مازدا CX-9 الجديدة: تطور نحو الأفضل

تعود إطلالة مازدا CX-9 الأولى لعقد من الزمن، وتحديدًا عام 2006 وكانت وقتها ثمرة تعاون آخر بين الصانع الياباني وفورد الأميركية. وسرعان ما كوّنت سمعة خاصة بها، مع خضوعها لتحسينات عامَي 2010 و2013. الا أن التغيير الأكبر جاء من خلال معرض لوس أنجلس للسيارات في خريف عام ٢٠١٥، حيث قدَّمت مازدا الجيل الثاني الأحدث من CX-9 لعام 2017، وهو ما يعكس قدرة الشركة اليابانية العريقة على تطوير منصة أو بنية هيكلية ومحركات خاصة بها لتلك الكروسوفر، فضلًا عن إعادة صياغة لغة تصميمية متفردة، حتى بعد انفصالها عن فورد. وبذلك نجحت مازدا في تطبيق مفهومها المميّز “زووم زووم” في قالب كروسوفر كبير الحجم غير التحديات الكبيرة.

خطوط ديناميكية جذَّابة من مختلف الجوانب

تتسم خطوط الجيل الثاني من CX-9 بالجاذبية والديناميكية. صفات نكتشفها عند التأمل بالمقدّم مع شبك تهوئة أمامي يحمل كل تفاصيل اللغة التصميمية “كودو”، كما أنه يمكن تتبع العديد من اللمسات المستوحاة من عروض CX-5 وCX-3 الشقيقة. أيضًا، فإنّ الزوائد الكرومية أسهمت في تحديد الانحناءات المميّزة في الصادم وشبك التهوئة. أمّا المصابيح الرئيسية، فتمثّل امتدادًا تصميميًّا يبرز من خطوط شبك التهوئة.

وبمعزل عن المصابيح الرئيسية النحيفة أفقية الامتداد، تمت إعادة رسم الصادم الأمامي ليتضمن فتحات تهوئة أكبر عمودية التثبيت، مع زوائد كرومية أشبه بالشفرات تلُف الأجزاء السفلية للجسد الخارجي، لتتمة الطابع الرياضي للسيارة بشكل عام.

وانسحبت كذلك الخطوط الرياضية على الجهة الخلفية، وذلك من خلال الاستعانة بزوج من المصابيح الخلفية النحيفة ذات العدسات ثلاثية الأبعاد، فضلًا عن ملاحظة شريط كرومي عريض يمتد بين المصباحين.

اشارة الى أن ارتفاع الخلوص الأرضي مع إضافة العديد من الملليمترات للطول الإجمالي وصف ثالث مِن المقاعد في المقصورة، شكّل عبئًا إضافيًّا على الوزن العام للسيارة وهو ما قد ينعكس سلبًا على القدرة الحصانية. وللتعامل مع هذه المعضلات، اختزلت مازدا العديد من الكيلوغرامات كما طوّرت نظام تعليق أكثر ديناميكية. ومع النسخ رباعية الدفع من CX-9، جرى اختزال 130 كلغ تقريبًا مقارنة بالجيل الأول من الموديل نفسه.

مقصورة أنيقة فخمة.. ومتخمة بالتقنيات

من الداخل، استغنت CX-9 عن لوحة القيادة التي لا تحمل أي هوية محددة مع العديد من الزوائد البلاستيكية في مقصورة الجيل الأول، لصالح تصميم “هجومي” غير تقليدي يتسم بالعديد من الزوايا والانحناءات، تحديدًا بلوحة العدادات.

ويستقر النظام المعلوماتي الترفيهي بأعلى لوحة القيادة وفي المنتصف تمامًا، كما تبدو الشاشة العاملة باللمس أشبه لتلك المدعمة بعروض بي إم دبليو الألمانية، ولكنها لا تنحسر داخل تجويف خاص بلوحة القيادة.

كذلك نجح مهندسو مازدا في تدعيم المقصورة بمكونات نشطة عازلة للصوت تُعزّزها سماكة النوافذ الجانبية، الأمر الذي أسهم في زيادة معدلات العزل الصوتي بنسبة 12 في المئة على سرعات تصل إلى 100 كلم/س مقارنة بالطراز السابق.

تجدر الاشارة الى أنه بات مِن الملاحظ سهولة الوصول إلى الصف الثالث من المقاعد؛ اضافة الى  أضواء LED المتوهجة وأربع وصلات للناقل العام USB ونظام “بوز” صوتي المكون من 12 سماعة ضمن التجهيزات الإضافية، إلى جانب النظام الترفيهي المعلوماتي العائد إلى مازدا CONNECT المتصل بشاشة عاملة باللمس قياس 7 أو 8 بوصات تعرض وظائف البلوتوث والملاحة والهاتف، وغيرها.

محرك نشط بقدرة 250 حصانًا

زودت CX-9 بمحرك جديد كليًّا من فئة “سكاي أكتيف” سعة 2.5 ليترات من أربع أسطوانات يستفيد من تقنية “شاحن الهواء الديناميكي”، وهو الأول من نوعه الذي يغيّر من نسبة نبضات إخراج العادم وفقًا لسرعة المحرك.

ويولد هذا المحرك المصنوع بالكامل من الألمنيوم والمزود بتقنية الضخ المباشر للوقود مع كامتين علويتين، 250 حصانًا وعزم 420 نيوتن متر،  وهو أقل قدرة بنحو 23 حصانًا مقارنة بمحرك الـ V6 السابق، ولكنه يولد عزمًا إضافيًّا بمقدار 54 نيوتن متر، كما أنه يوفّر الوقود بشكل لافت.

ويتصل هذا المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب. وعند السّير بسرعة 88 كلم/س، يحتاج السائق إلى 81 حصانًا فقط للحفاظ على السرعة على الطرقات المسطّحة، وفقًا لمازدا وذلك مع نظام الدفع الأمامي، وهو ما يعني تحسّن بمقدار 4 أحصنة مقارنة بالطراز السابق.

ويمكن للزبائن اختيار نظام الدفع الرباعي الدائم i-ACTIV AWD ضمن التجهيزات الإضافية، وهو يعتمد على 22 رادارًا استشعاريًّا تقوم بقياس أحوال سطح الطريق 200 مرة في الثانية الواحدة، مع إمكانية إرسال حتى نصف عزم المحرك للعجلات الخلفية تبعًا لذلك. وانطلاقًا من الاستعانة بالبنية الهيكلية “سكاي أكتيف”، نالت CX-9 نظام تعليق أمامي مكون من قوائم ماكفرسون وآخر خلفي من محور متعدد الوصلات.

تجهيزات سلامة متنوّعة

تستفيد CX-9 الأحدث مِن باقة متنوّعة من تجهيزات السلامة والأمان بشقيْها النشط والراكد ضمن باقة تجهيزات Mazda’s i-ACTIVSENSE الغنية عن التعريف، وهو ما يتضمن الاستعانة بنظام مثبّت السرعة الراداري MRCC الذي يعمل على سرعات تتراوح ما بين 30 و145 كلم/ساعة، مع الاستعانة برادار يستخدم الأمواج الطولية الملليمترية للوقوف الدقيق على المسافات الفاصلة بين السيارات بعضها البعض، إلى جانب نظام رصد الزوايا غير المرئية وذلك للحفاظ على المسار وأيضًا التحذير من تخطّيه، نظام التحكم في مستوى الإضاءة العالي HBC وآخر للكبح المدني الذكي SCBS، وذلك للتعرف على المسافات DRSS إلى جانب نظام التحذير من العوائق الأمامية ومعزز الكبح الذكي SBS الذي يعمل على سرعات تفوق الـ15 كلم/س، اضافة الى أنظمة التحكم الإلكترونية التقليدية شأن نظام التحكم الديناميكي في الثبات ESP، ومانع الانزلاق الكبحي والدفعي ABS وTC ومساعد الكبح BA، ونظام التحكم في تأرجح المقطورة بالخلف، وغيرها.

ومما لا شك فيه أن مازدا CX-9 لعام 2017 ما هي إلا سيارة مميزة على كل الأصعدة؛ فهي لا تتمتع بتصميم ديناميكي أخاذ فحسب، ولكن محركها المعتمد يتسم بالترشيد في استهلاك الوقود، مع علبة تروس أوتوماتيكية تنقل النسب بكل سهولة ويسر. أيضًا، هناك نظام الدفع الرباعي الفعّال، مع سلوك ديناميكي راقٍ ومقصورة مريحة وعملانية تتسع حتى سبعة ركاب. باختصار، يصعب غض الطرف عن CX-9 الجديدة بوصفها خيارًا مميّزًا في فئة الكروسوفر كبيرة الحجم ذات الصفوف الثلاث من المقاعد.

وعلى الرغم من هذه المواصفات الملفتة، الا أن CX-9 ستواجه منافسة قوية للغاية من شقيقاتها اليابانيات التي ستستغل عدم توفر محرك V6 للوافد الجديد، علمًا أن المحرك المعتمد يصدر عنه صوت عالٍ مع دوراته المرتفعة لعزم الدوران. أيضًا، ورغم أن مقصورة CX-9 تستفيد من مستويات رحابة مميّزة الا إنها ليست الأفضل بين العروض المنافسة.

ابرز مواصفات

المحرك

عدد الاسطوانات            4 مع شاحن هواء ديناميكي

السعة (ليتر)                 2.5

القدرة (حصان/د.د)         250 / 5000

العزم (نيوتن متر/د.د)      420 / 2000

المقاييس

الطول (ملم)                        5065

العرض (ملم)                      1960

الارتفاع (ملم)                     1717

طول قاعدة العجلات (ملم)      2928

انظمة ثبات القيادة           ABS/EBD/TC/BA/ i-ACTIV AWD/…

نقل الحركة

الدفع                            AWD

علبة التروس                  أوتوماتيكية سداسية النسب