أن تنجح في الاستغناء نهائيًا عن الأزرار وعتلات التحكم بالوظائف المختلفة في مقصورات عروضها.

ومن ضمن التقنيات المتطورة الأخرى التي تم تقديمها مع T-Cross Breeze، هناك تقنية جديدة تجعل السيارة تقرأ طوبوغرافيا أو تضاريس سطح الأرض لأي طريق، وذلك في أثناء التنسيق مع نظام الملاحة. وتبعًا لما تجده، يمكن تلقائيًا إخضاع السيارة لبعض التغييرات التقنية، لا سيما على محركها ومخمدات التعليق والتوجيه، لتلائم جميعها تضاريس الطرقات المرتادة.

نشاط بيئي

على الصعيد الميكانيكي، تستعين T-Cross Breeze بمحرك بنزيني سعة ليتر واحد مع شاحن هواء “توربو” يولد 110 أحصنة مع أقصى عزم دوران يبلغ 175 نيوتن متر عند عدد دورات يبلغ 1500 د.د.

ويتصل بالمحرك علبة تروس أوتوماتيكية مزدوجة القابض الفاصل من سبع نسب. وبفضل وزن T-Cross Breeze الخفيف الذي يصل إلى 1250 كلغ، يمكن لتلك الاختبارية اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 10.3 ثواني فقط.

ولهؤلاء الباحثين عن وسيلة تنقل مريحة في الهواء الطلق، سيمكن نظريًا قطع مسافة قدرها 800 كلم قبل الحاجة لإعادة التزود بالوقود ثانية، والفضل في ذلك يعود إلى معدلات استهلاك الوقود اللافتة التي تبلغ 5 ليترات لكل 100 كلم مقطوعة.

قد يعجبك ايضا