مرسيدس-بنز الفئة GLC لعام 2020: تشعل المنافسة في فئة الكروسوفر النخبوية المدمجة

مرسيدس اشعلت المنافسة بقوة في قطاع مركبات الكروسوفر المدمجة

لم تمضِ سوى أربعة أعوام تقريبًا على إطلاق الكروسوفر الجذّابة GLC العائدة إلى مرسيدس-بنز، حتى قرّرت ماركة شتوتغارت إزاحة الستار عن نسخة محسّنة تُمثّل تحديثات “منتصف العمر” من الموديل نفسه، من خلال نافذة معرض جنيف الدولي للسيارات في دورته الأخيرة التي اختتمت فعالياتها قبل أسابيع قليلة.

ورغم أن GLC السابقة لعام ٢٠١٦ كانت تُمثّل جيلًا ثانيًا -إذا جاز التعبير- من الفئة GLK التي قدّمتها مرسيدس-بنز في عام ٢٠٠٨، لم تأتِ GLC الأحدث لعام ٢٠١٩ بتحديثات راديكالية أو ثورية؛ فهي في الأساس نُسخة محسّنة بعمق ليس إلا، لكنّ هناك العديد من اللمسات المتفرّدة الجديدة دون شك.

تحسينات على نار هادئة!

بوجه عام، جاءت التحديثات الجديدة على الخطوط الخارجية “محدودة”، وتحتاج إلى عين خبير لالتقاطها، لكن أبرزها أضواء LED في أثناء وَضح النهار وكذلك المصابيح الرئيسية، مع العديد من لمسات الكروم التي يُمكن تتبّعها على المقدّم في المجمل، إلى جانب توافر تقنية متطوّرة للمصابيح الأمامية تحت الاسم “نظام الإضاءة الذكي فئة LED” ضمن التجهيزات الإضافية. ومن الخلف يُمكن ملاحظة المصابيح الخلفية المحسّنة ضمن أبرز التحسينات الجديدة.

 

مقصورة فخمة بتقنيات متطوّرة

بمجرّد الجلوس داخل مقصورة الطراز GLC الأحدث ستظنّ على الفور أنها لم تتغيّر بصورة ملحوظة مقارنة بالموديل السابق، وهذا انطباع صحيح بشكل كبير؛ فالتصميم العام واحد، رغم أن هناك بعض اللمسات المحسّنة الجديدة أبرزها الاستعانة بمقوّد مختلف.

ويُمكن القول إنّ المقوّد ثلاثي الأذرع الجديد يتوافر بنسختين؛ واحدة ذات طابع رياضي معزّز، لا سيما مع تصميم الأذرع، والأخرى أكثر تقليدية بشكل عام.

وهناك قشور خشبية طبيعية ذات مسامات مفتوحة تتداخل مع المكوّنات الأخرى ناعمة الملمس عالية الجودة شأن الزوائد الكرومية والجلود المطرّزة، وغيرها من المعادن البرّاقة.

في مطلق الأحوال، ستشعر أنك جالس داخل إحدى سيارات مرسيدس-بنز؛ فكل شيء يحوطك يُذكّرك بذلك، وإن بدت GLC الجديدة تبدو أقرب في فخامتها من سيارات ماركة شتوتغارت الأغلى ثمنًا الأخرى.

أما عن مستويات العملانية فهناك مساحات وفيرة داخل المقصورة الداخلية للركّاب الخمسة على متنها، كما تتّسع منطقة التحميل لـ٥٦٦ لترًا وراء المقاعد الخلفية، ومع طيّ القسم الخلفي تزيد السعة لتصل إلى ١٦٠٠ لتر، وهي أرقام “معقولة” بالنسبة إلى هذه الفئة المُدمجة من سيارات الكروسوفر، لكنها أقل بكثير ممّا توفره العروض المنافسة، لا سيما آودي Q5 وبي إم دابليو X3. وفي هذا السياق تبلغ سعة التحميل مع آودي Q5 على سبيل المثال ٧٥٨ لترًا في ظلّ وجود المقاعد الخلفية، وتصل إلى ١٧١٠ مع طيّها. وتظلّ بي إم دابليو X3 هي الأفضل في تلك الفئة لجهة مساحات التحميل؛ إذ تتراوح معها ما بين ٨٢١ و١٧٨٣ لترًا.

لكن، يبدو أن جديدة مرسيدس-بنز تفوّقت في منطقة أخرى، وهي المتعلّقة بالتقنيات؛ إذ نالت GLC النظام المعلوماتي الترفيهي MBUX المتطوّر للغاية. ففي صيغته القياسية يأتي نظام MBUX مع شاشة تبدو طافية قياس ١٠.٢٥ بوصة. وإذا كانت هذه الشاشة صغيرة بالنسبة إلى البعض يُمكن اختيار النسخة الأكبر قياس ١٢.٣ بوصات.

تصميميًّا، يتضمّن نظام MBUX بين طيّاته ثلاثة تصاميم تمثّل ثلاثة أنماط مختلفة: “الكلاسيكي”، و”الرياضي”، وأخيرًا “المتطوّر” أو “بروجراسيف” الذي يأتي بتصميم أكثر عصرية مقارنة بالنمطين السابقين.

مُحرّكات متنوّعة وأنظمة إلكترونية حصرية

على الصعيد الميكانيكي، تستفيد GLC الأحدث بمحرك جديد من أربع أسطوانات سعة لترين، وهو يولد ٢٥٥ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٣٧٠ نيوتن/متر. ويتّصل هذا المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية من تسع نسب تنقل عزم الدوران للعجلات الأربع، وستتم الاستعانة بهذا المحرك مع الطراز GLC 300 4MATIC.

أمّا عن النسخة الأقوى AMG GLC 43 فستستفيد من محرك فئة V6 سعة ٣ لترات مزوّد بشاحنَي هواء “توربو”. يولّد هذا المحرك القوي ٣٦٢ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٥٢٠ نيوتن/متر. ويُمكن لتلك النسخة رياضية النّفَس بامتياز اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون ٤.٩ ثوانٍ فقط، وتسجيل سرعة قصوى مقدارها ٢٥٠ كلم/ساعة.

وهناك أيضًا النسخة الأعلى أداءً على الإطلاق مع GLC، وهي نسخة AMG GLC 63. تستفيد هذه النسخة القوية للغاية من محرك فئة V8 سعة ٤ لترات مزوّد بشاحنَي هواء “توربو”، لتكون المحصّلة ٤٦٩ حصانًا مع أقصى عزم دوران يبلغ ٦٥٠ نيوتن/متر. ويتّصل هذا المحرك بعلبة التروس الأوتوماتيكية نفسها من تسع نسب، ويُمكن الوصول إلى سرعة ١٠٠ كلم/ساعة من السكون مع هذه النسخة في زمن يبلغ ٤ ثوانٍ.

ويقوم نظام الدفع الرباعي الدائم “فورماتيك” 4MATIC الغني عن التعريف بتوزيع العزم بين المحورين الأمامي والخلفي بنسبة 45 و55 في المئة على الترتيب. أمّا مع النسخة AMG الرياضية بامتياز فإنّ نظام الدفع الرباعي يولى انحيازًا ملحوظًا للدفع الخلفي؛ إذ يتم توزيع عزم الدوران بنسبة 31 في المئة في الأمام و69 في المئة في الخلف.

وفي شأن آخر، تستفيد GLC الأحدث من العديد من التقنيات والأنظمة الإلكترونية الحصرية، أبرزها نظام الحفاظ على المسار وذلك لرصد الزوايا غير المرئية ومساعد الكَبح النشط مع خاصية التحذير مِن مرور سيارات بالجهة الخلفية في أثناء الخروج من مواقف السيارات. ولا يُمكن إغفال كذلك نظام “ديسترونيك” للحفاظ على هامش مسافة آمنة بين سيارتك والسيارة المقابلة، مع إمكانية إطلاق تنبيهات تحذيرية أوتوماتيكيًّا في حال تقلّص هذه المسافة ووصولها إلى مراحل خطيرة.

وما زالت GLC تتوافر بنظام تعليق هوائي يُمكن التحكّم فيه إلكترونيًّا مع مخمّدات يمكن ضبط وضعيتها بصورة مستمرة ضمن التجهيزات الإضافية. ويُمكن القول إن نظام التحكّم الهوائي بالهيكل ABC يسفر عنه سلوك ديناميكي راقٍ مع تولية عناية خاصة بمستويات الراحة وقدرات تحدّي الطرقات الوعرة بامتياز.

مرسيدس-بنز GLC الجديدة.. ما لها وما عليها:

يُمكن القول إن الكروسوفر GLC الحالية سيارة ذات قدرات مميّزة؛ إذ توفّر العديد من التجهيزات الفخمة المُترفة، وباقة حصرية من الأنظمة الإلكترونية المعزّزة للسلامة والأمان، وأكثر من ذلك بكثير مما تقترحه فئتها السعرية الحالية للطراز القياسي (٤٠.٠٠٠ دولار أمريكي).

لكن، مشكلتها تتمثّل في أنه مرّ أربعة أعوام عليها، وهو ما يعني ظهور حاجة ملّحة إلى إطلاق نسخة محسّنة، على أقل تقدير، وهو ما فعلته مرسيدس-بنز حرفيًّا. في المجمل استفادت GLC المحسّنة الجديدة لعام ٢٠١٩ من تحديثات خارجية “محدودة”، لكن مؤثّرة، إلى جانب الاستعانة بالنظام المعلوماتي الترفيهي المتطوّر MBUX، وأخيرًا إضافة محرك جديد رباعي الأسطوانات إلى خيارات المحركات المتوافرة.

وإذا أردنا أن نتكلّم عن نقاط الضعف فقد تتعلّق بفئتها السعرية التي لا نعرفها الحقيقة، وهنا السؤال الذي يَطرح نفسه: هل ستقوم ماركة شتوتغارت بتعيين فئة سعرية معقولة مثلما كان الحال مع الطراز الحالي أم لا؟ في النهاية، سيتوجّب على GLC الجديدة أن تنافس دومًا الموديلين X3 وQ5، وهذا يَعني أن المنافسة ستظلّ مشتعلة بين السيارات الألمانية في الوقت الحالي ومستقبلًا أيضًا!

قد يعجبك ايضا