لاندروفر ديسكفري الجديدة كليًا: الألمنيوم يفقدها 480 كيلوغرام

لطالما كانت عروض لاندروفر الترفيهية الرياضية متعددة الاستخدامات SUV، خيارًا أول أمام الزبائن البريطانيين الباحثين عن سيارة قادرة على السير بسهولة على الطرقات الصخرية والرملية. وكان موديل ديسكفري الذي طُرح في أوروبا بضعة أعوام قبل قدومه لأسواق أميركا الشمالية وأسواق أخرى حول العالم مطلع التسعينيات من القرن الماضي، قد تم تطويره في الأساس ليكون بمثابة الجسر بين عملانية طراز ديفيندر ورقي عروض رانج روفر الشقيقة. ومن أجل التفوق جديًا على المنافسة المستعرة، قدمت لاندروفر جيلاً جديدًا أحدث خلال معرض باريس الدولي للسيارات 2016، حاولت معه التصدي لبعض معضلات الأجيال السابقة.

واستعانت ديسكفري الجديدة ببنية هيكلية مصنوعة من الألمنيوم اختزلت العديد من الكيلوغرامات من الوزن الإجمالي وصلت إلى 480 كلغ مقارنة بالطراز السابق، كما حسّنت من مستويات الأداء سواء على الطرقات الأسفلتية أو تلك الوعرة، فضلاً عن تحسن معدلات استهلاك الوقود. أيضًا، تمتعت ديسكفري الأحدث بتصميم ديناميكي عصري تحسّنت معه معدلات الانسيابية بشكل كبير، اضافة الى الاستفادة من مقصورة عملانية تتسع حتى سبعة مقاعد متخمة بالتقنيات المتطورة والتجهيزات المتنوعة، واعتماد خيارات محركات مختارة بعناية من أربع وست أسطوانات. تجدر الإشارة إلى الفئة السعرية لطراز ديسكفري الأحدث، والتي باتت تبدأ اعتبارًا من 43,495 جنيهًا إسترلينيًا فور طرحها في الأسواق ربيع العام المقبل.

لمسات ديناميكية عصرية تتخلى عن الطابع “الصندوقي”

على صعيد الخطوط الخارجية، يمكن القول إن تلك الـSUV كبيرة الحجم التي تتسع حتى سبعة مقاعد ما هي إلا نسخة مخصصة للاستهلاك التجاري الواسع من النموذج التصوري “ديسكفري فيجين” الذي سبق وأن رأيناه في معرض نيويورك الدولي للسيارات 2014.

ومن الجوانب، تشبه ديسكفري الجديدة الموديل الأصغر ديسكفري سبورت. وبخلاف عروضها السابقة، استفاد الجيل الخامس من تصميم ديناميكي من مختلف الجوانب، مع التخلي عن الهيئة “الصندوقية” التقليدية. وأبرز ما في المقدم استعانة مصابيحه الرئيسية بأضواء LED وتقنيات هالوجينية متطورة، كما بات شبك التهوئة الأمامي أصغر حجمًا والصادم الأمامي أكبر من السابق يتضمن تجاويف خاصة على هيئة حرف C تضفي طابعًا هجوميًا جريئًا، ودعامات حماية سفلية مطلية بالكروم لتدعيم القدرات الوعورية ولو ظاهريًا، إذ من غير المرجح أن توفر هذه الدعامات حماية كافية من العقبات التي ستلقاها ديسكفري في أثناء خوضها المسالك الوعرة.

وبالانتقال إلى المؤخر، نجد أن المصابيح الخلفية باتت غير مثبتة عموديًا مثلما كان الحال سابقًا، وإنما باتت مثبتة أفقيًا حاليًا، كما لم تعد النوافذ الجانبية للصف الثالث من المقاعد مدمجة باللوح الزجاجي للسقف كما كان الحال سابقًا. أما قياس العجلات، فيتراوح ما بين 18 و 22 بوصة.

وبمعزل عن البنية الهيكلية السابقة التي اعتمدت على الشاسي الحامل للهيكل، تستفيد ديسكفري الأحدث من بنية هيكلية مصنوعة من الألمنيوم خفيف الوزن والمتين في آن واحد، أسهمت بوجه عام في خفض الوزن الإجمالي بمقدار 350 كلغ في المتوسط مقارنة بالجيل السابق، بل وقد يصل إلى 480 كلغ مع أخفّ عروض ديسكفري الأحدث. ومع الاستعانة بجسد أكثر ديناميكية والعديد من العناصر التي تعزز من الأيرودينامية شأن مشتتات الهواء النشطة بشبك التهوئة الأمامي ونظام التعليق الهوائي الذي يخفض من ارتفاع الهيكل بمقدار 15 ملم على السرعات العالية، بات معدل الانسيابية يبلغ 0.33 درجة على مقياس “سي إكس”، أي بانخفاض قدره 0.4 درجات كاملة نسبيًا مقارنة بالطراز السابق.

مقصورة رحبة أنيقة… مع تقنيات متطورة

تستعير المقصورة الداخلية العديد من العناصر التصميمية من الأجيال السابقة من ديسكفري ومن عروض لاندروفر الأحدث، مع الحفاظ على التصميم السابق الذي يضم ثلاثة صفوف من المقاعد قادرة على استيعاب حتى سبعة ركاب.

ومع سعة تحميل بصندوق الأمتعة تبلغ 258 ليترًا خلف الصف الثالث من المقاعد، يمكن زيادة هذه السعة لتصل إلى 1137 ليترًا مع طيّ ذلك الصف الأخير. أيضًا، مع طيّ الصفين الثاني والثالث معًا قد تصل سعة التحميل إلى 2406 ليترات.

كما تعول ديسكفري بشدة على سمعتها الجيدة في ما يتعلق بمستويات العملانية، وذلك من خلال تحسين وضعيات الجلوس ومساحات التخزين داخل المقصورة. وفي هذا السياق، تم الاستعانة بنقاط تثبيت أيزوفيكس لمقاعد الأطفال بالصفين الثاني والثالث، كما أن كل المقاعد عدا الأمامية يمكن خفضها ورفعها كهربائيًا من خلال خاصية “الطيّ الذكي للمقاعد” التي يمكن تفعيلها بأربع طرق مختلفة، منها عبر خاصية التحكم عن بعد من خلال تطبيق إلكتروني يحمل اسم InControl Remote، فضلاً عن إمكانية التحكم في هذه التقنية من خلال الأزرار وعتلات التحكم المثبتة قرب الأرضية داخل منطقة التحميل وأيضًا بعمود C، وهو ما يتيح تحريك أو طيّ المقاعد أثناء الوقوف بجانب السيارة. وفوق هذا وذاك، يمكن رفع أو خفض مقاعد الصف الثاني والثالث من خلال الشاشة العاملة باللمس بلوحة القيادة.

كذلك تبرز لوحة القيادة العصرية الأنيقة التي تهيمن عليها شاشة النظام المعلوماتي الترفيهي والتي قد يصل قياسها إلى 10 بوصات، كما تتوافر إمكانية الاتصال بالإنترنت فائق السرعة من الجيل الرابع من خلال نقطة “واي فاي” ساخنة، ناهيك عن توافر 9 وصلات للناقل العام USB في أنحاء متفرقة، جنبًا إلى جنب مع 4 مصادر للطاقة بقدرة 12 فولت، والنظام الصوتي عالي النقاء فئة “ميريديان” الذي يتصل به 14 سماعة، وغيرها.

محركات تناسب كافة المتطلبات

تحت الغطاء الأمامي، تتوافر ديسكفري في السوق الأوروبية بمحركَي ديزل من أربع أسطوانات سعة ليترين مع شاحني هواء “توربو” يولد 237 حصانًا، بينما جاء محرك الديزل الآخر من فئة V6 سعة ٣ ليترات مزودًا بشاحن هواء “توربو” يولد 281 حصانًا.

أما المحرك البنزيني الوحيد، فجاء من فئة V6 سعة 3 ليترات مع شاحن مضاعف يولد 335 حصانًا وعزم 450 نيوتن متر. ويمكن لهذا المحرك اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 7.1 ثواني.

وتتصل المحركات السابقة بعلبة تروس أوتوماتيكية “ذكية” فئة ZF من ثماني سرعات، تقوم بنقل العزم إلى نظام دفع رباعي مستمر. وتتبنى المحركات المذكورة العديد من التقنيات المتطورة، شأن نظام البخ المباشر للوقود، وتقنية التحكم بالتوقيت المتغير في فتح وغلق الصمامات وزاوية هذا الفتح، وغيرها من الأنظمة التي تسهم في خفض معدلات استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية الملوثة.

وبالانتقال إلى نظام التعليق، فنجد أن الجمع ما بين شوكة مزدوجة في الأمام ومحور متعدد الوصلات في الخلف مع نظام تعليق هوائي، يعني زيادة ارتفاع الخلوص الأرضي عند الحاجة حتى 283 ملم، كما تبلغ زاوية الدخول 34 درجة وأيضًا الخروج 30 درجة، ما يعني قدرة ديسكفري على السير عبر المياه حتى عمق 900 ملم.

ومع وضعية القيادة ذات المرحلتين على الطرق الوعرة يوفر نظام التعليق الهوائي رباعي الزوايا ضبطاً يتفاوت بين ارتفاعي ركوب مختلفين بزيادة 40 ملم و75 ملم. ويتيح النظام تعليقاً مرتفعاً عند 75 ملم عند السرعات التي تقل عن 50 كلم/س، بينما يوفر تعليقاً بارتفاع 40 ملم للسرعات على الطرق الترابية بين 50-80 كلم/س. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل خاصية تقليل السرعة على تخفيض قوة السحب وتعزيز الاقتصاد في استهلاك الوقود من خلال تخفيض ارتفاع الركوب تلقائياً بنحو 13 ملم عند الانطلاق بسرعة تتجاوز 105 كلم/س.

التطور الأفضل على مدى الأجيال

نالت ديسكفري الجيل الأحدث من نظام “التجاوب مع التضاريس” الذي يقوم تلقائيًا باختيار أنسب وضعية لاجتياز الطرقات المرتادة ويحضّر السيارة لمواجهة مجموعة متنوعة من الأسطح: القيادة العامة، العشب، الحصى والثلوج، الطين والأخاديد، الرمال والزحف على الصخور. يضاف الى ذلك علبة تروس من سرعتين تتوافر قياسيًا في كل نسخ ديسكفري الأحدث، وهو ما يتيح توافر نسب منخفضة للقيام بمناورات على الطرقات شديدة الوعورة. وتصل قدرات القطر والسحب مع ديسكفري الأحدث إلى 3500 كلغ، ويعود الفضل في ذلك إلى انخفاض الوزن الإجمالي والاستعانة بمحركات قوية.

وبعد تقديمه بنجاح في سيارة رينج روڤر إيڤوك، تم تزويد ديسكڤري الجديدة كلياً بتكنولوجيا مراقبة التقدم على جميع التضاريس (ATPC) المبتكرة من لاند روڤر التي تسمح للسائق ضبط سرعة زحف تتراوح بين 2 إلى 30 كلم/س، مما يتيح له التركيز على توجيه السيارة والتعامل مع التضاريس الصعبة، في حين تقوم التكنولوجيا المتقدمة بالتحكم بوظائف المحرك والمكابح.

أشير اخيراً الى ان البعض قد لا يستحسن تصميم ديسكفري الأحدث الذي خرج عن المألوف أو مما كان متبعًا سابقًا مع الأجيال السابقة، وهو ما يعني أن تلك “الصيحة التصميمية” الجديدة تخرج عن جوهر عروض لاندروفر السابقة، لا سيما تلك الهيئة “الصندوقية” الرتيبة. وبالطبع فإن أول هؤلاء المعترضين على التصميم الجديد سيكونون من الزبائن المحافظين كبار السن، على الأرجح.

ابرز مواصفات

المحرك

عدد الاسطوانات            V6

السعة (ليتر)                 3.0 مع شاحن مضاعف

القدرة (حصان/د.د)        340

العزم (نيوتن متر/د.د)     450

المقاييس

الطول (ملم)                        4790

العرض (ملم)                      2073

الارتفاع (ملم)                      1888

طول قاعدة العجلات (ملم)       2923

انظمة ثبات القيادة           ABS/EBD/TC/BA/التجاوب مع التضاريس/…

نقل الحركة

الدفع                            رباعي

علبة التروس                  أوتوماتيكية ZF من ثماني سرعات

الاداء

السرعة القصوى (كلم/س)                               –

تسارع من صفر الى 100 كلم/س (ثواني)          7.1

معدل استهلاك الوقود (ليتر/100 كلم)                 –

نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون (غ/كلم)    254