“إلون ماسك” يتوقع طرح سيارة ذاتية القيادة نهاية العام الجاري

تعتزم تيسلا موتورز أن تجعل من عروضها قادرة على السير ذاتيًّا بالكامل دون تدخل كان لأي عنصر بشري، بنهاية عام ٢٠١٧ المقبل، وهو ما يجعلها تحت رحمة جدول زمني صارم وضيق للغاية، رغبةً في أن تسبق باقي الصانعين الآخرين الذين يأملون في طرح سيارة ذاتية القيادة بالكامل في الأسواق!

وكان “إلون ماسك”، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا موتورز، قد صرّح مؤخرًا بأن سيارات شركته الكهربائية ستصبح قادرة على السير من الساحل الشرقي حتى الغربي أو العكس في الولايات المتحدة الأميركية، أي مِن منزل أحدهم في مدينة لوس أنجليس إلى “ميدان التايمز” بنهاية العام المقبل، قبل أن تقوم بالركن أو الاصطفاف نفسها بنفسها، دون الحاجة إلى أي لمسة بشرية!

ووفقًا لأحدث تقرير من مطبوعة “فاينانشيال تايمز” البريطانية المعنية بالشؤون الاقتصادية، فإن تلك الأنباء المتعلقة بإسراع وتيرة خطط تيسلا موتورز في تطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل، تأتي رغم وفاة أحد ملاك عروض تيسلا في حادث تصادم أليم في الولايات المتحدة الأميركية مطلع العام الجاري، وهو خلف مقوّد سيارته التي كان يتحكم فيها وقتذاك نظام “الملاح الآلي” Autopilot.

وتواجه الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًّا لها دعوى قضائية في الصين، على خلفية وفاة شخص آخر، على الأرجح بسبب نظام “الملاح الآلي”، رغم أن تيسلا موتورز نفت قطعيًّا أن يكون لنظامها شبه ذاتي القيادة أي علاقة بهذه الوفاة!

وأدّت وفاة الأميركي “جوشوا براون” الذي كان يبلغ من العمر ٤٠ عامًا عندما اصطدمت سيارته “موديل S” لعام ٢٠١٥ بمقطورة جرارة في شهر أيار (مايو) الماضي ببلدة “ويلستون” في ولاية فلوريدا الأميركية، إلى قيام تيسلا موتورز ببعض التعديلات والتحسينات على تقنيات القيادة الذاتية بعروضها، وهو ما أفسح المجال لإعطاء أهمية قصوى للإشارات التي يتم التقاطها من الأنظمة الرادارية المدعمة بالسيارة، عوضًا عن الاعتماد بشكل كبير فقط على الكاميرا الأمامية، كما كان الأمر سابقًا. ويُرجح أن تكون تلك الحادثة بسبب فشل كاميرا السيارة على أن تحدد وتميّز الجانب الأبيض من المقطورة الجرارة بسبب ضوء الشمس الساطع، وذلك في أثناء انعطاف المقطورة أمام السيارة الكهربائية من الجانب الأيسر بشكل فجائي، وهو ما أسفر عن عدم تفعيل خاصية الكبح الأوتوماتيكي، واصطدام سقف “موديل S” بعنف ثم انحشاره بالجانب السفلي من المقطورة!

ومثّل تقديم الشركة الأميركية لنظام “الملاح الآلي” Autopilot قبل عام، أكثر صيغ تقنيات القيادة الذاتية تطورًا وتعقيدًا في هذا الوقت، وعندها حذر الكثيرون بأن تيسلا موتورز تسير بخطوات متسارعة للغاية من أجل تقديم هذه التقنيات للجمهور. ورغم كل ذلك فإن “ماسك” أقدم على خطوة جريئة أخرى نحو تقنيات القيادة الذاتية، معللاً بأنه سيتم إنقاذ مزيد من الأرواح مقارنة بالخوف من تطبيق وتبني هذه التقنيات فعليًّا!

بل إن المسؤول التنفيذي الكبير ورجل الأعمال الأميركي المثير للجدل، ذهب إلى أبعد من ذلك؛ إذ قام مؤخرًا بانتقاد الصحفيين بما وصفه بالتغطية الإعلامية المكثفة لوفاة الأميركي “براون”، محذرًا إياهم من أن محاولة إثناء العامة عن شراء السيارات ذاتية القيادة تسهم دون شك في قتل هؤلاء الأشخاص، كما اتهم “ماسك” الصحفيين بندرة التغطية الصحفية التي تولي اهتمامًا ملحوظًا لسقوط ما يقرب من ١.٢ مليون قتيل سنويًّا في حوادث التصادم!

ومن أجل الدفاع عن تقنياتها ونظامها “الملاح الآلي” Autopilot، أكدت تيسلا موتورز على أن جميع سياراتها المصنوعة من الآن فصاعدًا ستأتي مدعمة بكاميرات ومكونات صلبة أخرى لازمة تجعلها ذاتية القيادة بالكامل، كما أن تحديث البرمجيات بعد ذلك سيسهم بفعالية في تعزيز إمكانات هذه التقنيات.

ومع سياراتها الجديدة، بما في ذلك الطراز “موديل ٣” المقبل، ستتم الاستعانة بثماني كاميرات، عوضًا عن كاميرا واحدة كان يتم تدعيمها بالموديلات الحالية. كما ستستعين السيارات الجديدة بأنظمة رادارية وفوق صوتية محسّنة، إلى جانب حاسوب مدمج بالسيارة يتميّز بالاستعانة بمعالج ذي قدرة أعلى بمقدار ٤٠ مرة مقارنةً بقدرة المعالجات الحالية.

أيضًا، ستضطلع السيارات المدعمة بالمكونات الصلبة الجديدة في البداية بمهام أقل لمساعدة السائق مقارنةً بتلك التي توفرها العروض الحالية المجهزة بنظام “الملاح الآلي”، وذلك حتى يتسنى لتيسلا موتورز جمع بيانات القيادة المطلوبة لـ”تدريب” الذكاء الاصطناعي الجديد بتقنياتها المنتظرة. ولكن، يأمل “ماسك” أن يتم التوصل إلى “خاصية مماثلة” للعروض الحالية بحلول شهر كانون الأول (ديسمبر)، على أن يعقب ذلك القيام بتحسينات بصفة دورية كل شهرين أو ثلاثة.

ولضمان فعالية تلك التقنيات ومواءمتها لكل الأمور المتعلقة بالسلامة والأمان على الطرقات، فإنه سيتم اختبارها أولاً ضمن سيناريوهات حقيقية مع كل عروض الشركة من السيارات، وسيتم تشغيل برمجيات تلك التقنيات “في الخفاء” أولاً أو في “وضعية الظل” Shadow Mode، من أجل إرسال تقارير عن الخطوات التي سيتم اتخاذها في سيناريوهات متنوعة. وبعد أن تثبت تلك البرمجيات كفاءتها في التعامل مع ظروف القيادة التقليدية سيتم تفعيلها.

ولا يمكن القول إن المنافسة هيّنة؛ إذ ينافس تيسلا موتورز كلًا من شركات السيارات والشركات المتخصصة في تطوير التقنيات على حد سواء؛ إذ تقوم شركة مثل “أوبر” Uber حاليًّا على استخدام أسطول من سياراتها مزوّد بقدرات محدودة للقيادة الذاتية في مدينة “بيتسبيرغ” الأميركية.

ولكن، يظل السؤال الأكثر أهمية: هل الأهم هو السرعة في تقديم تلك التقنيات ذاتية القيادة للجمهور، أم تقديم تقنيات تتسم بالكفاءة العالية والقدرة على التعامل مع كل السيناريوهات والمخاطر على الطريق؟ حسنًا، يبدو أن تيسلا موتورز تدرك جيدًا الإجابة عن هذا السؤال، ولا تألوا جهدًا في سبيل الإسراع في تقديم تلك التقنيات مع تعزيز كفاءتها بشكل كبير، كما أن نهاية العام المقبل ليست بالفترة البعيدة، لذا كل ما علينا أن نفعله هو أن ننتظر لنرى!

قد يعجبك ايضا