فولكسفاغن أطلس الجديدة كليًّا لعام 2018: SUV ثلاثية صفوف المقاعد… بحجم الرهان

يمكن القول إن كل صانع للسيارات يبدو مهتمًا في الوقت الحالي بتوفير خيار من العروض الترفيهية الرياضية متعددة الاستخدامات SUV أو تلك الكروسوفر ضمن عروضه من الموديلات، وذلك بعد تنامي تلك الفئات باستمرار خلال الآونة الأخيرة. وهنا، قد يمتلك بعض الصانعين ثلاثة موديلات بتلك الفئات، والبعض الآخر مثل شفروليه قد تتضمن عروضه خمسة موديلات، ولكنّ هناك صانعًا كبيرًا وحيدًا تكاد تخلو عروضه من تلك الفئات؛ إذ لا يمتلك سوى طرازين SUV فقط، رغم أنه يملك حصة وفيرة من عروض الهاتشباك المميزة… بطبيعة الحال انه الصانع الألماني فولكسفاغن.

وفي هذا السياق، تضم عروض فولكسفاغن الكروسوفر المدمجة تيغوان وشقيقه الأكبر طوارق في الوقت الراهن، وقد أزاحت الستار مؤخرًا عن موديل SUV جديد أكبر حجمًا من الطرازين السابقين، يُدعى أطلس.

نص

تستعير أطلس الجديدة التي سيتم إطلاقها رسميا في معرض لوس أنجلس الدولي للسيارات 2016، جيناتها التصميمية الوراثية من النموذج التصوري “كروس بلو” CrossBlue، فضلاً عن أنها توفر راحة الجلوس حتى سبعة أشخاص ضمن ثلاثة صفوف من المقاعد، وهو ما يجعلها في حجم آودي Q7 تقريبًا.

ويستعد المنافس المباشر لعروض هوندا بايلوت وفورد إكسبلورر وتويوتا هايلاندر لأن تدخل مرحلة الإنتاج في مصنع “تشاتانوغا” في ولاية “تينيسي” الأميركية، وهو المصنع نفسه الذي ينتج طراز باسات الشقيق، علمًا بأن أطلس الجديدة كليًّا لعام 2018 تتبنى البنية الهيكلية MQB المنتمية لعروض مجموعة فولكسفاغن.

وعلى الصعيد الميكانيكي، ستتوافر أطلس بخيارين للمحركات: أحدهما رباعي الأسطوانات مع شاحن هواء “توربو” سعة ليترين، والثاني من ست أسطوانات سعة 3 ليترات.

وبخلاف الاستعانة بباقة عريضة من تجهيزات السلامة والأمان والأنظمة الإلكترونية المتطورة، من المرجح طرح أطلس الجديدة في الأسواق في ربيع عام 2017 المقبل، مع البدء بإنتاجها في منتصف كانون الأول (ديسمبر) من العام الجاري، كما لم يتم الإفصاح بعد عن الفئة السعرية لأكبر عروض فولكسفاغن الـSUV، وإن من المرجح أن تبدأ اعتبارًا من 35,000 دولار أميركي تقريبًا، في الولايات المتحدة الأميركية.

التشبه بآودي Q7 وسكودا كودياك

كما هو متوقع، استعارت أطلس الجديدة العديد من الجينات الوراثية من النموذج التصوري “كروس بلو”، وقد لا يعني هذا الأمر شيئًا إيجابيًّا؛ إذ يدل ذلك على أن أطلس تشبه إلى حد بعيد الطرازين الشقيقين آودي Q7 وسكودا كودياك، بل، والأبعد من هذا وذاك، فقد يظن البعض أن أطلس ما هي إلا نسخة محسّنة من كودياك أو Q7، إذا ما استثنينا شبك التهوئة الأمامي المميز لعروض آودي.

وفي هذا الإطار، جرى الاحتفاظ بشبك التهوئة الأمامي للاختبارية “كروس بلو” دون تغيير يذكر، ولكن مع بعض التغييرات والتحسينات المحدودة المتفردة؛ إذ جاء شبك التهوئة مستطيلًا في هيئته ويستقر بين المصباحين الرئيسيين، وفي المنتصف شعار فولكسفاغن الغني عن التعريف. وأسفل المصابيح الرئيسية، هناك عدسات مخصصة للأضواء في أثناء وضح النهار وإشارات الانعطاف.

كذلك يستقر فوق الحاجز الهوائي زوج من مصابيح الضباب محاط بزوائد رمادية اللون لتتناسق مع اللون الأسود للنهايات السفلية للمقدم. أما غطاء المحرك، فيتطابق مع ذلك المعتمد في النموذج التصوري السابق ومع طراز Q7 الشقيق، أي أنه يفتقد إلى أي أصالة وتجديد.

من الجوانب، يمكننا ملاحظة التصميم العام نفسه لطرازي Q7 وكودياك، كما يبرز ذلك القسم الذي يقطع أسفل الأبواب ويستقر أعلى الشفرات الجانبية، وأيضًا الرفاريف المنتفخة والأكثر بروزًا مقارنةً بتلك التي نراها مع Q7 وكودياك.

وبالنسبة إلى الجهة الخلفية، فإن المصابيح الخلفية حملت عدسات أكثر تمايزًا عن العروض الأخرى بتلك الفئة، كما أن هناك شريطًا كروميًا يمتد من نهايات المصابيح الخلفية مرورًا بعرض السيارة لتعزيز اتصال المصابيح ببعضها البعض، بشكل مرئي على الأقل. وفي أسفل المؤخر، هناك دعامات حماية سوداء اللون، بينما يحيط بمخرجي العادم مستطيلي الهيئة زوائد رمادية اللون تحاكي مثيلاتها في مصابيح الضباب الأمامية.

الطول (ملم)                    5037

العرض (ملم)                  1979

الارتفاع (ملم)                  1767

 

كل الاناقة والترف… والغنى التقني

انطلاقًا من أن أبرز سمات تلك الـSUV المنتظرة هو مقاعدها ذات الصفوف الثلاثة، فإن فولكسفاغن قد أولت اهتمامًا ملحوظًا بمقصورة أطلس الداخلية التي توفر راحة الجلوس حتى سبعة ركاب، بالإضافة إلى مساحات تحميل مميزة وصف ثالث من المقاعد يمكن طيّه كليًا.

أيضًا، هناك لوحة عدادات رقمية تشبه تلك المدعمة بآودي ونظام معلوماتي ترفيهي مميز فئة Car-Net يتوافق مع نظامي “آبل كار بلاي” و”أندرويد أوتو”، وفوق هذا وذاك، يتوافر بالسيارة نظام “ميرور لينك” مع الاستعانة بنظام صوتي عالي النقاء فئة “فيندر” يتصل بـ سماعة بقدرة 480 واط، ترى فولكسفاغن أنه الأكثر تطورًا مقارنةً بأي نظام صوتي آخر مدعم بموديل حالي للشركة الألمانية.

ومن أبرز العناصر في تلك المقصورة الداخلية، يلفت نظرك المقود الرياضي ذات النهايات المسطحة، جنبًا إلى جنب مع اعتماده بأزرار وعتلات تحكم على ذارعيه الجانبيين. وبالمثل، هناك مساحة تخزين صغيرة بأعلى منتصف لوحة القيادة.

وعلى الرغم من عدم معرفة الأبعاد الداخلية لأطلس بعد فإن فولكسفاغن تؤكد على أن هناك مساحة وفيرة للركاب السبعة على متنها بالإضافة إلى أمتعتهم وأغراضهم الشخصية. ويمكن طيّ الصف الثاني من المقاعد إلى الخلف للسماح بالوصول إلى صف المقاعد الثالث. بل، ويمكن طيّ الصف الثاني من المقاعد حتى مع تثبيت مقعد الأطفال.

خياران نشطان من المحركات

ميكانيكيًا، وفرت فولكسفاغن لموديلها أطلس خيارين من المحركات: الخيار القياسي يتمثل بمحرك رباعي الأسطوانات سعة ليترين مزوّد بشاحن هواء “توربو” يولد 238 حصانًا، يتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية ثمانية النسب. أما المحرك الأكبر فهو من فئة V6 سعة 3.6 ليترات ويولد 280 حصانًا، ويتوافر كذلك بعلبة التروس الأوتوماتيكية السابقة.

ويأتي المحرك الأصغر رباعي الأسطوانات بنظام دفع أمامي فقط، بينما يأتي المحرك سداسي الأسطوانات إما بنظام دفع أمامي أو رباعي دائم فئة “فورموشن”. ويوفر نظام الدفع الأخير عددًا من أنماط القيادة التي تناسب مختلف الظروف.

وكان من المقرر توافر خيار ديزل واحد للمحركات، ولكن تم غض الطرف عنه حالياً بسبب “فضيحة الانبعاثات” التي ما زالت تلقي بظلالها على الصانع الألماني. وعوضًا عن ذلك، من المتوقّع إطلاق نظام دفع هجين في وقت ما في المستقبل القريب.

 

 

أقصى درجات السلامة … ولكن

من بين تجهيزات السلامة والأمان المعتمدة في فولكسفاغن أطلس 2018 الجديدة، يبرز الاستعانة بنظام الكبح التلقائي بعد التعرض لخطر الاصطدام، ما يجعل هذه السيارة هي الأولى في فئتها التي تعتمد على هذا النظام. أيضًا، تستفيد أطلس من مثبت سرعة متأقلم ونظام للتحذير من خطر الاصطدامات الأمامية ونظام لمراقبة الزوايا غير المرئية، وذلك للتحذير من تخطي المسار ونظام الكبح الذاتي عند الطوارئ.

أخيراً، لا جدال على أن فولكسفاغن قد خطت خطوة جيدة للغاية تجاه التوسع في عروضها من فئة الـSUV، ولكن هناك الكثير من المعلومات الأخرى التي ما زلنا نجهلها عن أطلس؛ فحجمه يجعله أكبر عروض الـSUV لدى فولكسفاغن، وهو ما يشير إلى أنه سيكون أغلى سعرًا من طوارق الحالي.

ولكن، وعلى الرغم من كل شيء فإن فولكسفاغن عيّنت فئة سعرية عالية نسبيًّا بالفعل لشقيق طوارق الذي ينافس حاليًا موديلات شأن فورد إكسبيدشن ونيسان أرمادا لجهة الفئة السعرية. لذا، من غير المنطقي أن تضع فولكسفاغن موديلين SUV لها بفئة سعرية واحدة، لذا مِن المنتظر أن يكون هناك تغيير ما في هذا الأمر. وعلى هذا الأساس، قد يتم تصنيف أطلس سعريًا في فئة وسطية بين تيغوان وطوارق، ولكن هذا يعني ضربة قاصمة لطوارق التي قد يعزف الزبائن عنها لصالح الموديل الأكبر والأرخص! أما إذا ما تم تصنيف فئة سعرية متقاربة لطوارق وأطلس معًا، فهذا يعني خفض الفئة السعرية لطوارق بديهيًا. وفي النهاية، إذا ما تم تعيين فئة سعرية لأطلس أعلى من طوارق، فهذا يعني أيضًا صعوبة منافسة الموديل الجديد مع العروض الأخرى بالفئة نفسها، وقد يسفر هذا الخيار عن فشل أطلس في نهاية المطاف. عمومًا، وحده الزمان سيجيب عن هذا الاستفسار المحيّر.

قد يعجبك ايضا