رينو كليو الجديدة كليًا لعام ٢٠٢٠: صغيرة العائلة نضجت بما يكفي

لطالما كانت السيارة المُدُنية المُدمجة كليو رهانًا ناجحًا لرينو؛ إذ بيعت منها قرابة الـ١٥ مليون وحدة على مدار ثلاثة عقود تقريبًا من الزمان؛ إذ قدّمت الشركة الفرنسية موديلها المُدُني الصغير للمرة الأولى في عام ١٩٩٠!

ورغبة في إعادة النظر في تسويق الطراز كليو، وتصنيفه ضمن فئة السيارات المُدُنية النخبوية الصغيرة، وهي الفئة التي تُهيمن عليها سيارات مثل آودي A1 وميني كوبر، قامت رينو مؤخرًا بإزاحة الستار عن الجيل الخامس الأحدث من كليو من خلال نافذة معرض جنيف الدولي للسيارات ٢٠١٩.

باتت كليو الأحدث أقرب من أي وقت مضى من أحدث سيارات رينو، شأن السيدان تاليسمان والهاتشباك ميغان، مع استعارة العديد من اللمسات التصميمية المميّزة لهذين الموديلين.

استعانت كليو الجديدة كليًّا والتي سبق وأن فازت بلقب “سيارة العام الأوروبية” مرتين خلال دورة حياة أجيالها السابقة، بمنصّة هيكلية جديدة ومحركات أحدث، فضلًا عن مقصورة جديدة كليًّا. بمعنى آخر بات الجيل الخامس من كليو جديدًا بالكامل، وإن ما زال يشبه الطراز السابق، على الأقل في خطوطه الخارجية!

ورغم عدم إفصاح رينو عن الفئة السعرية لموديلها كليو الأحدث لعام ٢٠٢٠ بعد فإنه على الأرجح ستكون أعلى من الفئة السعرية السابقة، على أن تبدأ في المملكة المتحدة اعتبارًا من نحو ١٣.٥٠٠ جنيه إسترليني.

خطوط خارجية عصرية-ديناميكية من مختلف الجوانب

يُمكن القول إن الخطوط الخارجية لرينو كليو الأحدث لعام ٢٠٢٠ لم تتغير بشكل كبير مقارنة بالطراز السابق، وذلك الأمر مُتعمّد، انطلاقًا من أنّ مبيعات الجيل السابق ارتفعت كل عام منذ عام ٢٠١٢، وهو العام الذي شَهد تقديم الجيل الرابع للمرة الأولى.

ورغم ذلك هناك العديد من اللمسات التصميمية المتفرّدة الجديدة، بخلاف الاستعانة بقاعدة عجلات أقصر نسبيًّا بمقدار ٥.٨ ملم، كما أن الطول الإجمالي لجديدة رينو بات أقصر بمقدار ١٢.٧ ملم، وأقل ارتفاعًا بمقدار ٢٥.٤ ملم. وفي هذا السياق جاء الطول يبلغ ٤٠٤٨ ملم والعرض والارتفاع يبلغان ١٧٩٨ و١٤٤٠ ملم على الترتيب.

لا يُمكن إغفال المصابيح الرئيسية الجديدة فئة LED بالكامل، وأيضًا المصابيح الخلفية الجذّابة الجديدة. وهناك مبدئيًّا فئتان تجهيزيتان من كليو: R.S. Line وInitiale Paris، وهما تستعينان بعجلات قياس ١٧ بوصة مع الأخذ في الاعتبار اعتماد الفئة Initiale Paris بالعديد من الزوائد الكرومية هنا وهناك، في حين تستفيد الفئة R.S. Line من عناصر كربونية عديدة.

وبالانتقال إلى الأجناب لم تختلف الطلة الجانبية كثيرًا عن الطراز السابق؛ إذ ما زالت كليو تحتفظ بالخطوط الأشبه بالفقاعة تحت الخصر، فضلًا عن الجزء المنحني من دعامات الحماية السفلية، وهو ما زال مُستقرًّا بدوره في أسفل الأبواب الجانبية!

مقصورة جديدة بالكامل يَغلب عليها الطابع التقني

يُمكن القول إنّ مقصورة الجيل الخامس من كليو لا تُشبه إلا نفسها، بل هي واحدة من أفضل مقصورات هذه الفئة المُدُنية النخبوية صغيرة الحجم المتوافرة في الأسواق. تُزيّن المقصورة لوحة قيادة محسّنة بالكامل تتضمّن نظامًا معلوماتيًّا ترفيهيًّا أكبر حجمًا ولوحة عدّادات رقمية. أمّا عن الشاشة العمودية المنحنية قياس ٩.٣ بوصات فهي الأكبر على الإطلاق التي يتم اعتمادها بأيّ موديل من موديلات العلامة الفرنسية، وهي منحنية بشكل ما باتّجاه السائق وتتضمّن كل وظائف المالتيميديا والملاحة اللازمة.

وتتوافر لوحة العدادات كذلك بأحجام مختلفة تتراوح ما بين ٧ و١٠ بوصات. ومع الفئة الأعلى تجهيزًا تتضمّن لوحة القيادة نظام ملاحة يعمل بوحدة تحديد المواقع، وتزعم رينو بأن الشاشات قياس ٩.٣ و١٠ بوصات هي الأكبر في فئة عروض السيارات المُدمجة (B-Segment).

وبالمثل، جرى الاستعانة بمقوّد جديد كليًّا يتضمّن وسادة هوائية أقل حجمًا مقارنة بالجيل الحالي من كليو، وهو ما يحسّن من مستويات الرؤية لدى السائق. وبالانتقال إلى الكونسول الوسطي نجده مثبّتًا في وضعية أكثر ارتفاعًا، ويستضيف ذراع ناقل حركة أقصر ونظام إضاءة خاص على حوافه الخارجية ومكانًا خاصًّا لشحن الهواتف الذكية لاسلكيًّا. وجاءت المقاعد كذلك جديدة لتوفّر دعمًا أفضل للركّاب وإفساح مساحات إضافية لركبة الركّاب في قسم المقاعد الخلفية.

وفي كل أنحاء مقصورة الطراز كليو لعام ٢٠٢٠، يمكن تتبّع المكوّنات عالية الجودة ناعمة الملمس وهي الأفضل في تلك الفئة من العروض، مع توافر خيارات متنوّعة حسب أذواق الزبائن، علمًا بأنه يمكن للزبائن الاختيار ما بين ٨ تصاميم مختلفة لتغيير مظهر لوحة القيادة والكونسول الوسطي والمقوّد ومساند الأذرع وألواح الأبواب.

خيارات مُحرّكات متنوّعة

بخلاف الاستعانة بمنصّة هيكلية فئة CMF-B، جنبًا إلى جنب مع الاستعانة بأنظمة إلكترونية متنوّعة مساعدة للسائق هناك ستة خيارات جديدة لمحركات كليو الأحدث.

تتضمّن أنظمة الدفع هذه مُحرّكيْن بنزينيين عاديَي السّحب سعة لتر واحد يولدان ٦٥ و٧٥ حصانًا، وهناك مُحرّكان آخران سعة لتر واحد لكن مع شاحن هواء “توربو”، ويولد المحركان ٩٩ و١٢٩ حصانًا.

وبالنسبة إلى محركات الديزل هناك محركان توربو ديزل سعة ١.٥ لتر يولدان ٨٤ و١١٤ حصانًا. وقد تطلق رينو مُحرّكين بنزينيين قويين للموديلين كليو GT وكليو R.S. سعة ١.٣ و١.٨ لترات، مع قدرة حصانية تبلغ ١٥٠ و٢٢٥ حصانًا على الترتيب، لكن لم يتم تأكيد هذيْن المُحرّكين رسميًّا.

أمّا عن الجديد مع كليو هذه المرة فهو الاستعانة بخيار دفع هجين لمنافسة موديلات بحجم تويوتا ياريس الهجين وسوزوكي سويفت الهجين. ويأتي نظام الدفع الهجين مُكونًا من محرك بنزيني صغير بقدرة ٨٩ حصانًا مع آخر كهربائي يولد ٤٠ حصانًا.

رينو كليو الأحدث.. ما لها وما عليها:

مع بيع ١٥ مليون وحدة منذ تقديم كليو الأولى في مطلع التسعينيات من القرن الماضي يُمكن القول إن كليو باتت أقرب إلى العروض النخبوية من أي وقت مضى، لا سيما مع خيار الدفع الهجين الجديد والاستعانة بشاشات للأنظمة المعلوماتية الترفيهية هي الأكبر في تلك الفئة من السيارات، فضلًا عن المصابيح الرئيسية القياسية فئة LED، إلى جانب باقي خيارات المحركات المتنوّعة وتوافر خيارات شخصية متنوّعة حسب أذواق الزبائن!

قد تتمثّل نقطة الضعف الوحيدة -إذا جاز التعبير- في أن كليو الجديدة كليًّا ستكون أغلى سعرًا من الطراز السابق، لكن يَصعب أن نجد نقطة ضعف أخرى في هذا الموديل المُدُني الجذّاب.