أكثر ١٠ سيارات “مبخوس قدرها” على الإطلاق

الصنّاع الأمريكيون يُهيمنون على القائمة.. ووجود بعض الصنّاع الأوروبيين

طوال تاريخ السيارات الذي يعود إلى أكثر من قرن ونصف القرن من الزمان، هيمنت العروض الأيقونية “الأفضل” و”الأقوى” و”الأسرع” على ما عداها، كما سلّطت وسائل الإعلام المختلفة الضوء على كل ما هو مُبالغ فيه، واهتمَّت ببعض السيارات دون غيرها، أحيانًا أكثر بكثير مما تستحقّ!

والحق يُقال إنه ليست هناك معادلة نجاح واضحة لجعل سيارة ما ناجحة ورائعة؛ فرغم أن التصميم الجذّاب والأداء القوي عاملان مُهمَّان، لكنهما ليسا ضروريين (مثلما هو الحال مع فولكسفاغن بيتل وسيتروين 2CV)، كما أن السعر المدروس بعناية فائقة يُعد عامل نجاح لا يُستهان به، لكنه ليس أساسيًّا (مثلما هو الحال مع عروض فيراري). في النهاية ما يجعل سيارة ما تصادف نجاحًا عن أخرى أنها جاءت في المكان والوقت المناسبين!

لذلك، هناك بعض السيارات المميّزة للغاية سقطت سهوًا أو عمدًا من ذاكرة التاريخ لأسباب عديدة، منها أن صانعيها أفلسوا أو أن هذه السيارات لم تقدر على المنافسة الشديدة، وغيرها من الظروف التي تحول دون نجاح بعض السيارات وتُعيق انتشارها!

وفي الأسطر القليلة المقبلة، سنستعرض معًا أكثر ١٠ سيارات “مبخوس قدرها” أو لم تحظَ بالتقدير الكافي على مرّ التاريخ، نُقدِّمها حصريًّا لقرَّاء “موتورز موشن”.

 

1- فولكسفاغن فايتون (٢٠٠٢-٢٠٠٦):

تُعد فايتون واحدة من أكثر السيارات ذات الحظّ السيئ في القرن الحادي والعشرين! أغرى نجاح العلامات الفخمة لدى مجموعة فولكسفاغن، تحديدًا بنتلي وآودي ولامبورغيني، الصانع الألماني لإنتاج سيارة سيدان عالية التّرف ذات دفع رباعي ممهورة بتوقيع فولكسفاغن. استعانت فايتون إما بمحرك V8 أو آخر V12 بقوة ٤٢٠ حصانًا! ورغم أنها كانت تُجمّع يدويًّا في المصنع نفسه الذي يُنتج بنتلي كونتيننتال فلايينغ سبير واشتركت مع الأخير في العديد من المكوّنات الميكانيكية، لم يرغب العديد من الزبائن في دفع مبلغ يفوق الـ٨٠.٠٠٠ دولار أمريكي في سيارة فولكسفاغن مجهّزة بمحرك V12، وهو ما جعلها واحدة من أكبر أخطاء فولكسفاغن التي ارتكبتها في العصر الحديث!

 

2- جاغوار XJ6 (١٩٩٤-٢٠٠٧):

حتى بعد أن استحوذت عليها فورد في عام ١٩٩٠، لازمت العلامة جاغوار سمعة سيئة تتعلّق بالجودة وعدم الاعتمادية، وهو ما أحرج الصانع الأمريكي في نهاية المطاف. ورغم أن XJ6 وَرثت تلك السمعة السيئة من جاغوار لكنها قدّمت أداءً مميّزًا ووفّرت مستويات رفاهية نافست العروض الألمانية. النسخة XJR كانت تولّد ٣٧٠ حصانًا من خلال محركها القوي فئة V8، وهو ما جعلها أسرع سيارة سيدان وقتذاك. وحاليًّا، في سوق السيارات المستعملة، يبدو أن XJ6 لا تساوي شيئًا رغم مستويات الأداء المميّزة التي تتمتّع بها.

 

3- تويوتا كريسيدا (١٩٧٨-١٩٩٢):

رغم أن كريسيدا حاليًّا سقطت من ذاكرة التاريخ، لكنها واحدة من أبرز سيارات تويوتا على الإطلاق! قُدِّمت في عام ١٩٧٨ في محاولة لمنافسة عروض السيدان الأمريكية كبيرة الحجم. وخلال أعوام قليلة أدركت تويوتا أن مستقبل السيارات الفخمة الممتازة سيكون في أوروبا، لذا أعادت تصميم كريسيدا لتنافس العلامات بي إم دابليو وآودي ومرسيدس-بنز. وفي منتصف الثمانينيات شاركت كريسيدا الموديل تويوتا سوبرا في المحرك سداسي الأسطوانات، وهو ما جعل الأولى واحدة من أفضل سيارات السيدان الرياضية في العالم! لكن، قرَّرت تويوتا إطلاق علامتها النخبوية ليكزس في السوق الأمريكية، وقدّمت الموديل LS400، ما جعل كريسيدا تتوارى وينحسر الاهتمام بها رغم أنّها شكّلت حجر الأساس لسمعة تويوتا بوصفها منافسًا نخبويًّا لا يستهان به في السوق الأمريكية.

 

4- بورشه ٩١٤ (١٩٧٠-١٩٧٥):

فازت هذه السيارة بجائزة “سيارة العام المستوردة” في عام ١٩٧٠ من مطبوعة “موتور ترند” الأمريكية، لكن لازمها سوء الحظ منذ البداية. في أول الأمر كان الموديل ٩١٤ الذي يُعدّ ثمرة شراكة مثمرة بين بورشه وفولكسفاغن، سيحلّ محلّ الموديل فولكسفاغن كارمان-غايا، قبل أن يُصبح ممهورًا بالعلامة بورشه في نهاية المطاف. وفي الوقت الذي هيمن فيه الموديل 911 2.3 Carrera RSR على الجميع ووصوله إلى سرعة ١٩٠ ميلًا/ساعة (٣٠٥ كلم/ساعة) فإن الطراز ٩١٤ المدعّم بمحرك فولكسفاغن لم يرتقِ لمستوى عروض بورشه الأخرى، ميكانيكيًّا على الأقل. وبالرغم من كل هذا، وبعد خمسة أعوام، وتصميم جذّاب وعلبة تروس رشيقة خماسية النسب ونظام تعليق مستقل بالكامل وسقف قماشي ليّن باتت ٩١٤ سيارة كلاسيكية في حدّ ذاتها!

 

5- كاديلاك إلدورادو (١٩٦٧-١٩٧٠):

بعد نحو نصف قرن من إطلاقها، يمكن أن نقول إن كاديلاك إلدورادو لم تكن ثورية بالشكل المطلوب، لكن في أواخر الستينيات كانت واحدة من أكثر السيارات تطورًا في العالم. جاءت إلدورادو تشترك في منصّتها الهيكلية مع أولدزموبيل تورونادو وهو ما جعلها تتمتّع بنظام دفع أمامي للعجلات، وهي ثاني موديل أمامي الدفع لجنرال موتورز بعد تورونادو! وبخلاف نظام دفعها المميّز تمتّعت إلدورادو بتصميم حاد لا سيما مع مصابيحها الرئيسية “المختفية”، الأمر الذي جعلها أول “سيارة كوبيه شخصية فخمة” وهو التصنيف الأمريكي لعروض الكوبيه والمكشوفة الفخمة الممتازة في هذا الوقت. وخلال سنوات قليلة انتشرت العروض المنافسة خلفية الدفع ذات البابين على الطرقات الأمريكية السريعة، منها شيفروليه مونت كارلو وكرايسلر قرطبة، لكن يتبّقى أن نقول إنه لولا إلدورادو أمامية الدفع ما كنّا رأينا هذه الفئة من العروض تجوب الطرقات!

 

6- كرايسلر آيرفلو (١٩٣٤-١٩٣٧):

جرى تقديم هذه السيارة في عزّ أزمة الكساد الكبير، لتصبح واحدة من أكثر السيارات تطوّرًا في هذا التوقيت؛ ففي الوقت الذي كان فيه كل من فورد وجنرال موتورز يستعينان ببنية خشبية في سياراتهما، بَرزت آيرفلو التي تستعين بهيكل فولاذي بالكامل كأنها من كوكب آخر! نظام تعليق آيرفلو جاء أقل ارتفاعًا وأكثر تطوّرًا بأشواط طويلة مقارنة بعروض فورد وجنرال موتورز في تلك الحقبة، كما أن توزيع الوزن مناصفة بين المحورين الأمامي والخلفي (٥٠:٥٠) جعل سلوك آيرفلو الديناميكي مميّزًا للغاية. لكن، لسوء الحظ، أسهمت فئتها السعرية العالية وتصميمها المزعج في فشلها الذريع، وهو ما أدى إلى وقف إنتاجها في عام ١٩٣٧، وما زالت آيرفلو برغم كل هذا تمثّل علامة فارقة في هندسة السيارات.

 

7- بلايموث داستر (١٩٦٩-١٩٧٦): 

داستر من السيارات مفتولة العضلات المبخوس حقها؛ ففئتها الأعلى جاءت مُزوَّدة وقتذاك بمحرك فئة V8 يولد ٣٤٠ حصانًا، وهو ما يجعلها ندًّا قويًّا لأي سيارة مفتولة العضلات في هذه الحقبة. في أوائل السبعينيات كانت بلايموث سيارة في المتناول مع محرّك قوي وأرخص بكثير من بلايموث روود رانر. ومع ذلك، وفي أي مزاد علني حاليًّا، لن تجلب هذه السيارات سعرًا مرتفعًا مثل ما تجنيه عروضٌ بحجم تشارجر وسوبر بي.

 

8- بويك GNX (منتصف الثمانينيات):

يُمكن أن نقول إن جميع سيارات بويك التي جرى تصميمها من أجل المنافسة في سباقات Grand National في منتصف الثمانينيات لم تحظَ بالتقدير المطلوب رغم كونها تتمتّع بتصميم مفتول العضلات ومحرك مزوّد بشاحن هواء “توربو” يولد ٢٤٥ حصانًا. لكن الطراز GNX كان شيئًا آخر؛ إنه دليل مادي على عودة أمجاد السيارات مفتولة العضلات في حقبة الستينيات! بمحركها الذي وصل إلى ٢٧٦ حصانًا، تفوّقت GNX على عروض Grand National الأخرى ذات المحركات التي لم تتجاوز الـ٢٥٠ حصانًا؛ لقد كانت GNX سريعة وقوية بحق وأيقونة حقيقية لحقبة الثمانينيات!

 

9- فورد برونكو (١٩٦٥-١٩٩٦):

صُمّمت الـSUV برونكو الأصلية لتنافس عروض جيب في الأساس. ويمكن القول إنها أول SUV صغيرة في العالم، لكنها تمتّعت بشاسي خاص بها كما استعانت بالعديد من أجزاء الخدمة الشاقّة من شاحنات فورد كبيرة الحجم. واشتركت برونكو في مسابقات وفعاليات دولية مثل “باجا ١٠٠٠”، قبل أن تتحوَّل الأجيال الأخيرة من برونكو إلى عروض أقرب للسيارت التقليدية أو تصبح ثقيلة للغاية!

 

10- AMC Eagle (١٩٨٠-١٩٨٨): 

قبل أن تستحوذ عليها كرايسلر في عام ١٩٨٨، كانت شركة “أميريكان موتورز” هي آخر صانع سيارات مستقل في الولايات المتحدة. ورغم أن الشركة الأمريكية عانت من نقص الأموال باستمرار، فإنها نجحت في تقديم العديد من الموديلات الأيقونية المميّزة في عقودها الأخيرة مثل AMX وغريملين وباسر. وقدّمت الشركة موديلها Eagle من خلال دمج نظام الدفع الرباعي العائد إلى جيب مع الموديل كونكورد. لقد كانت أول كروسوفر في العالم، وسيارة أيقونية بحق تتمتّع بقدرات تحدٍّ مميّزة للطرقات الوعرة.

 

قد يعجبك ايضا