رولز رويس كالينان: أغلى عروض الـ SUV في العالم.. وأكثر!

عندما يُذكَر على الملأ اسم “رولز رويس” لا يلبث أن يتدافع إلى الأذهان مفهوم الليموزين الأصيلة ذات الترف الاستثنائي غير المحدود لعلامة احتضنت على مدار تاريخها المديد موديلات عريقة، أبرزها “فانتوم” و”كورنيش” و”سيلفر شادو”، وغيرها.

لكن، مع هيمنة العروض الترفيهية الرياضية متعدّدة الاستخدامات SUV وزيادة الطلب عليها من الزبائن في معظم أسواق المعمورة ظهر قطاع جديد على الساحة، وهو فئة عروض الـSUV السوبر-نخبوية، مُتجسّدًا في بنتلي بينتايغا ولامبورغيني أوروس، قبل أن تُقرّر رولز رويس الانضمام بدورها إلى الرّكب وإطلاق موديلها كالينان!

ويبدو أنّ مسؤولي ماركة “غودوود” تأثّروا بقول “لورانس العرب” قبل نحو قرن من الزمان: “رولز رويس أعلى قيمة مِن الياقوت في الصحراء،” إذ إنّ الاسم “كالينان” مُستوحى مِن أكبر ماسة جرى اكتشافها على الإطلاق، وهي جزءٌ من مجوهرات التاج الملكي البريطاني حاليًّا، وهو ما يَعكس حقيقة أنّ كالينان هي دون شك واحدة مِن أهمّ عروض رولز رويس وأعلاها قيمة على مرّ التاريخ!

وبمعزل عن الاسم المميّز المختار بعناية فائقة فإنّ تلك الـSUV النخبوية كبيرة الحجم تمتّعت بالتصميم الكلاسيكي الجذّاب، ناهيك بمستويات الرّاحة والترف المعهودة التي هي سِمة مِن سمات باقي عروض رولز رويس، وفوق هذا وذاك، الاستعانة بمحرك مِن فئة V12 بسعة ٦.٧٥ لترًا، يولد قوة حصانية مُستخرَجة تُقدّر بـ٥٦٣ حصانًا، ونظام تعليق جديد وشاسي أكثر قساوة بنسبة ٣٠٪ من ذلك المعتمد بالشقيق فانتوم، إلى جانب نظام دفع رباعي بقدرات استثنائية على تحدّي الطرقات والمسالك الوعرة، وهو ما يجعل كالينان أوّل عروض رولز رويس المدعمة بنظام دفع رباعي دائم على الإطلاق!

وتتبقّى الإشارة إلى الفئة السعرية لكالينان الجديدة كليًّا، والتي تبدأ اعتبارًا من ٣٢٥.٠٠٠ دولار أميركي، أي أنها أغلى عروض الـSUV في العالم، وربما لسنوات أخرى قادمة!

فانتوم تحت الجلد

يمكن القول إن كولينان الجديدة ما هي إلا الطراز الشقيق فانتوم مع مؤخّر أشبه بذلك الذي نراه بعروض الواغن العملانية وخلوص أرضي مرتفع! ويعني هذا أن هذه الـSUV لا تتمتّع بخطوط أصلية تمامًا، لكنها على أي حال مُطوّرة انطلاقًا من أحدث أجيال فانتوم الذي أُخضع مؤخرًا لتحديثات وتحسينات لافتة. وبخلاف بنتلي بينتايغا التي استعانت بخط سقف رياضي انسيابي فإنّ كولينان فضّلت الاستعانة بهيئة صندوقية لتصميم جسدها الخارجي، وهو يُعيد إلى أذهاننا عروض الستايشن واغن مِن حقبة التسعينيات!

مقصورة فخمة للغاية تَليق باسم رولز رويس

يبرز العمل الحرفي المُتقن في المقصورة الداخلية لكالينان الجديدة كليًّا التي تتسع لخمسة أو أربعة ركاب؛ إذ تتمتّع بمستويات فخامة استثنائية كفّلها تداخل أجود أنواع الجلود المضادة للماء مع الخشب المُطعّم ذي التصميم ثلاثي الأبعاد والمعادن البرّاقة، فضلًا عن مستويات رحابة غير مسبوقة وغنى تقني ظاهر على غير صعيد.

لكن، ما زالت مقصورة الموديلين كالينان وفانتوم مُتطابقة، وهو أمر مخيّب للآمال؛ إذ مِن المزعج أن تُشارك SUV الخطوط التصميمية لمقصورة موديل سيدان، حتى لو كانت فانتوم ليست سيدان تقليدية بالمعنى المتعارَف عليه، وإن دلّ هذا على شيء فيدل على أنّ مصممي ماركة “غودوود” كسالى!

ورغم كل شيء هناك بعض اللمسات التي تفرّدت بها مقصورة كالينان منها النظام المعلوماتي الترفيهي الأكبر حجمًا بتابلوه الأدوات الوسطية، والكونسول الوسطي الأعرض، ومساند الأذرع المختلفة نسبيًّا بالأبواب الجانبية. وبالمثل، جاءت المقاعد مختلفة كذلك لكنها ذات تصميم مستوحى من فانتوم على أيّ حال!

الأمر الجيّد في هذا التطابق الواضح للعيان هو أن تلك الـSUV النخبوية استعارت كل عناصر الفخامة والراحة والتّرف من شقيقتها الليموزين، وهو ما يَظهر واضحًا من خلال أنظمة التدفئة على أكثر من موضع، بما في ذلك على مساند الأذرع للأبواب الأمامية وغطاء الكونسول الوسطي الأمامي ومساند الأذرع الخلفية، وغيرها.

وفوق هذا وذاك، فإن الدخول إلى السيارة يُمثّل تجربة استثنائية بحدّ ذاتها، والفضل يعود إلى إمكانية خفض نظام التعليق لهيكل السيارة بمقدار ٤٠ ملم بمجرد فتح الأبواب، وهي خاصية جديدة ومبتكرة.

وإذا ما كُنت مالكًا للسيارة فأنت على الأرجح رجل أعمال يهمّك متابعة سير الأعمال داخل أجواء شبيهة في المكتب المتنقّل، وهو ما يُوفّره قسم المقاعد الخلفية في كالينان، تحديدًا عند اختيار المقعدين المستقلين في الخلف مع وضعية الجلوس ٢+٢. يفصل المقعديْن المستقلين في الخلف كونسول وسطي مع هذه الوضعية. أما مع الوضعية التقليدية للجلوس ٢+٣ فيتسع قسم المقاعد الخلفية لثلاثة ركّاب مع إمكانية طيّ هذا القسم جزئيًّا بنسبة ٦٠:٤٠.

وتتوافر كالينان أيضًا بقسم زجاجي يفصل منطقة الجلوس عن صندوق التحميل، لكن هذا الخيار لا يتوافر سوى مع المقعدين المستقلين في القسم الخلفي. وتزعم رولز رويس أنّ هذه النافذة التي تفصل بين القسمين تجعل من كالينان أول SUV في العالم تتضمّن ثلاث مقصورات أو مناطق في تصميم هيكلها: مقصورة المحرك والرّكاب وأخيرًا مقصورة الأمتعة!

وبالانتقال إلى الحديث عن التقنيات المعتمدة نجد أن كالينان مدعمة بأحدث التقنيات المتطوّرة بما في ذلك أنظمة الرؤية الليلية ومساعد الرؤية مع نظام للتحذير عند رصد المشاة أو الحيوانات في أثناء السير على طريق مظلم، إلى جانب نظام يتضمن أربع كاميرات يوفّر رؤية بانورامية، جنبًا إلى جنب مع مثبّت السرعة النشط ونظام للتحذير من وقوع التصادمات وآخر للتحذير من تخطّي المسار ونظام لعرض المعلومات منعكسة على سطح زجاجي قبالة السائق ونقطة “واي فاي” ساخنة للاتصال بالإنترنت وأحدث أجيال أنظمة الترفيه والملاحة. ويتضمّن الكونسول الوسطي زرًّا لوضعية تحدّي المسالك الوعرة، وهو ما يجعل كالينان مختلفة عن باقي العروض الأخرى الممهورة بتوقيع رولز رويس. أيضًا، هناك نظام التحكم في الهبوط من المرتفعات القاسية وذلك للتحكّم في ضبط ارتفاع نظام التعليق الهوائي.

مُحرّك نشط بقدرة ٥٦٣ حصانًا

على الصعيد الميكانيكي، تستفيد كالينان من محرك من ١٢ أسطوانة V12 و٤٨ صمامًا مع أربع أعمدة كامات، علمًا بأنه مزوّد بشاحني هواء “توربو”، كما أنه جاء بسعة ٦.٧٥ لترًا ويولد طاقة تقدّر بـ٥٦٣ حصانًا، مع أقصى عزم دوران يبلغ ٨٥٠ نيوتن/متر عند ١٧٠٠ د.د. ويتصل هذا المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية من ثماني سرعات فئة ZF تنقل عزم الدوران لنظام دفع رباعي دائم للمرة الأولى. وتستعين كالينان كذلك بنظام توجيه للعجلات الأربع، وهي تقنية عادة ما نراها بالسيارات الرياضية، علمًا بأنها تُعزّز من مستويات الاستقرار وتجعل كالينان أكثر رشاقة على المنعطفات!

وتعتمد تلك الـSUV النخبوية على نظام تعليق جديد يتكوّن من شوكة مزدوجة في الأمام ومحور خماسي الوصلات في الخلف، وكل ذلك يتحكّم فيه نظام تعليق ذاتي الضبط يقوم بملايين العمليات الحسابية في الثانية الواحدة، وهو ما يؤهّله لضبط مخمّدات التعليق إلكترونيًّا بشكل مستمرّ.

لكن، وبخلاف الطراز الشقيق فانتوم فإن كالينان ليست فقط مخصّصة للسير على الطّرقات المعبّدة؛ إذ يمكن لتلك الـSUV النخبوية الخروج عن المسارات الإسفلتية المريحة، وخوض غمار المسالك والطرقات الوعرة، بما في ذلك الطرقات المليئة بالحصى أو تلك الموحلة أو الجليدية الزلقة أو الرملية، وهو ما يجعل من كالينان مَركبة ملائمة للغاية لطبيعة منطقتنا العربية الصحراوية!

ومن ضمن التجهيزات الإلكترونية المتطوّرة الأخرى، يُمكن ذِكر نظام التحكم الإلكتروني بالثبات ESP، وذلك للتحكم الإلكتروني في المكابح DBC، لا سيما في أثناء الدخول على المنعطفات القاسية CBC، فضلًا عن نظام مانع الانزلاق الدفعي الديناميكي DTC، ونظام مانع الانقلاب، وغيرهما.

رولز رويس كالينان.. ما لها وما عليها

أخيرًا، وبعد طول انتظار انضمت رولز رويس إلى قطاع الـSUV النخبوية وقدّمت أغلى عروض الكروسوفر على الإطلاق. ومثلها مثل بينتايغا، فإن كالينان ستعزّز من مبيعات رولز رويس بطريقة غير مسبوقة، لا سيما مع لمسات الفخامة الحصرية ومحركها القوي وأيضًا قدراتها على تحدّي الطرقات والمسالك الوعرة.

لكن، ورغم أنه يمكننا نسبيًّا أن نتعايش مع حقيقة استعارة الخطوط الخارجية من الشقيق فانتوم فإنه لا يُمكن التسامح مع فكرة تطابق مقصورة الموديلين الشقيقين تمامًا، وحتى إذا كان معظم زبائن ماركة “غودوود” الأثرياء لن يستوقفهم هذا “العيب” الواضح فإن ذلك لن يعفينا من القول بأنّ مصممي رولز رويس أصابتهم “لعنة الكسل” في أثناء عملية التصميم!

وبالمثل، تتمثّل نقاط الضعف في كالينان -إذا جاز التعبير- في عدم اعتماد خيارات محركات إضافية، مثلما هو الحال مع بينتايغا. بمعنى آخر، كنّا نأمل أن نرى نظام دفع هجين أو محركًا أصغر فئة V8 مع كالينان. أيضًا، الفئة السعرية المختارة لجديدة رولز رويس مرتفعة بشكل مبالغ فيه، بل إنها أغلى بمقدار ١٢٥.٠٠٠ دولار أميركي تقريبًا مقارنة ببينتايغا، وهو أمر يجب أن يُوضع في الحسبان دون شك عند المقارنة بين أفخم موديلين SUV في العالم!

قد يعجبك ايضا