بوش تطوّر صندوق أجهزة الاستشعار لتحكم دقيق بمركبات التاكسي الطائر

دراسة تتنبأ بانطلاق مليار رحلة جوية على متن مركبات التاكسي الطائر بحلول عام 2030

كشفت “بوش” عن عملها على تطوير تقنيات فائقة التطور في مجال أجهزة الاستشعار بهدف توفير المزيد من الدقة والأمان والراحة وسهولة الاستخدام لمركبات التاكسي الطائر.

وحول هذا الموضوع، قال هارالد كروجر، رئيس قسم إلكترونيات السيارات لدى شركة “بوش”: “من المنتظر أن تنطلق أولى رحلات التاكسي الطائر في المدن الكبرى خلال عام 2030 على أبعد تقدير. وتعتزم ’ بوش ‘لعب دور رئيسي بارز في صياغة ملامح هذه السوق المستقبلية”.

 وللمساعدة في تحقيق هذا الهدف، عملت “بوش” على ردم الفجوة التي تعاني منها السوق؛ إذ تعتبر تكنولوجيا الطيران التقليدية باهظة التكاليف إلى جانب كونها ضخمةً وثقيلة الوزن بصورة تجعلها غير مناسبة للاستخدام في مركبات التاكسي الطائر. في حين يمكن لأجهزة الاستشعار المتطورة، التي يتم استخدامها أيضاً في أنظمة القيادة الذاتية أو أنظمة الثبات الإلكتروني التي تمنع انزلاق المركبات (ESP)، أن تمتلك الإمكانات اللازمة لسد هذه الفجوة. وهذا ما دفع فريق من المهندسين إلى الجمع بين العشرات من أجهزة الاستشعار من أجل صنع وحدة تحكم عالمية لمركبات التاكسي الطائر.

تكنولوجيا بوش المصممة لمركبات التاكسي الطائر

صممت وحدة التحكم العالمية بصورة تضمن القدرة على تحديد مواقع مركبات التاكسي الطائر في جميع الأوقات، الأمر الذي يتيح إمكانية التحكم بهذه المركبات بصورة دقيقة وآمنة، وذلك اعتماداً على أجهزة استشعار “بوش” المستخدمة بالفعل في المركبات التجارية الموجودة في السوق.

فعلى سبيل المثال، تعمل أجهزة استشعار التسارع ومعدل الانحراف التي تقيس تحركات وزاوية المركبات الطائرة بدقة متناهية على توفير البيانات الضرورية. وبخلاف أنظمة الاستشعار المستخدمة حالياً في قطاع الطيران، والتي تصل تكلفة بعضها إلى عشرات آلاف اليوروهات أو حتى مئات الآلاف، يمكن لشركة “بوش” الاستفادة من حلولها مقابل جزء بسيط من هذه التكلفة. ويعزى سبب ذلك إلى قيام الشركة باستخدام أجهزة استشعار تم اختبارها مسبقاً وتعمل “بوش” على تطويرها وتصنيعها لصالح قطاع تصنيع السيارات منذ عدة سنوات.

وبدوره، قال ماركوس بارنتس، رئيس فريق التكنولوجيا المسؤول عن تطوير وحدات التحكم المستخدمة في الطائرات الكهربائية الخفيفة لدى “بوش”: “باستخدام الحل الذي ابتكرته “بوش”، نهدف لجعل خدمات الطيران المدني على متن مركبات التاكسي الطائر في متناول مجموعة واسعة من مزودي الخدمات”. وعلاوةً على ذلك، تتسم أجهزة استشعار “بوش” بكونها صغيرة الحجم وخفيفة الوزن. ويمكن للشركات المصنعة لمركبات التاكسي الطائر تركيب صندوق أجهزة الاستشعار من “بوش” بكل سهولة ضمن مركباتهم الطائرة باعتبار أنها تدعم مفهوم التوصيل والتشغيل.

وتتوقع شركة الاستشارات الإدارية ’ذا بوسطن كونسلتينج جروب‘ أن المستهلكين حول العالم سيستقلون مليار رحلة جوية في عام 2030، حال تمكن خدمات المشاركة من إرساء حضورها ضمن مسارات الرحلات الجوية الثابتة.

خدمات تنقل مشتركة في الأجواء: مليار رحلة جوية على متن مركبات التاكسي الطائر عام 2030

من المنتظر أن تشهد سوق الرحلات الجوية على متن مركبات التاكسي الطائر الكهربائية نمواً كبيراً خلال السنوات القادمة. ومن المقرر أن تنطلق هذه الرحلات في مدن مثل دبي ولوس أنجلوس ودالاس وسنغافورة خلال عام 2020. وكانت دبي قد أطلقت رحلات تجريبية لمركبات التاكسي الطائر ذاتية القيادة منذ عام 2017.

ويتوقع الخبراء انطلاق العمليات التشغيلية التجارية في عام 2023. وبالرغم من أنها ستشهد تواجد الطيارين على الأرجح مع بداية تشغيلها، يمكن لهذه الطائرات الخفيفة أن تحلق بصورة ذاتية في سماء المدن الكبرى بحلول عام 2025، حيث ستقوم الطواقم الأرضية بتولي مسؤولية التحكم بها. وبحلول ذلك الوقت، ستتواجد حوالي 3 آلاف من مركبات التاكسي هذه حول العالم، وفقاً للسيد رولاند بيرجر. وسيرتفع هذا العدد إلى 12 ألفاً بحلول عام 2030، مع توقعات ببلوغه حاجز 100 ألف مركبة بحلول عام 2050. وتشير تقديرات الخبراء في شركة “مورجان ستانلي” أن قيمة سوق مركبات التاكسي الطائر ستبلغ 1.35 تريليون يورو (1.5 تريليون دولار) بحلول عام 2040.

وأشار ماركوس بارنتس أيضاً إلى إيمانه العميق بالفرص المتنامية التي ستوفرها هذه السوق، حيث قال: “نخوض محادثات مع شركات تصنيع مركبات التاكسي الطائر في قطاعي الطيران والسيارات، فضلاً عن الشركات الناشئة التي تصنع مركبات جوية وتتطلع لتوفير خدمات المشاركة. ولا يتمثل السؤال هنا بما إذا كانت مركبات التاكسي الطائر ستصبح واقعاً ملموساً، بل متى سيحدث ذلك”.

 

قد يعجبك ايضا