تويوتا هايلاندر الجديدة لعام ٢٠٢٠: جيل رابع يتسلم شارة النجاحات

هايلاندر: رهان تويوتا الناجح

في عام ٢٠١٣، قدّمت تويوتا الجيل الثالث الحالي من سيارتها الترفيهية الرياضية متعدّدة الاستخدامات (SUV) هايلاندر، قبل أن تُطلق نسخة تحديثات “منتصف العمر” في عام ٢٠١٦، مع عُلبة تروس أوتوماتيكية جديدة ثمانية النسب ورفع سقف أداء محرّكها فئة V6 عاليًا، إلى جانب بعض التحسينات الجمالية هنا وهناك.

ومنذ ذلك الوقت، بَرهنت هايلاندر على أنّها واحدة من أكثر موديلات الصانع الياباني شعبية؛ إذ بيع منها نحو ٢٤٥.٠٠٠ وحدة في عام ٢٠١٨ الماضي فقط، ويَعني هذا أن الوقت حان لإطلاق جيل جديد كليًّا من هايلاندر لعام ٢٠٢٠.

أطلّ الجيل الرابع من هايلاندر من نافذة معرض نيويورك الدولي للسيارات ٢٠١٩، وهو يتضمّن تصميمًا جديدًا جذّابًا يستعير بعض اللمحات التصميمية من الشقيق الأصغر “راف٤”، إلى جانب الاستعانة بتقنيات متطوّرة وتجهيزات غنية، وفوق هذا وذاك، الاعتماد على منصّة هيكلية جديدة تحمل الاسم “بنية تويوتا الهيكلية العالمية الجديدة” (TNGA-K).

 

خطوط خارجية أكثر انسيابية مع حجم أكبر

تصميميًّا، يُمكن القول إن هايلاندر الأحدث نالت طلّة “أنعم” نسبيًّا، على الأقل على المقدّم؛ إذ جاء شبك التهوئة الأمامي مع الطراز الحالي يتضمّن شفرات أفقية غليظة هيمنت على المقدّم بأكمله. لكن، مع الجيل الرابع الأحدث، بات شبك التهوئة الأمامي أكثر “تحضّرًا” وعصرية مع هيئة شبكية في قِسمه العلوي. أما عن شبك التهوئة السفلي الموازي فبات يتضمّن زوائد فضية اللون تُحيط بالشبك أسود اللون، بينما تستعين الفئتان “ليميتد” و”بلاتينيوم” بزوائد كرومية.

وبالنسبة إلى المصابيح الرئيسية فلم تعد متّصلة بالشبك الأمامي، مقارنة بمصابيح الطراز السابق. أيضًا، جاء شعار “تويوتا” يحتضنه عُنصر أشبه بالجناح في المنتصف، تمامًا كما لو كان مستعارًا من إحدى سيارات بويك.

وبالانتقال إلى الأجناب يُمكن ملاحظة ذلك الخط الجانبي الذي يبدأ من الأبواب الأمامية ويرتفع بشكل مفاجئ على الباب الخلفي وصولًا إلى المصابيح الخلفية. وبالمثل، جاءت أقواس العجلات بهيئة مربّعة نسبيًّا.

ولم تقل الجهة الخلفية بهاءً وجمالًا، لا سيما مع المصابيح الخلفية الأنحف، كما تتوافر مُلحقات ضوئية حمراء اللون وجناح مُدمج بالسقف.

وجاء التصميم الجديد بأبعاد جديدة أكبر حجمًا من الطراز السابق؛ إذ ازداد الطول العام بواقع ٦٠ ملم، كما جرى توافر عجلات قياس ٢٠ بوصة مع الفئات الأعلى تجهيزًا.

مقصورة فخمة مع رحابة معزّزة

بمجرّد الدخول داخل المقصورة، يُمكن بكل سهولة ملاحظة أنها جديدة تمامًا؛ إذ تستفيد من أضواء داخلية تطل من محيط الكونسول الوسطي والعديد من المواضع الأخرى، وشاشة كبيرة عاملة باللمس قياس ١٢.٣ بوصات تبدو “طافية” على لوحة القيادة عوضًا عن تثبيتها داخلها، وهو ما يُضفي طلّة عصرية على جديدة تويوتا.

وما زال هناك رفّ يستوعب الهاتف الذكي أسفل شاشة النظام المعلوماتي الترفيهي مباشرة، وهناك رفّ آخر على جانب الراكب الأمامي.

بوجه عام، تتسع مقصورة الفئتين L وLE قياسيًّا لثمانية ركّاب؛ بينما تتسع مقصورة الفئات XLE و”ليميتد” و”بلاتينيوم” قياسيًّا لسبعة ركّاب (يتوافر مقعدان مستقلان مريحان بالصف الثاني من المقاعد). ومع وجود كل المقاعد في أماكنها تتوافر مساحات تحميل تبلغ ٤٥٦ لترًا خلف الصف الثالث، وتصل أقصاها مع طيّ المقاعد إلى ٢٠٧٥ لترًا.

وهناك بطبيعة الحال مكوّنات عالية الجودة ناعمة الملمس هنا وهناك، منها القشور الخشبية والمعادن البرّاقة وأيضًا الجلود المطرّزة.

أمّا عن تجهيزات السلامة والأمان فتستفيد هايلاندر الأحدث لعام ٢٠٢٠ من باقة “سايفتي سينس ٢.٠” (Toyota Safety Sense 2.0) العائدة إلى الصانع الياباني، وهي تتضمّن أنظمة التحذير من تخطّي المسار وذلك للتعرّف على اللوحات على الطريق ومثبّت سرعة أوتوماتيكي وتقنية الكبح التلقائي عند الطوارئ مع خاصية التعرّف على المشاة وأيضًا نظام مساعد التوجيه.

أيضًا، يتوافر بعض التقنيات المتطورة الأخرى مثل أنظمة “آبل كار بلاي” و”أندرويد أوتو” و”أليكسا إن-كار”، ناهيك بالنظام الصوتي عالي النقاء فئة JBL بقدرة ١٢٠٠ واط والمكوّن من ١١ سمّاعة.

مُحرّك قوي سعة ٣.٥ لتر إلى جانب نظام دفع هجين

على الصعيد الميكانيكي، احتفظت تويوتا بمحرّك الطراز السابق فئة V6 سعة ٣.٥ لتر بقوة ٢٩٥ حصانًا، ويتوافر كذلك نظام دفع هجين جديد يتضمّن محركًا بنزينيًّا سعة ٢.٥ لتر رباعي الأسطوانات، إلى جانب محرّكين كهربائيين، عوضًا عن المحرك البنزيني فئة V6 بنظام الدفع الهجين السابق.

وفي المجمل، يُولد نظام الدفع الهجين الجديد ٢٤٠ حصانًا، وتسفر عنه مُعدّلات لافتة لاستهلاك الوقود تبلغ ٦.٩ لترات لكل ١٠٠ كلم. ويُمكن للسائق الاختيار ما بين وضعيات القيادة “العادية” و”الاقتصادية” و”الرياضية” لهايلاندر الهجينة.

وفي مطلق الأحوال، تتصل المحركات بعلبة تروس أوتوماتيكية ثمانية النسب، ومثلها مثل “راف٤” الجديدة سيتوافر بهايلاندر التقليدية المزوّدة بمحرك V6 نظامان للدفع الرباعي يُمكن الاختيار في ما بينهما: نظام الدفع الرباعي التقليدي مع الفئات L وLE وXLE، وآخر يركّز أكثر على الأداء الرياضي؛ إذ يُرسل مزيدًا من العزم إلى العجلات الخلفية، وهو مُدعم بالفئتيْن “ليميتد” و”بلاتينيوم”، مع موجّه العزم الديناميكي.

وبوجه عام، سيتوافر قياسيًّا نظام الدفع الأمامي، بينما يتوافر نظام الدفع الرباعي ضمن التجهيزات الإضافية.

تويوتا هايلاندر الجديدة.. ما لها وما عليها:

يُمكن القول إن تويوتا هايلاندر الجديدة أتت لتعالج كل ثغرات الطراز السابق والأجيال التي سبقته؛ فالتصميم العام أفضل ما في ذلك شك، في حين جاءت المقصورة الداخلية بتقنيات تضمن تفوّق تلك الكروسوفر ثلاثية صفوف المقاعد على المنافسين، وبأشواط طويلة. أما المحركات فلم تأتِ بجديد لكنها أفضل من السابق على كل الأصعدة.

لكن، مشكلة هايلاندر الحقيقية تتمثّل في المنافسة القوية في فئتها؛ إذ هناك فورد إكسبلورر وسوبارو آسنت، وكلاهما خيار عصري يُصعّب من مهمة هايلاندر، على الأقل مبيعيًّا.

 

قد يعجبك ايضا